facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مكتشفات أثرية تظهر البُعدين الحضاري والإنساني للأغوار الجنوبية


21-02-2012 12:06 PM

عمون - محمد الخوالدة - توصلت التنقيبات والمسوحات التي جرت في منطقة الاغوار الجنوبية للكشف عن المدن الغارقة في المنطقة إلى نتائج مهمة على الصعيدين الحضاري والانساني.

ويتابع أستاذ علم الآثار د.محمد وهيب بالتعاون مع عمادة البحث العلمي في الجامعة الهاشمية تفاصيل تلك التنقيبات والمسوحات التي استندت الى ما هو متوافر في المكتبات الوطنية والعربية والعالمية من خرائط ومخطوطات منذ القرن السادس عشر الميلادي حول هذا الموضوع، بالاضافة إلى اعتمادها على ما ورد من توصيفات قدامى الجغرافيين والرحالة وعلماء الاديان والبيئة.

المسوحات والتنقيبات جرت في مناطق متعددة على امتداد الساحل الشرقي للبحر الميت لكن التركيز انصب على منطقة الاغوار الجنوبية في محافظة الكرك، وذلك لوجود دلائل متعددة تؤكد صحة هذا الاستنتاج، حيث اكتشفت ثلاث مقابر ضخمة في هذه المنطقة تحوي مئات الاف من القبور، وهذا يطرح سؤالاً هو من اين جاء هذا العدد الكبير من المدفونين في تلك المقابر؟

وبحسب تقارير وزارة السياحة والاثار فان العلماء اجمعوا على أن المنطقة شهدت استيطانا بشريا في فترة لاحقة من العصر البرونزي أي في الاعوام ما بين 2500-2000 قبل الميلاد وأقاموا فيها قبوراً ذات أشكال متعددة وخاصة القبور ذات المدخل العمودي ثم تتجه بشكل أفقي نحو حجرات الدفن، كما أظهرت الدراسات الميدانية أن هذه القبور كانت لأغراض الدفن الجماعي وليس الفردي، ويتراوح عدد الموتى في كل قبر ما بين 2-8 أشخاص، وأن هذه الصفات والطقوس المصاحبة لها تنطبق على كافة المقابر المكتشفة، كما تم إجراء تقييم للمقابر المنتشرة في الأجزاء السفلية من وادي ابن حماد باتجاه وادي الجرة ووادي الكرك، حيث تنتشر مئات من المقابر الرجمية الدائرية الشكل التي يتوسطها حجرة دفن ومحاطة بحلقة أو حلقتين من صفوف الحجارة.

وأظهرت النتائج وجود ترابط بين هذه المقابر والمقابر الضخمة المنتشرة في باب الذراع والنقع وفيفا، الأمر الذي دفع بعض الباحثين إلى القول إن تلك المقابر الدائرية كانت لأغراض الدفن الأولي ثم يعاد تجميع العظام ونقلها إلى المقابر الضخمة ليكون مستقرها الجماعي هناك في سهل الذراع والنقع وفيفا، مما طرح تساؤلاً ويحظى بقبول كثير من العلماء، إلا وهو أن منطقة الأغوار الجنوبية بدءاً من منطقة سهل باب الذراع كانت منطقة ذات خصوصية دينية تمارس فيها الطقوس والشعائر والاحتفالات الدينية، كما أشارت دراسة أخرى إلى احتمال أن المنطقة كانت لأغراض الاحتفالات والشعائر الدينية المرتبطة بمواسم الحصاد الزراعي، وعليه فإن النظرية ذات الطرح الأقوى تتمحور حول قداسة دينية لمنطقة الشاطئ الشرقي للبحر الميت في الأغوار الجنوبية.

ويشار بهذا الصدد إلى أن قرية باب الذراع وقرية النميرة واللتين اكتشفتا في مطلع القرن الماضي تؤرخان إلى فترة لاحقة من العصر البرونزي أي ما يعادل 2500-2000 ق.م، وهذا يؤكد أن مدناً وقرى مرتبطة بالمقابر الضخمة قد بدأت بالظهور على الجانب الشرقي للبحر الميت، وهذا ما يشكل بداية نحو لغز التحدي المستمر للعلماء للإجابة عن أماكن استقرار هؤلاء الأقوام والكشف عن الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والدينية والفكرية في شؤون تنظيم حياتهم، والتي أفرزت هذا النوع من المقابر المتطورة مقارنة بالحقب السابقة واللاحقة لحضارتهم، كما كشفت أعمال البحث الميداني التي قامت بها فرق دائرة الآثار الأردنية امتداد المقابر إلى منطقة سويمة، وأم سدرة، الرامة، الكفرين، تليلات الغسول، الأمر الذي يؤكد أن منطقة الشاطئ الشرقي للبحر الميت في منطقة الأغوار الجنوبية تعتبر أضخم مقابر العالم القديم، قاطبة دون منافس حيث تمتد المقابر على امتداد الشاطئ الشرقي للبحر الميت البالغ طوله حوالي 85كم.

وبحسب تقارير الوزارة ايضا فانه وبالرجوع إلى الدراسات المرتبطة بقوم النبي لوط عليه السلام، فما زال العديد من الباحثين الغربيين يضعون الفترة الزمنية لهجرة النبي إبراهيم ولوط عليهما السلام من أور في بلاد الرافدين إلى كنعان ثم استقرار النبي لوط في منطقة وادي الأردن في الأغوار الجنوبية، في فترة العصر البرونزي المتوسط أي ما يعادل 2000 ق.م، وهذه الفترة الزمنية تبعد نسبياً عن تأريخ المقابر الضخمة المكتشفة حوالي 500-700 عام، ولعل هذا ما دفعهم للبحث عن تلك المدن الغارقة أسفل البحر الميت على أمل العثور عليها، بينما لم يأخذوا بعين الاعتبار عن قصد أو غير قصد نتائج الاكتشافات الحديثة على الجانب الشرقي للبحر الميت وظهور المقابر الكبرى، إلا انه ظهر في الآونة الخيرة وبشكل واضح أن هناك عدداً متزايداً من الباحثين بدأوا يقتربون من حقيقة مفادها أن رحلة إبراهيم ولوط عليهما السلام يجب أن توضع في فترة أبكر من عام 2000 ق.م الأمر الذي يشير إلى العصر البرونزي المبكر أي ما يعادل 2500 عام قبل الميلاد، وفي هذه الحالة تتطابق المقابر الضخمة المكتشفة مع الوثائق التاريخية في حقيقة ظهور هذا الاكتشاف العظيم على أرض المملكة الأردنية الهاشمية، إذا ما علمنا أن الكتب السماوية قد أشارت إلى أحداث قصة قوم لوط عليه السلام، كما أشار إليها القرآن الكريم، وأشارت الآيات بوضوح إلى هذه المكتشفات، حيث جاءت الآيات تخاطب أهل مكة وسفرهم إلى بلاد الشام ومرورهم بجوار هذه المقابر الضخمة وذلك حسب علماء التفسير المسلمين. حيث كانت منطقة وادي الأردن طريقاً مطروقاً في كافة الاتجاهات، وأكدت نتائج البحث وجود طرق وممرات على طول امتداد الشاطئ الشرقي للبحر الميت مروراً بغور الرامة، الكفرين، سويمة، الزارة، حديثة، المزرعة، الذراع، عسال، النميرة، الصافي، غور فيفا، ثم غرندل وايله، حيث تنتشر الينابيع والأودية دائمة الجريان والواحات وبرك المياه العذبة والساخنة والأراضي الخصبة الزراعية، مما يشير إلى أهمية حضارات وادي الأردن في العالم القديم على الجانب الشرقي للبحر الميت التي جذبت الباحثين والرحالة والعلماء منذ القرن الأول الميلادي وحتى وقتنا الحاضر.





  • 1 مجدي سليم - دليل سياحي 21-02-2012 | 02:08 PM

    نشيد بجهود الدكتور محمد وهيب المعروفة، ونتمنى صدور مطبوعة لتوثيق المعلومات لاهميتها البالغة في مجال الدلالة السياحية

    وتفضلوا بقبول فائق الاحترام

  • 2 عامر الدغيمات 03-06-2012 | 12:45 PM

    نشيد بجهود الدكتور محمد ونشكر جهوده ونتمنى إصدار كتاب


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :