facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ذكريات .. وزيتونة .. ! .. ايمان العكور


23-04-2014 07:31 PM

جميلة تلك اللحظات التي تحملنا الى عبق ذكريات ايام زمان..

والأجمل منها تلك اللحظات التي نعيش فيها امتداد الماضي..

زيارتي أمس انا والصديقة ريم بني هاني الى جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية في اربد بدعوة من صديقة الطفولة ريم طيفور فتحت صندوقا ملونا من تلك الذكريات الجميلة، رغم انها لم تكن جامعتنا التي درسنا بها..

أعادتني الى الوراء اكثر من ثلاثين عاما..

عندما كنا نمضي أوقاتا في تلوين قصص ترويها الكتابات على الجدرانِ وأرصفة وممرات جامعة اليرموك..

صباحات عشق زرعت بالتحدي

أيام تمضي لا ندري كيف مرت علينا.. تركنا في كل زاوية منها ذكرى حنين.. ألم.. حب.. فراق.. واشتياق وعشق ممنوع...!

حديثي اليوم ليس عن اليرموك.. بل عن شقيقتها التكنولوجيا

لا زلت اذكر تلك الأيام عندما أعلن عن انشاء جامعة جديدة ستضم الكليات العلمية

جامعة ستولد من رحم اليرموك..

لتكون سندا لها..

جامعة طلبتها غادروا اليرموك في منتصف الطريق وسكنوها.. لتكون هي البيت.
ما زلت اذكر وأنا امشي بين ممرات الجامعة وأرصفتها الأنيقة التي زين بعضها بأشجار الزيتون، اذكر تلك الأيام التي كنا نذهب كل أسبوع فيها ومن خلال مساق اجباري ذي نكهة خاصة كان اسمه (خدمة المجتمع) إلى هذه الارض الشاسعة التي تحتضن اليوم جامعة العلوم والتكنولوجيا، لنزرع أشجار الزيتون كي تتلون بزيتها تربة الجامعة عندما يكتمل مولدها..!

طلاب وطالبات كان يحملنا الباص كل أسبوع ولمدة شهر تقريبا الى تلك التربة الحمراء التي كنا نشم رائحة العود والمسك منها.. نزرع أشجارا ممزوجة بالأغاني والضحكات.. ونحلم وقتها ترى هل ستعيش أشجارنا هذه وسط كل هذا السكون الفراغ..؟
اليوم.. شعرت بالفخر وانا أرى أشجار زيتون هنا وهناك.. كل تروي قصة نجاح وتحدٍ...!

عيوني جالت تبحث عن الزيتونات التي زرعتها قبل ثلاثين عاما..!
وجدت ان اسمي مكتوب على كل غصن فيها.. ان الضحكات التي كنا نتقاسمها سوية انا والريمين وأماني ويولا ورنا وعشرات الصديقات لا زال صداها يغني مع كل حبة زيتون تتشكل..!
وجدت أن أيدينا نحن أيضاً اليرموكيات ساهمت في قصة النجاح التي ترسمها الجامعة كل يوم بانجازاتها وبصماتها..
تلك التوأمة في الروح.. تجسدها ريم طيفور بنت اليرموك وهي تخبرنا عن إنجازات التكنولوجيا.

وهنا لا بد ان أتوقف قليلا عند ريم..! فهي بمكانة أشجار الزيتون تلك والتي زرعت هي أيضاً بعضها...!

أكثر من ٢٣ عاما منذ ابتدأت رحلتها مع الجامعة.. تعرف قصة كل زاوية فيها.. كل حجر..!

تشعر أنها تتكلم عن قصة عشق حالمة وهي تتنقل بنا بين أروقة بيتها، كما تسميه...!

ريم وخلال عملها في الجامعة منذ البدايات، واكبت قصة النجاح وتركت بصمات لها في القاعات والأثاث والجدران والمعزوفات وحتى الألوان..

تعرف عدد الأزهار المنتشرة في أنحاء الجامعة ملونة إياها ببساط سحري من اللون والأسرار التي فقط هي من يحفظها..

فوجئت عندما أخبرتنا ان كل تلك الأزهار الرائعة هي من انتاج الجامعة..

ان كل تلك الأشجار.. هي من ابداع الطلبة..!

ان كل تلك التحف المعمارية المميزة، وخاصة ذلك العملاق الحجري الذي يضم مكتبة الجامعة والذي يذكرك بمبنى الكولوسيوم في قلب العاصمة الإيطالية روما بوصفه رمزاً للإمبراطورية الرومانية ومثالاً شاهداً على عملقة فن العمارة الرومانية والشاهد على بطولاتها وتفردها. والذي كان ايضا الحلبة التي تضم بين أعمدتها اشجع المصارعين..!

الا ان ذلك المبنى الحجري ذا الاحجار الاردنية البترائية اللون داخل أسوار الجامعة ولد من أفكار وإبداعات كليات الهندسة فيها..

ريم ترسم الفرح أينما تكون..وحين يتعلق الامر بالجامعة يتحول فرحها الى مهرجان كرنفالي.
أمضينا قرابة الساعات الثلاث في الجامعة.. كانت كافية لتشهد على عظمة الإنجاز ولتؤكد ان صرحاً علميا مثلها هو مدعاة للفخر
فقد اثبتت الجامعة ومن خلال اداراتها المختلفة انها مملكة فريدة..
تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع.

اثبتت ان العلم هو ابداع وان والسير نحو المستقبل هو تحد

وكل يوم هي جاهزة لذلك التحدي..!

أشعلت في الزيارة القصيرة جذوة انتمائنا لجامعتنا التي ما زال هواها عشقا في قلوبنا،
وأعادتني إلى مرحلة تعتبر الأجمل في حياتنا.. بكل ما حملت.

ودائما تبقى هناك نقوش كثيرة على الذاكرة لا تمحي...

نقوش لأساتذة كبار تركوا بصماتهم في مشوار حياتنا...
نقوش لزميلات وزملاء لا يزال عبق صداقتهم ينير لحظاتنا حتى اليوم...

نقوش لوجوه غادرت الحياة لكن صدى أصواتهم لا يزال يجلجل مع كل هبة نسيم.

نقوش لكلمات حفرناها على الأرصفة خلسة ونحن نلون الحجارة...
ونقوش لغرف وصالات وزوايا لا تزال كاتمة لاسرارنا..!

في الحياة.. تبقى تلك الأيام هي الأجمل..!
بالمناسبة لابد ان أخبركم عن شجرة الزيتون العملاقة التي تستقبلك على بوابة الجامعة الرئيسية..على ساقها حفرت مئات القصص والحكايات والأسرار المغرية..

مجرد الوقوف أمامها هو بحد ذاته قصة تحد اخرى..!

الوقوف على عتبات عينيها

هو بداية لأحلام جديدة..!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :