facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غزة تنتقل إلى دائرة الفعل


سامي شريم
02-09-2014 04:34 AM

بعد أن سيطر العدو على كامل فلسطين وتوسع في دول الجوار الأخرى ظل يسعى جاهداً للوصول إلى تصفية القضية الفلسطينية وإلغاءها واعتبار الشعب الفلسطيني غير موجود وتحويل القدس إلى عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية ، لم يكن في واردهم إعادة شبراً من أرض فلسطين ولا فلسطينياً واحداً إلى دياره ، وكانت خطه مُحكمة لرفع الغطاء الدولي عن الفلسطينين تبعه رفع الغطاء العربي ثم الأردني للإستفراد بالفلسطيني وهذا ما كان بهدف تغيب مركزية فلسطين ومركزية القدس ، وقد خلقوا بالتزامن وضعاً صعباً للأمة مليء بالمعاناة والفقر والمرض والبطالة ، واصبحت أُسطوانة الغاز أولوية المواطن العربي واصبح جُلَّ همه تأمين رغيف العيش وقارورة الدواء لكي ينشغل بهمومه عن الهم الفلسطيني والقضية المركزية ، كما أوجدت لكل قطر قضية مركزية لتكون أولويتة ، ولتُغيب القضية المركزية القضية الفلسطينية وكذا المُطالبة بالوحدة العربية .

وشرع الكيان الصهيوني الغاصب يستنزف الأمة مادياً واقتصادياً وبشرياً ونفسياً وشرع في اختراع الأعداء لحرف البوصلة عن العدو الحقيقي ، فتارةً إيران وتارةً افغانستان وتارةً الشيوعية ومرة ً أخرى الرأسمالية ، وهكذا تم تجنيد العرب لحرب الروس في افغانستان ومرةً لحرب امريكا فيها ، وبالغ في خلق الصراعات في الدول المحيطة بهدف زج الفلسطينين كمؤيدين للبعض ومعارضين للآخر لمنع التعاطف مع القضية الفلسطينية ، وقد أوصل المشروع الصهيوني كل المنطقة وساكنيها إلى حالة من اليأس وانعدام الخيارات إلى الحد الذي اصبحت القضية الفلسطينية لا تعني شيئاً للعرب والمسلمين ، عدا عن شيطنة الفلسطيني ، فظهر الفلسطيني الذي يفجر نفسه في العراق والفلسطيني الذي يفجر نفسه في سوريا ويقف مع النظام ضد الشعب أو مع الشعب ضد النظام هنا أو هناك ، لقد عملت اسرائيل ومخابراتها واستخباراتها ليل نهار في حياكة وترتيب المؤامرات لتعود إليها دول المنطقة طوعاً وكرهاً ، ونجحت في خلق النزاعات والحروب والمجازر بين الفلسطينين أنفسهم وبين العرب المؤيدين لهم .

لقد كان الهدف تهجير الشعب الفلسطيني وتذويبه في المجتمعات لتغيب القضية وتغيبُ اصحابها ، وظل هذا الحلم يُراود الصهاينة وساداتهم واستخدموا كل اساليب المكر وما يملكون من امكانيات يساعدهم في ذلك عملاء وأنظمة عربية للأسف ،إلى الحد الذي أصبح الفلسطيني والقضية الفلسطينية لا تعني شيء لكثيرين من العرب والمسلمين وقد صارت الصغرى التي كانت الكبرى أمام الكوارث في العراق وسوريا و مصر ، يحيكون مؤامراتهم في دوائر الاستخبارات حتى تُفسدّْ العلاقة بين الأردني والسوري واللبناني والسعودي والفلسطيني والمصري..الخ ، وكل الهدف أن ينشغل كلٌ في شأنه ويترك لهم المجال للسيطرة على ما تبقى من فلسطين والتوسع ما أمكن لتحقيق حلم اسرائيل الكبرى.

وجاءت حرب غزة الأخيرة مؤامرة متعددة الأطراف لتصفية المقاومة وتسليم الملف الفلسطيني للمُصفي لإجراء التصفية النهائية ووضع اللمسات الأخيرة (ويمكرون ويمكر الله ،والله خير الماكرين) صدق الله العظيم ، لقد أبهرت غزة بصمودها الميداني والسياسي والشعبي العالم بأجمعه وقد عادت اللُحمة للشعب الجريح وعاد الإلتفاف العربي والاسلامي والإنساني للقضية الفلسطينية وعادت لسابق عهدها ، ليس هذا فقط فقد عرف الصهاينة أن هذا الشعب لا زال حياً وأن لهذه الأرض اصحاباً يطلبونها .

لقد أفزعت المقاومة شراذم المستوطنين في كل فلسطين حتى بقوا في الملاجئ لأيام بعد أن كانت صافرات الإنذار تدوي كل 6 دقائق في مناطق فلسطين لقد دفع الاحتلال ثمناً باهظاً للحرب على غزة .

فلم تقتصر الخسائر على القذائف التي ألقاها على الأطفال والشيوخ والنساء وأطنان المتفجرات التي هدمت الأبراج وقطّعت أشلاء المدنيين لقد كانت خسائر جسيمة في الاقتصاد والسياحة وكسر العقيدة الصهيونية التي تعتمد على الهجرة إلى فلسطين فكانت الهجرة المُعاكسة ، نعم انتصرت غزة ولهذا اليوم ما بعده وحتى المفاوضات القادمة ستكون المقاومة حاضرة وصواريخها على المقاعد حول طاولة التفاوض .

هكذا يكون العدل بتعادل القوى وتوافر سلاح الردع ، فتحية لأبطال غزة ومقاوميها وشهدائها وجرحاها ، تحية لأم الشهيد ، وتحيا فلسطين حرة عربية ودامت المقاومة وحصونها وأدام الله شعبها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :