facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ورلتر بيرسي غاردنر * ابراهيم شاهزاده


09-12-2010 01:44 PM

كان اول لقاء لي به و زوجته الحنونة المرحومة دوريس في مطلع الستينات من القرن الماضي عندما كانت ابنتهما العزيزة انطوانيت ( طوني ) كما كنا نسميها تعمل معنا في اذاعة المملكة الاردنية الهاشمية. ولطالما كنا انا و زميلة عزيزة اخرى هي جانيت جنبلاط نعرج على طوني في منزلهم القريب من مبنى النادي الاورثوذكسي القديم عند الدوار الثالث لنصطحبها بسيارة جانيت الفولكس فاجن الخضراء الى الاذاعة مرورا بمحل (كارابيد) في اول شارع بسمان للتزود ببعض الحلوى والسانديتشات لنا ولزملائنا في الدورية المناوبة.
كان ولتر و دوريس – هكذا كانا يحبان ان نناديهما – يعاملاننا كابنتهما والابتسامة لا تفارق محياهما. بقي الحال هكذا الى ان انُتدبت للعمل في ايران ومن ثم اصبحت الاميرة في اخلاقها و معشرها اميرتنا منى الحسين، اطال الله في عمرها.

عند عودتي الى عمان و بعد طول غربة بين ايران وبريطانيا للعمل في التلفزيون الاردني انضممت الى فريق نادي السيارات الملكي لرياضة القوس والنشاب. وغالبا ما كان السيد والسيدة غاردنر يشرفان علينا و يحضران تدريباتنا وعادت العلاقة لتتوثق اكثر بيننا. وُاشهد الله انني لا اذكر اني رأيت الابتسامة السمحة تفارق وجهيهما. كان حبي لهما وتعلقي بهما ولهفتي لرويتهما امرا نابعا من القلب ولعل هذا كان شعور كل من عرفهما.
اما التواضع الذي كانا يتمتعان به فحدث ولا حرج. وعلى سبيل المداعبة سألت السيد غاردنر ذات مرة "لماذا هذا التكبر وانت تجلس في منتصف المقعد الخلفي في سيارتك فاجابني " وهل تراني اسند ظهري" فعلمت بانه كان مصابا بما يسمى (الفوبيا) من حوادث المرور فلا يقود مركبة ولا يجلس بجانب السائق او قرب الابواب.

عندما انتقلت السيدة غاردنر او دوريس كما كانت تحب ان نناديها الى رحمة الله قبل نحو عقد و نصف من الزمان ذهبت الى منزلهم لتقديم واجب العزاء. ولم يكن في المجلس سوى السيد غاردنر وسمو الاميرين عبدالله وفيصل. وحدثني السيد غاردنر ان دوريس اوصت عند لقاء ربها ان تدفن قرب حوض للورود في حديقة منزلهما المتواضع في الاغوار. و اظن ان زوجها اراد هو الآخر ان يرقد بسلام قربها. وقبل ان اهم بالمغادرة استوقفني رحمه الله قائلا ان شخصا يود ان يراني. ونظرت فاذا بسمو الاميرة منى تهبط السلم واتجهت نحوي تسأل عن احوالي وكانت هذه هي المرة الاولى التي نلتقي فيها وجها لوجه بعد اكثر من ثلاثة عقود. وجلست تحدث نجليها عن علاقة الزمالة المميزة التي عشناها معا ابان عملنا في الاذاعة.

رحمكما الله يا ولتر ويا دوريس و امد الله في عمرك ايتها الاميرة. الاميرة في سمو خلقك وعلو محتدك وليس غريبا ان من كان الحسين العظيم والده وكانت منى الحسين والدته ان يكون تقيا وعلى خلق عظيم.

"يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم". صدق الله العظيم





  • 1 هارون السوالقة 09-12-2010 | 03:52 PM

    ابراهيم شاهزاده: لكم عشقنا طلتك أيها العزيز على تلفزيوننا الأردني، قبلاتي يا إبن الأردن البار... ونسأل الله بأن يأخذ بيدك وبيدك كل مخلص لثرى الوطن الحبيب.
    هارون السوالقة
    اليابان

  • 2 د. عبدالله عقروق / فلوريدا 09-12-2010 | 09:53 PM

    وأنت تتكلم عن هاتين الشخصيتين العظيمتين كدت اشعر بدموعك على وجهك يا كبير اعلاميينا ، وشيخهم..ورغم أنني لم احظ بمقابلتهما يوما الآ انك تمكنت أن تدخلهما الى قلبي لسردك الصادق عنهما ..أما علاقتك بالزميلة انذاك ، والأميرة الأم الأن فتدل بأن اجمل وأقدس شيء في حياتنا هي الصداقة ، والصداقة فقط .وهي التي تعمر ، وعندما يلتقي الصديقان بعد غربة طويلة تتوطد علاقتهما وتزداد صداقتهما..والمرحومة دوريس أبت أن تدفن في مقابر العظماء في بريطانيا بل ارادت أن تدفن في أعوار الأردن التي أحبتها ..الرجمة عل روحي المرحومين ورلتر ودوريس ..ولنقرأ الفاتحة والصلاة الربانية على روحيهما الطاهرة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :