facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فيصل الفايز يتحدث لـ"عمون " :المعارضة في الاردن سقفها عالٍ جداً ولا يوجد أحد أكثر ديمقراطية من الملك ..


11-03-2009 05:58 AM

* العرش الهاشمي دستوري .. وتعديل الدستور مرفوض بتاتاً ..
عمون ـ وائل الجرايشة - فيصل الفايز رئيس الوزراء الثالث في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني رجل يعتبر الأقرب بين رؤساء الحكومات من نبض الشارع ، يتكلم باللغة المحكية في الحواري والقرى والبوادي الأردنية .. لم يسجل خلال فترة حكومته أي أزمات مع القوى السياسية ، ولم يعنف أي طرف إعلامي ، ولم تقتصر لقاءاته على النخبة ، كان رئيسا شعبويا بمعنى الكلمة .. اختاره الملك وهو ابن البلاط الملكي ، وترعرع في القصر الهاشمي ، وعرف كيف يترجم طرفات عين القائد على أرض الواقع ، بأسلوب الواثق من نفسه ، المتعاطف مع غيره ، المنفتح على الجميع ..
ولذلك فإن خروجه من الحكومة رئيسا لم يبعده عن قلب الملك أو عينه ، فعاد رئيسا للديوان الملكي ، قبل أن يتولى أحد أهم البرامج التنموية التي قادها الملك لتحقيق التنمية الشاملة المبنية على أحدث طرق البحث العلمي والتنفيذ الواعي للتنمية المستدامة والتوزيع العادل بين جميع المناطق ، حيث تولى منصب رئيس مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية .. الفايز عضو مجلس الأعيان ، كان أخر شخصية وطنية يتشرف باستضافة جلالة الملك في أم العمد وألقى بين يديه خطابا اعتبر وثيقة تجديد العهد والولاء للعرش الهاشمي ، تضمن تأكيد التفاف الشعب حول راية قائدهم .


"عمون " كانت في ضيافة العين فيصل الفايز الذي قال : إن أي حديث يخوض في موضوع المطالبة بمايسمى الملكية الدستورية هو مؤشر خطير ولا يجوز التطرق له من قبل أشخاص لا يعون تماما كيف تسير الحياة السياسية في الأردن و يغفلون واقع النظام الملكي وشخص جلالة الملك الذي يستمد شرعيته من الدستور ويحتكم في كل ما يصدر عنه رسميا الى لدستورنا الأردني .

الفايز أكد في المقابلة الخاصة بـ"عمون " ان المعارضة في الاردن استغلت سقف الحرية العالي والذي اتاحته سياسة الدولة الأردنية والنظام الهاشمي ، لمحاولة النيل من الثوابت الوطنية ، مؤكدا ان الاردن يرتبط بمعاهدات ومواثيق واتفاقيات دولية ، وهو دولة لها احترامها في العالم وهو ليس دولة المتغيرات التي تغير مواقفها بتغير مصالحها .

وأكد الفايز ان الثوابت الوطنية لها قدسية خاصة تتعلق بالانتماء الى التراب الوطني الاردني والولاء للعرش الهاشمي ،.. و ان مسألة الإصلاح السياسي هي مطلب الجميع بناء على رغبة الملك ، ولكن المسألة تؤخذ بالتدريج ، والأولى ان تكون هناك قوى حزبية قادرة على تحمل المسؤولية قبل الحديث عن تداول السلطة ، التي يمثلها الملك ، وان قوة الاردن ومنعته مرتبط بقوة العرش الهاشمي .

الفايز تحدث عن موضوع الأقاليم ، حيث بين انها رؤية ملكية لإحراز أفضل الخدمات التنموية للمحافظات وتوفير أفضل الطرق للعمل ، ونفى بشدة إشاعات بروز مسألة إقليم رابع أو ان هناك عين على الضفة الغربية ، وان مصلحة الاردن هو قيام دولة فلسطينية موحدة مستقلة .

وأكد الفايز ان هيئة شباب كلنا الأردن هي مظلة للعمل التطوعي يقوم فيها الشباب بدراسة مطالب محافظاتهم ورفعها لجلالة الملك ، وهي مثال للديمقراطية التي أرادها الملك ، وليست مليشيا لشخص أو جهة .

وتطرق الفايز في حديث مطول مع " عمون " للعديد من المواضيع وشؤون الوطن .. وتاليا نص المقابلة :

عمون : دولتكم ..يدور الحديث هذه الايام عن ضرورة إصلاحات سياسية ، سبقتها مطالبات بإلغاء معاهدة السلام ، وقطع العلاقات الديبلوماسية مع اسرائيل .. وتغيير في قوانين كالانتخاب وغيره .. أين الاردن في هذا الحديث ؟

الفايز : الاردن يلعب دوره السياسي في إطار دائرة ضيقة حسب المعطيات على أرض الواقع ، ولا يستطيع الاردن بالتالي أن يناصب العداء للولايات المتحدة الأمريكية التي ترتبط مع الاردن بعلاقات استراتيجية مثل جميع الدول الأخرى التي هي أكثر من الاردن مواردا وقوة اقتصادية ، وبعدا عن بؤر التوتر .. وكذلك الحال مع إسرائيل التي نرتبط معها بمعاهدة سلام وافق عليها مجلس الأمة ، وبغض النظر إن كنا نكرهم أو لا فهذا واقع الحال والعلاقة تنطلق من القاعدة الإستراتيجية للعمل السياسي .

وجلالة المغفور له الملك الحسين رحمه الله قام بتثبيت حدود الاردن بناء على معاهدة السلام التي تمت بين الاردن واسرائيل ، لأن المنطقة بعد اتفاقية سايكس بيكو تغيرت جغرافيا وسياسيا واستثنت الاردن ، الذي كان مطمعا وهدفا متأخرا ، لأن اللوبي الصهيوني في أمريكا آنذاك كان الاردن من ضمن خطط أطماعه .
وعندما وقع الحسين على معاهدة السلام لم يسبق أحدا بذلك ، بل إنه وقع بعدما وقع الأخوة الفلسطينيين في أوسلوا على معاهدة السلام والاعتراف باسرائيل .. وكل الضغوط التي مورست على جلالة المغفور له في ظل اتفاقية كامب ديفيد وتوقيع المعاهدة الاسرائيلية المصرية ، كان يرفضها رحمه الله تماما ، ولم يرضخ للضغوط ..

وقال بالفم الملآن للإدارة الأمريكية : أنا لن أقدم على الانتحار سياسيا وأوقع على أي اتفاقية قبل ان يصل الاشقاء الى اتفاق سلام .

لذلك فإن تثبيت حدود الوطن وتوضيح مدى العلاقة سياسيا وديبلوماسيا يعني القدرة على مساعدة الآخرين واعني أشقاءنا في فلسطين ، وهذا ما برز خلال الحرب الاخيرة على غزة وقبلها بسنوات أيضا ، من خلال إرسال مواد الاغاثة ، والاسعافات الطبية والمستشفيات الميدانية ، و كثير من المساعدات التي لا تزال تصل على مدار الاسبوع الى غزة ،، ولو لم تكن هناك علاقة دبلوماسية مع اسرائيل لما استطاعت الاردن من ايصال أي مساعدة الى أهلنا هناك.. ولنتذكر سياسة الجسور المفتوحة كم هي مفيدة للأخوة الفلسطينيين للتنقل عبرها خارج حدود الاراضي الفلسطينية في الضفة وغزة ، وكثير من هذه الامور يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار بعيدا عن النظرة الضيقة للعواطف والمطالبات التي تنادي بها بعض الفئات في الوطن .

فالمعارضة في الاردن سقفها عال جدا في الاردن ، وينادوا ويصرحوا بما يشاؤون ، ويطالبوا بقطع العلاقات وإلغاء المعاهدات ، ولكن يجب ان نتذكر ان هناك مصلحة عليا يجب المحافظة عليها ، وبالضرورة ان تكون مصلحة الاردن الدولة هي ذات المصلحة الشعبية ، والإجراءات الحكومية تتضح فوائدها في نهاية المرحلة مهما كانت قراراتها صعبة شيئ ما .. وليس هناك إجراء مفيد للدولة الاردنية في إلغاء معاهدة السلام ، على الاقل اننا ننظر الى الدول الاخرى التي لم ترتبط بأي معاهدة سلام ولم تكن أفضل دعما ولا أحسن حالا من الأردن سياسيا على الاقل ، مع شح مواردنا .

عمون : ... يثار هذه الأيام موضوع تداول السلطة ، والملكية الدستورية ، وربط الإصلاح بإجراءات باتت مبهمة وغير واضحة ، فما هو رأيكم بهذا ؟

الفايز : إذا تكلمنا عن تداول السلطة ، سيبرز السؤال الاهم : تداول السلطة بين من ومن ؟ .. وإذا واجهنا الواقع السياسي في بلدنا سنجد ان الحياة الحزبية الحقيقية غير موجودة في الاردن .. وهي لم تكن فاعلة في خلق صورة واضحة للعمل السلطوي ، باستثناء حزب جبهة العمل الإسلامي الذي يعتمد على أعضاء الحركة الإسلامية والمتعاطفين معها واعتماده على الإرث التاريخي ، لا نجد ان هناك حزب حقيقي واضح الخطوة وقوي التأثير ، وحتى حزب الجبهة أحيانا ليس لديه رؤية واضحة وشاملة للتعدد السياسي .

ومن هنا يجب ان يكون هناك موقف واضح وقوي بالنسبة للدولة الاردنية و من قضية الملكية الدستورية ، فجلالة الملك عبدالله الثاني هو ملك دستوري ، وكل صلاحياته مستمدة من الدستور ، أما الهدف غير البريء من إثارة هكذا طرح والذي يعني التقييد ، فهذا مرفوض دستوريا قبل ان يرفض شعبيا .

ولمن يدعو لذلك يصطدم بسؤال : لمن تريد ان تؤول السلطة الفعلية ؟ هل هناك أحزاب كبيرة وقوية تعبر عن رغبات وتوجهات الشعب ؟ ومن أكثر من الملك تلبية وترجمة لآمال شعبه ؟
جلالة الملك قال بصراحة ، عندما يكون هناك حزب وسط ، وحزب يسار وحزب يمين ، يمثلون جميع شرائح المجتمع وتياراته الفكرية وآماله السياسية حينها نتكلم في موضوع تداول السلطة على أساس مصلحة الوطن الكاملة .

أما اليوم في ظل غياب الأحزاب التي تمثل مختلف أطياف الشعب أو التي لها تأثير أو تمثيل للشعب ، فمن هو حقيق بتسلم السلطة ؟ والى أين ستذهب الدولة ومقوماتها ، ومن هو الذي أثبت إنه لجميع أفراد الشعب وجميع شرائحه و تياراته على مختلف أصولهم ومعتقداتهم وتفكيرهم ، مع ان هناك أحزاب خرجت للعلن سابقا ولاحقا ولكنها لم تكن يوما هي البديل عن النظام الهاشمي ، الذي بقي ممثلا لكل مواطن في هذا البلد ؟ ..

وحقيقة فليس هناك حزب له قواعد جماهيرية ، باستثناء جبهة العمل الإسلامي ، والذي يعتمد كما أسلفت على انه تاريخي ، وساعده صبغته الإسلامية ووقوفه ضد الاحتلال الأجنبي والاحتلال الإسرائيلي ، لذلك فقد لاقى تعاطفا شعبيا من جميع الناس في الأردن من مختلف أصولهم ، وهذا لا يعني بالضرورة إنهم يؤمنون بأيديولوجية الحزب ، ولكنهم متعاطفون مع الحزب ، وهناك فرق كبير بين التعاطف مع الحزب وبين القناعة بالإيديولوجية الممثلة للحزب.

ولهذا فإن الحديث في هذا الموضوع خارج عن المنطق الدستوري لأن الملك وبنص الدستور يستمد صلاحياته من الدستور نفسه وهو الذي نحتكم له جميعنا ، والملك يأمر ويمنع ويحجب ويشكل الحكومات ويقيلها بناء على الدستور .

عمون : ولكن هناك من يطالب بتعديل الدستور ، ويرتكز على العودة الى مواد الدستور عام 1952 ؟

الفايز : لا العودة الى ما قبل ذلك أمر لا يفيد إطلاقا ، والتعديل على الدستور أمر مرفوض بتاتا ، لأن الحالة السياسية في الأردن لا تسمح بذلك في ظل أخطار محتملة تهدد الأمن الوطني والعربي ، وفي ظل وجود تهديدات إسرائيلية تتمثل بالطرف المتطرف سياسيا فيها ، وعدم قيام الدولة الفلسطينية الكاملة السيادة على حدودها برا وجوا .

كما ان وجود حكومة إسرائيلية يمينية قد تتشكل بإتلاف أحزاب متطرفة لن تقبل الحلول السلمية ، ستبحث حينها عن حلول وبدائل غير تلك الحلول والمبادرات العربية والدولية التي تدعم فكرة إقامة حل الدولتين على أساس عادل للجانب الفلسطيني .. وأرجو ان لا يفهم ذلك على إنه حديث يشبه الأقاويل المغرضة عن مؤامرة الوطن البديل الذي أكد جلالة الملك ونحن نؤكد من خلفه انه لا يوجد الا في أذهان المنهزمين ، ولا نريد الخوض في كلام يمكن أن يؤول لما فيه بلبلة أفكار المواطنين وبث الخوف بينهم

عمون : ولكن أحاديث الإصلاح السياسي هذه الأيام يتمحور جزء منه حول تعديل قانون الانتخاب وإصلاحه ، وهذا ما يدعو البعض الى اتهامه بأنه يكرس مؤامرة الوطن البديل .

الفايز : يجب المحافظة على التوازن الديموغرافي ، ونحن لا نرد على جهة معينة بعينها ولكن أتكلم على العلن بأن أي قانون انتخاب مختلف سيؤدي الى خلل في التوازن الديموغرافي ومن شأنه تدمير الهوية الأردنية والهوية الفلسطينية أيضا .. ويجب ان يعلم الجميع بأن النظام الهاشمي هو المحافظ على الهوية الأردنية والفلسطينية وليس الهوية الأردنية فقط .. وكل الجهود التي يبذلها من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة هو بالتالي محافظة على الأردن الوطن والدولة المتكاملة والنظام الأصيل ،، وبالتالي فإن أي استنباط لقانون انتخاب جديد لا يحافظ على هذا التوازن ، سيؤدي الى تراجع في خيارات الدولة الأردنية ، وبروز مشكلة اللاجئين والأردنيين من أصول أخرى ما يعطي مبرر لاسرائيل وغيرها للحديث عن وجود بيئة أخرى للفلسطيني خارج وطنه فلسطين .

عمون : إذا ما هي مناسبة الدعوات الجديدة التي يقودها أشخاص للإصلاح السياسي بأي ثمن ، وهذا الحراك الداخلي غير المريح .. وهل تعتقد ان له ارتباط بما حدث في غزة ولبنان وإعطاء العالم ان التماسك في الجبهة الداخلية مفقود ؟

الفايز : لا شك ان الديمقراطية هي ثقافة ، وانا شخصيا من الميالين الى الإصلاح السياسي ولكن الإصلاح يجب ان يأتي تدريجيا وبحسب المصلحة العامة للوطن ، ويجب وضع رقابة على مسألة التحولات الإصلاحية ، فالحكومة لا تستطيع ان تأتي بقانون انتخاب حسب رؤية الاحزاب ، لعدم وجود أحزاب ثقيلة مؤثرة ، ولو ضربنا مثلا قانون الأحزاب لوجدنا ان القانون ايضا لم ترغب به كثير من الأحزاب والقوى ، على الرغم من إعطاءهم كثير من الدعم ، و قانون الأحزاب الجديد أظهر عجز العديد من الأحزاب السابقة عن تشكيل أنفسهم من جديد لأنهم لم يستطيعوا إقناع 500 شخص للانضمام لهم كشرط تأسيسي ، فكيف سيقنعوا الآلاف فيما بعد بأفكارهم .. عدا عن انها لم ولن تستطع معالجة المشاكل الاقتصادية ـ وانا شخصيا أعتبر الهم الاقتصادي هو الأهم بالنسبة لي ولنا جميعا ـ ، ولو ذهبت الى أي قرية أردنية او في البادية سترى ان الناس هناك لا يهتمون بأي طرح حزبي ولا يؤمنون بالحزبية ، وهمهم كيف يأمنوّن لقمة العيش لأبنائهم وتصريف شؤون حياتهم .. أما في قضية الحرية والديموقراطية فإن النظام الهاشمي له خصوصية رائعة ، وليجيبني أحد على هذا السؤال :

هل يوجد أحد أكثر ديمقراطية من الملك ؟ .. جلالة الملك يعلم كل يوم الناس الديمقراطية قولا وفعلا ، من خلال تواصله مع الشعب ، وبعمله الدائم والجاد لرفع المستوى المعيشي للمواطن الأردني ، إضافة الى عمله الإنساني .. وهذه متطلبات الديمقراطية .. أما موضوع الإصلاح السياسي فهو ليس أولوية ، بل هو مطلب ولكن بالطريقة التدريجية التي تراعي الحالة العامة والمصلحة الوطنية ..
وأنا مع الحقوق المدنية ، ولكن هناك أشخاص زرعوا قناعات عند الناس إن هناك خلل في النظام السياسي الاردني وان من يحكم في البلد هم فئة معينة ، لذلك فإن الحقوق السياسية فالواجب ان ننتظر بالنسبة لها حتى تتبلور الكثير من الأمور عندنا ... وكثير من الأفكار التي تلبست عقلية العديد من الناس الذين سمعتهم شخصيا هي غير صحيحة وخاصة ما يتعلق بالتفريق بين فئات الشعب الأردني بناء على أصولهم أو أنسابهم أو ما يسمى بأصحاب الحقوق المنقوصة والمهضومة ، وهذا غير صحيح أبدا بل تعتمد على التربية البيتية في الأصل لكيفية التعاطي مع أي قضية يواجهها المواطن .

كما أن الديمقراطية للأسف غير مؤسسة في بيوتنا وفي ثقافتنا المجتمعية ، ولا نزال نعاني من سلطة الأب في البيت ، ومن طغيان رأي رب الأسرة عند غالبية الناس و الأسرة التي تعتبر أهم وحدة في المجتمع لا تتبع الديمقراطية في حياتها والتعاطي مع قضاياها ، وهذا بشكل عام ، .. وحتى المدرسة والجامعات هل نرى ديمقراطية حقيقية تمارس بشكل فعلي ؟

عمون : إذا ترى دولتكم ان المطلب الملح اليوم هو تقوية الجبهة الداخلية وتكاتف الشعب للحفاظ على وحدتهم وتعزيز حقوقهم التي اكتسبوها .

الفايز : نعم ومئة بالمئة أنا مع ذلك دوما .. وللعلم فإن الأردن وصموده وبقاءه مرتبط بقوة العرش الهاشمي ،، و نزداد قوة كأردنيين إذا ما بقينا ملتفين حول عرشنا الهاشمي فسنبقى أقوياء ضد أي خطر داخلي او خارجي ، ونستطيع دائما مواجهة وحل مشاكلنا التي قد تواجه مجتمعنا .
ولا شك إن هناك فترات تظهر فيها جهة تتحدث عن فساد مالي أو إداري ، ولكن ان وجدت مثل تلك القضايا فهي ليست كما تصورها تلك الجهات أو تنقلها بعض الواجهات الإعلامية ، أو الصحف التي تعتمد على الإثارة وتضخيم القضايا وتثوير الشارع وكل يوم تجد خبرا عن فساد هنا وهناك .. وهذا برأيي يجب ان يحول كل من ينشر مثل هذه الأخبار للقضاء لإثبات ادعاءاته .

عمون : ولكنكم لم تحولوا أحدا من الوسط الصحفي للقضاء خلال توليكم رئاسة الوزراء ؟

الفايز : .. لا انا كنت أتعامل مع هذه القضايا بشكل عملي .. وفي أحد الأيام نشر أحد الكتاب المعروفين في صحيفة يومية مقالا وذكر فيه ان في حكومة فيصل الفايز وزراء فاسدون ، وطلبت من وزير العدل حينها ان يقوم باستدعاء الكاتب وجماعة الصحيفة وان يطلب منهم وثائق تثبت ان هناك وزراء فاسدين ، حتى تتخذ الحكومة الإجراء المناسب مع أي وزير تثبتون انه فاسد ، ولكنهم عجزوا عن إثبات ذلك ...

عمون : ما هي وجهة نظركم بالنسبة للأقاليم ودعوة جلالة الملك لإبراز الفكرة على ارض الواقع ؟

الفايز : أنا مع اللامركزية .. ونحن كما قال المثل أهل مكة أدرى بشعابها ، وسيدنا عندما طرح مشروع الأقاليم طرحه من منطلق تنموي وليس من منطلق سياسي .. وهذا ببساطة يوضح أولويات كل محافظة عندما يأتي مبلغ مخصص للمحافظة ، فإن القائمين عليها يعرفون الأولويات بالنسبة لهم وكيفية الإنفاق على المشاريع التي يحتاجونها .

وهذا من حسنات اللامركزية ، كما ان الديمقراطية تبدأ في البلديات ، فإذا طبقت مبدأ الديمقراطية في البلديات ، حينها تستطيع ان تطبقها على باقي المستويات ، وما أجمل ان تضخ دماء جديدة في ديمقراطية البلديات وهذا مطلب من مطالب سيدنا ، وهذا يدفع باتخاذ القرار المناسب في الأقاليم وليس في الحكومة أو اي جهات اخرى بعيدة عن اي محافظة .. وهذا طريق جيد جدا بالنسبة للإصلاح السياسي .. ومع ان عملهم سيتركز على القطاع التنموي ولكن هذا انعكاس جيد على المسار الديمقراطي .. لذلك فإن أهل الإقليم يستطيعون اتخاذ القرار الاقتصادي الذي يرون انه مهم بالنسبة لهم .. ومع ذلك يجب دراستها بشكل فعلي ، وهناك دول قامت بتطبيقها ، ويمكن الاستفادة من تجربتهم لتعظيم الفائدة وتفادي السلبيات فيها ، وانا نصحت بدراسة تجارب دول أخرى طبقت نظرية الأقاليم .

عمون : ولكن هناك قلق عند كثير من الناس حول تطبيق فكرة الأقاليم لخشيتهم من تكريس مفهوم تقسيم الشعب على اساس شمالي جنوبي ، .. كما ان هناك من يزعم ان هذا يعزز نظرية المؤامرة ؟

الفايز : لا .. نحن دولة قوية بعرشها ومؤسساتها ، وليس هناك أي داع للخوف ، من أي سيناريوهات سياسية تتعلق بالأردن وضم أي مناطق أخرى له ، وموضوع الأقاليم هو شأن داخلي يعنى بالعملية التنموية داخل الاردن ولا علاقة لها بأي حلول سياسية ، وجلالة الملك واضح تماما فيما يتعلق بوضع الضفة الغربية وقطاع غزة فهما أرض لدولة فلسطين الشقيقة وقناعة الملك ثابتة فهو لا يفكر بما يذهب له الناس من أن هناك عين على الضفة الغربية .. وجلالة الملك مسكون بهاجس ورغبة حقيقية في قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة متصلة جغرافيا بين الضفة والقطاع ، وبعد قيام الدولة الفلسطينية يقرر أهل الشأن حينها مصيرهم بالارتباط اقتصاديا او بأي صيغة يرونها حسب رؤى واضحة وأهداف تتعلق بالمصلحة السياسية لهم .

وجلالة الملك هو ملك هاشمي سليل والده الملك الحسين ، لا يرضخ لأي ضغوط ، وهو واع لكل الأمور التي تدور في المنطقة ، وسيدنا لن يحيد أبدا عن المنهج الحصيف الذي اتبعه المغفور له في الصمود أمام كل المصاعب والمطالب التي لا تصب في مصلحة الوطن والقضية الفلسطينية .. وقولي هذا ينطلق من ثقة تامة بجلالة الملك الذي أعرفه حق المعرفة ، فليس له اي تفكير غربا أبدا ..

ـ الأردن وقيادته حريصون على إقامة دولة فلسطينية ، والجغرافيا مهمة في توازن الحكومات

عمون : ولكن هناك خشية عند البعض من ظهور إقليم رابع له ارتباط سياسي ، وهذا ما يدور في الصالونات ، على الرغم من وضوح فكرة جلالة الملك ، فما هو رأيكم ؟

الفايز : إطلاقا هذا غير وارد مع ان هناك من يثير هذه الخشية .. ولكني دعني أوضح مسألة مهمة .. جلالة الملك سياسي محنك يعي ويعرف كل ما يدور في الداخل والخارج ، وأنا تشرفت بملازمته في عملي منذ بداية التسعينات ، وكنت الأقرب له منذ عام 1999 و مع انني خارج السلطة اليوم ولكن جلالته قريب مني جدا واعرف تماما ماذا يفكر ، حتى إيماءاته افهمها ، ولذلك فلكم ان تأخذون قاعدة مهمة جدا وهي ان سيدنا يعرف تركيبة المجتمع الأردني حق المعرفة ، ويعي مكونات هذا المجتمع ، ويعرف ما هي دعائم عرشه العامر ، ويفهم أي مخاطر تواجه البلد .. ومهما جاء جلالته بأي شخصية لتعمل بمعيته ، وله كامل الحق باختيار من يشاء ويعفي من يشاء ، يبقى جلالته الأدرى والأعرف بنبض الشارع الاردني ويتلمس همومه ويبحث عن من ينفذ خططه ورؤاه للتخفيف عن المواطن والارتقاء بالعمل العام .

عمون : مسألة التعديل الحكومي ، شابه بعض الإخفاقات في اختيار الأشخاص ، مع وجود من هم أفضل لتسلم بعض الحقائب ، واعتمد على المحاصصة المناطقية ، دون الاخذ بالقدرات للأشخاص ، ما وجهة نظركم حوله ؟

الفايز : ياسيدي يجب مراعاة مكونات مجتمعنا ومسألة الجغرافيا مهمة بالنسبة للشعب الأردني وهذا واقع لا نستطيع إنكاره ، وانا عندما شكلت حكومتي السابقة ، ثارت علي ضجة كبيرة من أحدى المناطق لأن الحكومة لم تتضمن وزير منها ، مع انني أنا الذي شكل الحكومة دون تدخل من أحد ، وكنت قد شكلتها حسب المعطيات المتوفرة ، والظروف المتاحة أمامي تلك الأيام ، ولكن موضوع الجغرافيا بالفعل قد " ذبحني " وارهقني .. حتى ان أحد الرؤوساء السابقين قال ألم يجد فيصل الفايز سوى امرأة تمثل منطقة الشمال .. مع انها دكتورة محترمة ونسبها يعود الى شخصية وطنية كبيرة .. ولذلك لم أسلم من النقد يومها .. لذلك من يقوم بتشكيل حكومة أو تعديلها واختيار وزراء ، لن يستطيع إرضاء الناس ابدا ، لأننا لا نزال نفكر بمنطق ضيق .. ولكن المطلوب هو عمل توازن يلبي كفاءة المنصب والتمثيل العام للوطن .. ولو قمت اليوم بتشكيل حكومة ( ان شاء الله لا ) سوف يكون تفكيري مختلف جدا عن المرة الأولى ، وهذا من خلال التجربة ، وأحاول ان أبعد عن خيوط تقاربية ، وهذا يعني حكومة تعكس الواقع الاردني وتلبي متطلبات المنصب الوزاري ، أما ان أرضي كل الناس ، فهذا مستحيل ، ولا احد يقدر عليه .

ـ الثوابت الوطنية الاردنية هي أهم شيء بالنسبة لنا

عمون : لو عدت الى رئاسة الحكومة من جديد وكلفت بتشكيلها ، ماهي الأسس التي تراعيها ، بعد ان جربت وعرفت كثير من الأشياء بعد خروجك من رئاسة الحكومة ؟

الفايز : سأتحدث بشكل عام عن أي حكومة .. يجب مراعاة التشكيل بحيث يكون فيها توازن .. وان تكون ممثلة لكافة أطياف الشعب الأردني ، وان تأخذ بعين الاعتبار أيضا موضوع أصحاب الرأي والرؤى الأخرى ، فمثلا الإسلاميين تستطيع ان تأتي بهم ، خاصة ان فيهم شخصيات معتدلة وأصحاب فكر وطني ، وضم شخصيات لها وجود ووزن في الشارع الاردني ، وتستطيع ان تتحمل المسؤولية للقيام بانجازات جديدة ، تراعي حاجات المجتمع بمختلف شرائحه ..

وأول شيء أركز عليه دائما هو موضوع الثوابت الأردنية ، وقد تشرفت بالحديث أمام جلالة الملك في زيارته لأهله في مضارب بني صخر بأم العمد ، وتكلمت بالثوابت الأصلية و الأصيلة التي يقوم عليها الوطن ، ووجهت رسائل للجميع بأننا لن نقبل أي مساس بوطننا وعرشنا الهاشمي ، وان قوتنا من قوة العرش ، وهذا بالضرورة رد على المزايدين الذين يزايدوا على الاردن وقيادته ، والاصوات التي تنادي بالملكية الدستورية دون ان يعلموا المحاذير التي تخطوها ..
نحن قدمنا ستة آلاف شهيد أردني دفاعا عن ثرى فلسطين ، .. في غزة قبل الحرب وبعدها من قدم أكثر مما قدمه الملك عبدالله لغزة وأهلها ، والاخرون ماذا قدموا الإسلاميين مثلا غير المظاهرات والتصريحات والشجب والمطالبات التي لا تقدم ولا تؤخر في مساعدة غزة واهلها ولم يقدموا على ارض الواقع شيئا كثيرا يدعم صمود اهلنا هناك .. ويجب ان يعلموا هؤلاء ان هذا الوطن لم يسيء لهم ابدا ، وعلى الرغم من انهم ضربوا وحوربوا في كل انحاء العالم ،إلا في الاردن لم يتعرض لهم أحد ، وان حدثت في بعض الاوقات مواجهات بينهم وبين الحكومات ، فكانت تلك المواجهات على أسس ديمقراطية ، تختلف معهم وتتصارخوا وتتبادلوا وجهات النظر المضادة ولكن على أساس الاحترام لحرية الرأي والفكر ، .. ولم يكن هناك أي قمع لأي شخص ينتمي للتيار الاسلامي ، حتى وان وصل الامر بأشخاص منهم اليوم الى الحديث عن الملكية الدستورية ويذهب مسؤول منهم الى أمريكا ليتحدث عن هذا الأمر ، ولكن هل اعترضه أحد ، وهل تحدث معه أحد ؟ وهل اعتقل ؟ ..
بل عاد والحوار لا يزال قائما ، وانا مع الحوار مع الاسلاميين ، ولكن انا أعود الى ماكنت اقوله لهم من قبل حينما كنت اجتمع معهم واتحاور ، وكنت أؤكد على الثوابت في الدولة الاردنية لا يمكن لاحد ان يخرج عنها .. أما ان تقول لي يجب إلغاء المعاهدة ، فلا لا نستطيع إلغاءها بتلك السهولة ، وهذا ما يجب ان يعلن من الحكومات ليفهموها بالمعنى الواضح الصريح دون خوف او خجل .. وعند زيارتي خلال حكومتي للنقابات قلت لهم إنكم تملكون سقفا عاليا من الحرية بموجب ما أعطيتم من حرية ، واقصفوا كما تشاؤون على اسرائيل وغيرها إن كان ذلك يفيدكم .. اما لا تقصفوا على حكومتي وعلى شخصي ، فأنا اعرف مصلحة بلدي ، واعرف أجندات وأهداف غيرنا ممن ينظرون للأمر من زاوية ضيقة

عمون : .. كنا نلمس منكم وانتم على رأس الحكومة اتصالا وتواصلا مباشرا مع المواطن ،والنقابات والصحافة ، فهل هذا أمر مفيد لرئيس الوزراء ؟

الفايز : يمكن الجميع لا زال يتذكر اتصالي المباشر معه ، وهذا ليس تمييز او امتياز ، ولكنها عادة تربيت عليها ، وانا زرت النقابات وتحاورت معهم ، ومع الاسلاميين وجميع القوى السياسية ، وكنت لا أفوت فرصة لاتصل مع أي شخصية ، وخاصة في الاعياد والمناسبات الوطنية ، ومن يتصل على مكتبي يربط معي مباشرة ، وهذه عادة درجت عليها منذ كنت وزيرا للبلاط الهاشمي ثم رئيسا للحكومة ثم رئيسا للديوان الملكي العامر ، كنت اخصص يومين لمقابلة المواطنين ، ومحادثتهم هاتفيا وبشكل مباشر ، وأسمع من الجميع في كل مكان اذهب له ، وهذا ما مكنني من تحسس هموم وآراء المواطنيين ، والقرب من الناس ، وتلافي أي فهم خاطىء قد يبنيه البعض بناء على ما يسمعونه او يصل لهم من اي جهة لها اهدافها .

ـ هيئة شباب كلنا الأردن هي غرس ديمقراطي ولاؤها للملك وانتماؤها للوطن ...

عمون : .. البعض لم يفهم حتى الآن رسالة وآلية عمل هيئة شباب كلنا الأردن .. ومنهم من يظن انها حزب أو حركة أو تجمع لخدمة جهة معينة او هدف بذاته .. ما هي الحقيقة ؟

الفايز : هيئة شباب كلنا الاردن هي هيئة تطوعية وعملها عمل تطوعي تقوم على همة الشباب الوطني الواعي لقضاياه الوطنية ، وهم يمثلون رؤى جلالة الملك الذي يؤكد على ان المجتمع الاردني هو مجتمع شاب ، .. لذلك فإن آلية عمل الهيئة كمنظومة شبابية هو تأسيس للعملية الديمقراطية في التعاطي مع القضايا العامة ، وغرس الديمقراطية فيهم ، وتوزيع المهام للقيام بالاعمال التطوعية التي نخدم المجتمع وتكرس الحياة العامة بشكلها الديمقراطي ، تماما كما أرادهم الملك ، وجلالته هو قدوتنا الحسنة ، وانا ركزت كثيرا في كلماتي على الرسالة التي أرادها سيدنا لقطاع الشباب ، وعندما توليت مهامي فيها ، طلبت من الأخوة التركيز على الانجازات وتعظيم العمل العام ، والتخلص فورا من السلبيات التي مثلها البعض ممن لم يفهوا الدور المناط بهم ، وان لا يخرجوا على الناس بفوقية ،، بل ان ما أردناه هو ان يتعاملوا تماما كما يتعامل جلالة الملك مع الناس والمواطنين في كل مكان ، وان يتعلموا منه الإيثار وحب العمل والإخلاص للوطن ، والأدب والتواضع الجم الذي يتعامل بهما مع موظفيه ومواطنيه .. لذلك فالواجب ان نضع الملك قدوة لنا ، كما انه قدوة هؤلاء الشباب .

لذلك فإن آلية عملهم ، يقوم على طلب سيدنا منهم في حالات خاصة أن يقوموا بدراسة وضع المنطقة التي يعملون فيها وان يقدموا دراسة وتصور لاحتياجات المناطق في كل محافظة ، ليقوموا بالفعل بعد ذلك بتقديم تصور لحاجات الشباب هناك .. ولكن تحدث هناك بعض السلبيات التي يقوم بها البعض وابرزها ان يتجاوزوا دور الشخصيات المعروفة او الشيوخ والوجهاء ، ويختصروا الدور على الشباب وهذا أمر خاطىء ، ولا يمثل الرؤية الملكية الشاملة التي تهتم بجميع أفراد المجتمع في كل مكان .. ولكن بعض السلبيات لا تؤثر في مجمل العملية ، فعدد افراد الهيئة وصل اليوم الى 35الف شاب وشابة وهم ذخر للوطن ، وهم يملكون الولاء لجلالة الملك والانتماء لتراب هذا الوطن ، وهم ليسوا كما يشيع البعض او يدعي انهم اشبه بالمليشيات او الشبيبة أو القوى لفلان او فلان او لأي جهة بعينها .. كما ان وضعهم هو قانوني تماما وهم تحت مظلة صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية والجميع يعملون لمصلحة الوطن والعرش وسيدنا مؤمن بالشباب ومؤمن بهم ، واذا كان عملهم اليوم هو تطوعي فإنهم يعملون في المستقبل لتعزيز مبدأ الانتماء والولاء في كل مكان يعملون فيه ويعتمدون على الشعار الواحد الله ، الوطن ، الملك .

ومن الضروري توضيح ان وجودهم وعمل الهيئة لا تتعارض مع المجلس الأعلى للشباب في عمل الشباب ، وانا أكدت على ضرورة التعاون بين الهيئة وبين المجلس الأعلى للشباب ، وانا ذكرت ذلك لرئيس المجلس وعملنا في النهاية يهدف الى خدمة هذا الوطن وقيادته .

عمون : .. اذا هل رأي من يرى ضرورة إلغاء المجلس الأعلى للشباب او دمج الجهتين مع بعضهما لعدم الازدواجية هو رأي صائب ويؤدي الى نتيجة مفيدة ؟

الفايز : لا لا اعتقد ان هذا هو الرأي الصائب ، ليس لأنه مؤسسة حكومية ، بل ان جماعة الهيئة تعمل بشكل تطوعي لترجمة رغبات واهداف جلالة الملك في المحافظات .. والمجلس له أهداف أخرى في مناح مختلفة تتعلق بالعمل الشبابي ومداخلاته .


ـ لا أقول إنني أفضل رئيس ، ومكونات العمل السياسي لم تكتمل


عمون : .. دولتكم أنتم أول من قام بإنشاء وزارة التنمية السياسية ، ولا تزال قائمة ، فهل قامت بدورها ؟

الفايز : أنا عندما قمت باستحداث وزارة التنمية السياسية لم يكن الهدف أن تقوم هي بعملية الإصلاح السياسي ، بل ان تكون حافزا ومشجعا على الحراك السياسي في الاتجاه الصحيح ، وقيام أحزاب تقوم على برامج سياسية واضحة وخادمة للمجتمع .. ولكن للأسف فإن يدا واحدة لا تصفق ، فالعملية تكاملية تلعب فيها أدوار الوزارة والأحزاب وآراء المختصين وغايات الشارع لصنع مبادرات جديدة للعمل السياسي وإخراجه من إطاره الضيق ولكن للأسف لم يتطور ذلك فيما بعد ، ومكونات العمل السياسي لم تكتمل ، ولم تظهر أحزاب لها ثقل كما يريدها الشعب على مستوى الدولة .

عمون : إذا برأيكم هل إناطة وزارة الداخلية بملف الأحزاب كان قرارا صائبا .. أم كان أحد المعوقات للعمل السياسي والحزبي ؟

الفايز : لا لم يكن صائبا .. فما دخل وزارة الداخلية بالأحزاب ، وهذا كان رأي حدّ من تقدم وتطور وانجاز وزارة التنمية السياسية والحراك الحزبي ايضا ، وكان الأولى ان يعطى الخبز لخبازه ، والأصل ان تضطلع كل وزارة بعملها الأصلي بدون أي تداخلات من خارج الاختصاص الوزاري لأن ما حصل في فترات سابقة كان من شأنه إعاقة الحركة وتثبيط العزائم وأنا ضد تدخل أي جهاز من خارج الحكومة في العملية التنظيمية أو صنع القرار ، ..
لأن دور الأجهزة الأخرى دور عظيم في مراقبة وحماية الدولة والأمن العام ،و ليس لتسخير عملها لخدمة أشخاص بعينهم أو أهداف إقصائية وغايات تعزيز دور محاسيب او شخصيات بعينها .. وإذا كان رئيس أي جهاز يمتلك أي أجندة خاصة فتلك مصيبة ، والدور الأساسي والوحيد له يجب ان يكون هو حماية الوطن والعرش فقط ، وهذا أملنا بالقيادات الجديدة التي تمتلك هذه الرؤية الوطنية وتعمل على الطريق السوي والصائب .

عمون : .. دولتكم .. ما هي حكاية أصحاب المناصب العليا .. الشخص الذي يتسلم هذا الكرسي ، لا يفكر سوى بمصلحته أو كيفية الانتقال الى منصب أفضل ،. ولا يفكر بمصلحة البلد ولا هموم المواطنين وهذا شيء لم نعهده في زمان سابق ؟


الفايز : الواقع ان المنصب لمن لا يستحقه يضره ويضر الوطن .. وهذا مرده الى التربية والتأسيس في الحياة ، فأنا أقيس على نفسي كمثل ، فلا أجد إن نفسيتي او تفكيري تجاه القضايا العامة أو الثوابت قد تغيرت منذ ان كان عمري 18 عاما .. بعدها أصبحت رئيس تشريفات ووزير بلاط ورئيس وزراء ورئيس ديوان وكنت الأقرب الى سيدنا ولا أزال والحمد لله ولكن لم تتغير نظرتي للأشياء على اساس مصلحي .. ولم أفكر يوما بتغيير نمط حياتي ، أنا أمشي على الأرض ولم ولن أطير في الهواء .. فالمثل يقول : ما طير طير وارتفع إلا كما طار وقع ، والأهم ان تحترم الناس وتقدر الآخرين وتقوم بعملك بأمانة وإخلاص ..
وهناك أناس هم يصنعون المنصب والمنصب لا يصنعهم .. وللأسف يوجد آخرين يكبرون في المنصب ويصغرون عندما يغادرونه . . لذلك من يضع نصب عينيه مصلحة الوطن والعرش والإخلاص لقيادته فلن يتعب ولا يتغير .. وانا شخصيا عندما كنت رئيسا للوزراء هناك أمور لا أعرفها جيدا ، فاطلب من أصحاب الاختصاص المساعدة فيها وأنيط العمل بهم للفائدة .. وعلى الرغم مما تعلمته في حياتي وما تعلمته من جلالة سيدنا وقبله من جلالة المغفور له الملك الحسين ، فلا أزال أتعلم ، والإنسان يموت وهو يتعلم ، ومن قال علمت فقد جهل .. ورحم الله رجلا عرف قدر نفسه ..


ـ بلاؤنا منا فينا وعلاقتي مع الاعلام مميزة ..

عمون : ألا ترى ان منطق الأستذة التي يمارسها بعض الشخصيات العامة تؤثر على المسيرة ، وكل من يأتي يرى ان لا أحد غيره يفهم .. ولو تناولنا كثير ممن تولوا المناصب نراهم بلا لون ولا طعم ليس لهم موقف ثابت وقراراتهم مرهونة بالتوجيهات دون استنباط أفكار أو رؤية او اتخاذ قرارات لها صفة الديمومة .. لماذا يحدث هذا في وطن صنع الرجال والانجازات ؟

الفايز : المشكلة إن "قلوبنا ليست على بعض " وجميعنا عانينا من هذه المؤثرات المزعجة ومن أصداء الصالونات السياسية التنظيرية وفلسفة الأشخاص .. وللأسف فإن الشخص الناجح اكان رئيسا أو أدنى مسؤولية إلا كان مستهدفا من أصحاب الأقوايل والنميمة ، ويحاول البعض من أصحاب المصالح الخاصة والأجندات ان يضعوا العصي في دواليب مسيرته .. ولو كل واحد فينا عمل وأخلص في عمله وفي حياته الخاصة وكان همه الأكبر هذا الوطن لتغيرت أشياء كثيرة للأفضل .. لذلك فإن بلاءنا فينا نحن ، ومن يعمل لمصلحته الخاصة هو الذي لا يحب ان ينجح الاخرين في الانجاز العام .

عمون : كيف كانت علاقتك مع الاعلام .. وهل ترى ان هناك طريقة تستطيع فيها الحكومة من استنباط آلية للوصول الى القرارات السليمة ؟

الفايز : تستطيع أي حكومة ان تصنع مطبخا للقرارات تستفيد لصلاحيته الاجتماع مع الشخصيات الوطنية والرموز السياسية ورجال الصحافة والإعلام والنقابات والأحزاب ومختلف القوى تستمع الى مختلف وجهات النظر ، وتحسس نبض الشارع مباشرة ، والحرص على الشفافية والوضوح في اي قرار لها .
أما فيما يخص علاقتي مع الإعلام ، فقد كانت علاقة مميزة وكنت على تواصل مع الوسط الصحفي ، ولكن كانت هناك بعض الجهات المغرضة سياسية كانت أو اعتبارية تدفع بعض الأقلام والصحف لمهاجمتي شخصيا ، واحيانا تحاول ان تزور الحقائق لغاية في نفس يعقوب .

عمون : ولكن موضوع العطايا والهبات قد اخذ حيزا من الصورة التي رسمت لحكومتكم ؟

الفايز : لاحظ ان هذا الموضوع تحدثت فيه كثيرا ، وليس هناك شيء أخفيه ، وخلاصة الموضوع ان جلالة سيدنا حينما كنت في الديوان الملكي كان مخصص لي مبلغ مالي كي أساعد به الناس من المستحقين ، وهذا شرف لي في تحمل الأمانة ، .. وكنت أصرف للمستفيد الأول دائما ، ولم أصرف أي مبلغ إلا بعلم جلالة الملك ، وبعد أن أصبحت رئيسا للحكومة كانت الحسابات عندي أيضا ، ولم أصرف قرشا بشيك أو نقد إلا بعلم سيدنا .. وأنا مرتاح البال رغم كل الأقاويل والشائعات ، لأنني لم أخن الثقة أبدا ، وجلالة سيدنا راض عني ولا يهمني غيره ، وللعلم فإن أحدا لم يسلم من كلام الناس لان هذه من سنن الحياة .. وجميع الوثائق والأوراق التي تثبت سلامة عملنا موجودة .. ولم ينحصر الدعم في فئة معينة كإعلاميين او نواب أو غيرهم بل ان النواب كنت أمنحهم مساعدات لأبناء مناطقهم التي يقدمون قائمة رسمية بأسماءهم وموقعة منهم .. وانا مدين لأبنائي في المستقبل حتى لا يتحدث أحد ان فيصل الفايز قد خان أمانة جلالة الملك ، لذلك فإنني لم أصرف اي مبلغ لمن لم يستحق حسبما أعلم .. وتلك المبالغ كانت من عطايا ومكارم جلالة الملك حفظه الله وأطال عمره .


عمون : هل تعتقد انك أفضل رئيس وزراء في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ؟

الفايز : لا .. انا لا أدعي هذا ولا أقول هذا عن نفسي .. كل ما هنالك إنني عندما جئت رئيسا للوزراء تحدثت بلغة الشارع ، وتحسست همومهم ، لأنني منهم وعايشت نفس الظروف التي يعاني منها كثير من الناس ، وأعرف احتياجاتهم وتطلعاتهم قبل ان أكون رئيسا للحكومة ، لذا كل ما هنالك انني تواصلت مع الناس ، وفتحت أبوابي للكل ، ولم أخفي شيء .. فأنا لا أضمر شيء وما في قلبي يتكلم به لساني فورا .. والأهم من هذا إنني لا ألعب من تحت الطاولة ولا أحيك المؤامرات أو الدسائس لأي جهة او شخص ، عملي كان على مرأى الجميع ، والأيام كانت كفيلة بإثبات صورة الغث من السمين ، وبقاء الأفضل هو دائما ما كنا نحلم به لمصلحة القيادة والوطن .

عمون : أبو غيث .. أين تقضي وقتك هذه الأيام ؟

الفايز : أنا اتابع كثير من الأمور التي تتعلق بعمل الصندوق .. كما أنني أقوم بمقابلة الكثير من المواطنين والشخصيات العامة والخاصة من نواب وأعيان ورؤساء وزراء سابقين وإعلاميين وباستمرار ، ولكن بشكل فردي وليس على شكل صالون ، ونتداول المواضيع التي تهم البلد والمصحة العامة ، لأن ما يهمني هو أمران لا غير مصلحة الوطن والعرش الهاشمي فقط ، ولا امتلك لا أجندات ولا مصالح شخصية ، وما أكرمنا به جلالة الملك لن ننساه على الاطلاق وهو دين في عنقي أبقى أسدده لهذا الوطن الغالي وقيادته الحبيبة حتى أخر عمري ، وأفتخر بعلاقتي الصادقة بجلالة سيدنا ، الذي لا أطلب مقابلته إلا للحديث في الهم العام والشأن الوطني وما فيه خير هذا الوطن ومصلحة القيادة ، والحمدلله انني لم أكن إلا صادقا مع جلالة سيدنا منذ عرفته ، وثق تماما ان جلالته لا يحب ولا يثق بمن لا يصدق معه أو أن يبدل الحقائق أمامه .. فالملك صادق وصريح وواضح ، ولا يحب من يخرج عن هذه المبادىء الشريفة. حفظه الله لنا وحفظ الوطن للجميع .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :