facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حب وحرب .. *ناهض الوشاح

23-08-2014 05:47 PM

في مزيج من رُجولة مُهشّمة ... لملم ما تبقى منه على حواف فنجان قهوة تتلمسه شفاه قبّلت وأشعلت وجفت وغنّت ...(حبوا بعضهن ... ) .

تواصل إشعال سيجارتك وأنت تستند بظلك على عوالم عاشتك دون أن تنتبه أن حالة حب تحمل في رحمها ملايين الأحزان ... يُكمل دندنته (بيقولوا الحب بيقتل الوقت .. بيقولوا الوقت بيقتل الحب) .

مسافة من الصمت كانت كافية لتعيدك إلى ذلك المقعد الخشبي وهي جالسة بجانبك تنظر إليك كطائر السنونو يبحث عن عشه في صدرك ... تُحاول أن تجد لديك جوابا يليق بسؤال ولد معها في أول قبلة على أطراف المساء .
في أول الصيف كان اللقاء وفي آخر الشتاء كان الحب يُشعل حربا بين العاطفة والعقل ... في أول الحب أنا لا أنساك ابدا ... ألا أكون شيئا إلا معك ... وفي آخر الحب تنهيدة أخيرة تتأجج فيها حسرة شعب ولد في مدينة خلقها الله وجعل الظالم سيفه عليها يأسرها ... يحكمها ... يقتلها ليحيينا.

تتلفت حولك وأنت تمسح العرق عن جبينك كأنك وصلت للتو من مكان بعيد وأنت تركض بحثا عن نفسك ... بعد الثلاثين ما زالت خطايا الفراق تلاحقك كطفل استرق النظر إلى والديه من ثُقب الباب ليجد جسدا واحدا بدل جسدين فظن أن الأجساد لابد لها من الالتحام بالليل .... أتت كل الليالي بعد ذلك وأنت لا تستطيع البوح لها إني أحب الالتصاق .. الالتحام الانصهار بك فيك معك .

داهمك ظمأ شديد ... ارتشفت رشفة أخرى من فنجان حزنك ... أحسست بوجودها جانبك ... قلبت رسائل كنت كتبتها لها ولم تصلها ... عادت إليك لتشعرك كم تقدم بك العمر وكم كانت كلماتك قاسية حين ذرفت كلماتك على مسامع عينيها سيقرؤني العالم كله ... صغيره وكبيره ... سأنجب من قلمي أجمل الكلمات ... عاشت الكلمات ومات أصحابها .

تراكم الاختناق في حشرجة صوتها ... لن يفهمك أحد غيري ... لن تُلهمك نساء الأرض مادمت أحبك .

الحرب لا تنتهي ما دمت حيا ... الحرب بينك وبينك ... بين أمسك وغدك ... بين حب يقتلك وحب يتركك تتلمظ شفاه امرأة لا تتقن الكتابة لكنها تتقن العزف والرقص والخسارة كي تبقى معها ... الحرب وأنت جالس في مكانك تتميز من السخط على جمهور صفق لامرأة أشهرت كتابا لا يصلح إلا لمزيد من حرق المراحل التي نعيشها ... صفق الجمهور لغنجها ولم يفهم شيئا مما تقول . هي لم تقرأ شيئا لكنها كتبت في أي شيء .

ظاهرها الشفيف هو القصيد ... جرجرت ظلي ورائي كي أكتب لك عن وجعي في غيابك فوجدتني متورطا بالكتابة عن حربٍ أشعلت مدينة ..حملتنا وعشقتنا وتركتني أتحسس وجودها من ثُقب عجزي وهي تخوض حربها وحدها ... أنت معها ... أنت فيها ... أنا لا شيء بعد موتها .

أكان علي أن أطارد شبقي كي أُدرك كم كنت ِبحاجة إليّ... من كان بحاجة الآخر ... كل ذلك لا يهم أمام ضجر يفتك بتوالي الأيام حولي ...رتابة الوقت تجعل منك الرجل الصرصور الذي تحدث عنه ديستوفسكي بعد الحب قبل الحرب .

أكان عليّ أن أقرأ كل ما وقعت عليه عيني حتى أكون بكل هذا الوعي المفرط حدّ اللاوعي ... لأسرد عليك قصص من عبروا البحر ووجدوا الأفق قريبا منهم ... غادرتك حبا بالأفق ونهما بالحياة ولم أقتنع إلا بعد رحيلي عنك بكلامك ... يا حبيبي الأفق في داخلك أقرب ... أعمق.

لا أعلم إن كنت تسمعين روحي تُناجي روحك أو منحتك الحياة بعضا من رحيقها ... أعدك أني سأعود إليك بسرعة ... لدي الكثير لأحبك أكثر.

أطفأ سيجارته بطريقته المعتادة ... تنهد بصوت مسموع كرجل ترقرت الدموع في عينيه ... إننا لا نؤلم إلا من نحب ... لملم ما تبقى منه ... وخرج من ذهوله ليدخل في وسط الدمار .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :