عمون - محمد الخوالدة - يعد المسجد الحميدي القريب من قلعة الكرك اول مسجد تم بناؤه في مدينة الكرك وثاني اقدم مساجد محافظة الكرك بعد مسجد جعفر بن ابي طالب في بلدة المزار الجنوبي.

بني هذا المسجد في ايام السلطان العثماني عبدالحميد الثاني فسمي باسمه ، فيما يعتبر ثاني مسجد يقام في منطقة الكرك بعد مسجد جعفر بن ابي طالب الذي بني في منطقة المزار الجنوبي في العام 1600 للميلاد في حين بني المسجد الحميدي في العام 1906 ميلاديه وبعده بني في مدينة الكرك المسجدالعمري وذلك في العام 1920 ميلادية.

ويقول باحثون ان المسجد الحميدي كان ملحقا بالسرايا العثمانية القديمة المجاورة له والتي تمت ازالتها في غفلة من صانع القرار الحكومي وتهاون صانع القرار السياحي في المملكة ليقام مكانها مجمع للدوائر الحكومية والذي ازيل تاليا.المسحد ايضا كان ملاصقا لمحكمة جزاء وحقوق الكرك التي كانت قامة فوق سجن الكرك القديم حيث تم في السنوات القليلة الماضية اعادة تاهيل مبنى السجن القديم والمحكمة لاغراض سياحية، والزائر لمبنى المحكمة القديمة حاليا يشاهد لوحة حجرية كتب عليها اسم المحكمة ، في حين ان السجن القديم كان قبل قيام امارة شرق الاردن والمملكةيستخدم كمكان لاحتجاز الموقوفين مؤقتا ، بينما كان المحكوم عليهم يسجنون داخل قلعة الكرك .

وبالعودة الى المسجد الحميدي فانهبني وفق الطراز المعماري الاسلامي وبطريقة مشابهة لبعض مساجد مدينةحلب السورية مما يشير الى ان من بناه كان من اصل سوري ،كما يشبه بناء هذا المسجد بناء مسجد مدينة الطفيلة القديم والذي تغيرت بعض معالمه لما ادخل عليه من اضافات ، في حين ظل المسجد الحميدي محافظا على شكله وطابعة المعماري الى درجة كبيرة.

المسجد وفق باحثين ايضا كان ينفتح مباشرة على حديقة مزهرة امامه كانت متنفسا لرواد المسجد وسكان المدينة ، بيد ان يد التي طالت بالسؤ مبنى السرايا القديم وملعب الكرك القديم وغيرهما من الابنية التاريخية هي ذاتها من جرفت هذه الحديقة لتقيم مكانها مبنى تابع لوزارة الاوقاف ، وهذا الفعل السلبي اضافة الى تسببه في ازالة معلم تاريخي واثري مهم من معالم مدينة الكرك فانه حجب رؤية المسجد من الشارع العام المواجه له.

ما حدث للكثير من اشهر المعالم التاريخية في مدينة الكرك بازالتها او تغيير ملامحها ينبغي الا يتكرر لان هذه المعالم جزء من ذاكرة الامة والتاريخ .