يكثر الحديث في الاونة الاخيرة عن موضوع ادارة وخصصة المواقع الاثرية والسياحية في الاردن سواء اكانت الاثرية او التراثية بحجة تحسيين واقع الخدمات للسياح وزوار الاردن وبالتالي الوصول الى ما يسمي بالاستقطاب السياحي وخلق تنمية سياحية مستدامة وعوائد اقتصادية مجزية .

وقد اشار بعض الكتاب والباحثيين الى تدني مستوي الخدمات المقدمة في مواقعنا الاثرية والسياحية، كما اشاروا الى ان هناك تداخل في المرجعيات المسؤولة عن تاهيل وترويج وتطوير وادارة تلك المواقع .

وفي هذا المقام فانني اقول :
ان الاردن يعتبر من اهم الدول في العالم والتي تتميز بموقعها الاستراتيجي وتتنوع ثرواتها ، حيث استوطنها الانسان منذ ملايين السنيين ابتداء من العصور الحجرية ومرورا باالعصور البرونزية والحديدية والكلاسيكية والاسلامية .

كما ويوجد العديد من المواقع في الاردن والمسجلة على قائمة التراث العالمي مثل قصير عمرة وام الرصاص والبتراء اضافة الى الآف المواقع المكتشف بعضها والاف اخرى لم تكتشف بعد ومن بين المواقع والتي يمكن تاهيلها وادارتها وفق المعايير الدولية : موقع جاوا والذي يحتوي على اقدم نظام مائي في التاريخ ، مدينة البتراء الاثرية ، موقع وادي فنان ، القصور الصحراوية ، مدن الديكابولس ، اضرحة الصحابة ، المواقع الدينية المسيحية والاسلامية وغيرها من المواقع لا مجال لذكرها في هذا المقال .

وتعتبر المواقع الاثرية والسياحية هي بترول الاردن من الناحية الاقتصادية ، واذا ماتم تاهيلها وحفظها وصيانتها وترميمها وادارتها وتقديمها للسياح بطريقة علمية وجذابة فا ن ذلك سينعكس بشكل واضح على الدخل القومي الاجمالي وستزداد قيمة العائدات المتاهية من قطاع السياحة في الموازنة العامة الامر الذي سيساعد في حل مشكلة الاردن المالية .

وانني كمختص في مجال الاثار والتراث والمتاحف والسياحة فانني لا اتفق مع من ينادون بخصصة المواقع التراثية وتسليم ادارتها الى شركة خاصة لأن ذلك سيطمس الهوية الثقافية والحضارية لتلك المواقع وان تلك الشركات سيكون هدفها فقط الربح المادي على حساب هوية وثقافة واهمية تلك المواقع ، اضافة الى اضعاف السياحة الداخلية نتيجة لمعاملة تلك الشركات للزوار الاردنيين كباقي سياح الدول العربية والاجنبية .

لذا فان الحل الامثل هو تفعيل دور وزارة السياحة والاثار واشرافها على كافة المرجعيات والدوائر المعنية وقيامها بتأهيل وترويج وتقديم تلك المواقع للسياح من خلال وضع خطة وطنية طويلة الامد واشراك كافة المختصيين والمعنيين بتطوير وتاهيل وادارة تلك المواقع .

***جامعة اليرموك - اربد