facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مرايا .. غزة .. نحن الذين انتحرنا!


عبدالله الملحم
27-07-2014 07:42 PM

حين يرى العالم بعينيه شنائع العدوان الإسرائيلي على غزة فمن الثرثرة وصف عدوانه والكتابة عنه، القلم ليس أصدق إنباءً من الكاميرا التي ترينا كل شيء، مجازر العدو الصهيوني لم تعد تخفى عن أحد إلا من أراد ألا يعرف، فرز الجناة من الضحايا أوضح من عين الشمس وأمرهم لم يلتبس إلا على صاحب هوى، حتى العالم الغربي الذي يقال إنه مُغيِّب ومُختَطف من سطوة إعلامه المملوك أكثره لليهود لم تخطئ عيناه النظر إلى حجم الدمار وآلاف الشهداء والجرحى الذين قتلتهم ترسانة العدو الصهيوني، فخرجت جموعه تضامناً مع غزة في مظاهرات حاشدة في نيويورك وباريس ولندن وغيرها من دول أوربا وعواصم العالم، ومن بين المتظاهرين يهود هتفوا لأجل غزة ونددوا بالعدوان وقالوا:"اليهودية شيء والصهيونية شيء آخر" ورغم ذلك يخرج من بيننا من يبرئ إسرائيل من عدوانها وإرهابها ويحمل كامل المسؤولية لحماس وفصائل المقاومة، من يصدق أن فضائيات مصرية وكتابا عربا وخليجيين يكونون رأس حربة العدو ويطعنون المقاومة في ظهرها، ويباركون القصف، ويتمنون على نتنياهو إبادة المقاومة في غزة، ويبثون الشبهات حولها، وليلبسوا الحق بالباطل تخذيلاً وتثبيطاً يقولون: غزة تنتحر،"حماس" و"الجهاد" تلقيان بأنفسهما للتهلكة، وتجران الشعب الفلسطيني لجحيم القصف الإسرائيلي !

ولو كانت غزة بمقاومتها تنتحر لكانت الجزائر بلد المليون منتحر وليس المليون شهيد كما تعلمنا بمدارسنا، وكما علمتنا أدبيات ثقافتنا المعاصرة، من منا يجهل مقاومة الشعب الجزائري لجيش الاحتلال الفرنسي ببنادق صيد وأسلحة بدائية مقارنة بالرشاشات والمدافع والطائرات الفرنسية الحربية، ولو كان الغزاويون ينتحرون لكان عمر المختار ومن معه من شهداء ليبيا منتحرين وليسوا شهداء لمجازفتهم بمقاومة جيش الاحتلال الإيطالي رجالاً وعلى الإبل والخيول في الوقت الذي كان الجيش الإيطالي مدججاً بالسلاح والعربات المدرعة والطائرات المقاتلة، ولو كان الأصل أن تخضع الشعوب لمحتليها، وتكون حسن السيرة والسلوك معهم لما تحرر شعب في العالم !

في مارس 2002 م فجرت الشهيدة آيات الأخرس جسدها في متجر بالقدس الغربية، رداً على عدوان الاحتلال الإسرائيلي على أهلها ومواطنيها، فلما سمى البعض استشهادها انتحاراً قال د. غازي القصيبي قصيدته الشهيرة "الشهداء":

يـشـهد الله أنـكـم شـهـداءُ يـشـهد الأنـبـياءُ والأولـياءُ

مـِتمُ كـي تـعز كـلمة ربـي فـي ربـوعٍ أعـزها الإسـراءُ

انـتحرتم نحن الذين انتحرنا بـحـياة ٍأمـواتـها أحـيـاءُ

إلى أن قال:

قـل لـمن دبجوا الفتاوى رويدا رُبَّ فـتوى تـضجُ منها السماءُ

حـين يـدعو الـجهاد ُ يصمتُ حَبْرٌ ويراعٌ والكتبُ والفقهاءُ

حـين يـدعو الجهادُ لا استفتاءُ الفتاوى يـوم الـجهاد الدماءُ

وهذا الذي تفعله المقاومة الآن، وضميرها يهتف: أنا أقاوم إذاً أنا موجود، وهو ما يجب على الأمة دعمها فيه، وليس الاقتصار على إعادة الإعمار وإيصال الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية، غزة خط الدفاع الأول عن الأمة وإذا سقطت فستنفتح شهية العدو الصهيوني لتوسيع احتلاله أكثر، ليحتل المزيد من أراضينا كما استولى على الجولان وجنوب لبنان وسيناء، يجب أن تبقى المقاومة شوكة في خاصرة العدو تدميه وتضعفه وتنهكه حتى تستعيد القوة اللازمة لتحرير فلسطين، والمقاومة لن تدع النضال مادام الاحتلال قائماً، فإن لم نكن معها سنجد أنفسنا مع عدوها، ولو حدث هذا فسيكون أقوى دعم شعبي تقدمه الحكومات العربية لتنظيم الدولة الإسلامية، الذي يراهن على خيانة الحكومات العربية لقضية فلسطين، ويقدم نفسه كبديل حتى لحماس لو تركت المقاومة !
(كاتب سعودي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :