facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إنهم يعترفون بدولة لا وجود لها


15-09-2014 03:50 AM

كان الأزهر الشريف محقا في تعميمه الذي طالب بعدم إعتماد إسم الدولة الإسلامية للتنظيم داعش، فاعتماد حكومات العالم وإعلامه «الدولة الاسلامية» كإسم رسمي لتنظيم داعش، ما هو إلا تجديد لمرحلة إلصاق الوحشية والتخلف والإجرام والإرهاب بالإسلام و بالمسلمين والعرب من جديد ، بعدما تراجع هذا الوصف وهدأت الماكينة الإعلامية الأمريكية ومن سار في نهجها خلال ثماني سنوات لحكم آل بوش ، وبعد إنقشاع غمامة خطر تنظيم القاعدة كثيرا ، ليعود «داعش» ليتصدر نشرات الأخبار العالمية والمؤتمرات الصحفية الرسمية حول العالم باسم الدولة الإسلامية، وكأنه إعتراف دولي بوجود دولة إسلامية دموية.

أنظروا كيف تحول إسم و صّفة تنظيم «داعش» الى «الدولة الإسلامية» بسرعة الريح ، مع أنه ليس دولة أو حكومة أو جيشا فعليا له ولا يمتلك التنظيم أي مقومات للدولة ، سوى مقاتلين وأسلحة وأموال استولوا عليها من جيشي سوريا والعراق والسوق السوداء ، ثم لايميز الساسة عندما يطلقون تصريحاتهم عن خطر وتهديد ما يسمى بالدولة الإسلامية لا عن تنظيم إرهابي أو isis بترجمته الإنجليزية المتداولة قبل أسابيع.

المسؤولية بالفعل تقع على منظرّي التنظيم ، ولكن دولة كبرى كإيران ومنذ الثورة الخمينية أعلن قادتها الجدد آنذاك عن الإسم الرسمي للدولة وهي الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، ورغم عداء الولايات المتحدة والغرب لها ثم مجلس الأمن الدولي فالعقوبات الاقتصادية واتهامها بأنها دولة إرهابية تسعى للحصول على سلاح نووي ، فلم يذكر أحد يوما أنها الجمهورية الإسلامية وكفى بل إيران فحسب ، ولكن للعالم الحرّ فيما يرانا شؤون أيضا.

المهم إن تنظيما زرعت أول بذوره في العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين ، وبقي ضمن خلايا نائمة آمنة حتى إحتلال القوات الأمريكية وحلفائها للعراق بذريعة إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، لم يكن ليجمع كل هذا الحشد المقاتل وينسلخ عن قاعدته التي تحالف معها منتصف العقد الماضي لو كانت الولايات المتحدة تمتلك النية فعلا لإقامة دولة مدنية ديمقراطية متعددة تستوعب كل مكونات الشعب دون تمييز ، ولكن الفشل المتعمد في خلق هذه الدولة المنشودة وتسليمها لأحلاف إيران ،كانت أحد أهم الأسباب التي أبقت التنظيم يتمدد في النسيج السنّي العراقي المستهدف من جميع الأطراف في العراق منذ عام 2003.

إن السنوات الثماني التي حكم فيها نوري المالكي العراق من منطقته الخضراء وسط بغداد وقبله إبراهيم الجعفري فتحت باب الجحيم لخروج قلة من عبدة الأضرحة لينتقموا للتاريخ من أشقائهم ، وللحاقدين على نظام صدام أن ينتقموا من موظفي الدولة من غير طائفتهم ، ونكلّوا بالأقليات المسيحية ، ثم رحلت القوات الأمريكية والمتحالفة دون أن يصلحوا ما أفسده «بريمر» وجماعته ، ولا يزال العالم ينكّر المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن فكفكة الدولة العراقية مقابل لا شيء ، ثم هاهم يعودون الى العراق عبر الجوّ لا للقضاء على داعش ، بل لوقف تمدده ، فمن سيجتثه عن الأرض كما اجتث حزب البعث وكوادره من الدولة العراقية الجديدة ؟!

لو أن إدارة الإحتلال للعراق قامت بإنشاء دولة بعيدا عن الإستقطابات والفئوية التي قادها رجال طهران و أمريكا وإسرائيل ، ونشأت دولة على أسس ديمقراطية حقيقية شارك فيها الجميع بإنصاف وإخلاص للعراق الموحد ، أو أن العراقيين بطوائفهم قد اعتنقوا عقيدة الزعيم «نيلسون مانديلا» بعدما حمله شعب جنوب أفريقيا الأسود على الأكتاف رئيسا ، فخطب خطبته الشهيرة وأعلن أن الإنتقام والكراهية للعرق الأبيض لن يؤسسا الدولة المنشودة ، وقرر الجميع عقد مصالحة مع التاريخ ، وقتل الماضي الكرّيه ، حتى رأينا كيف يوزع الأفارقة الأصليون المضطهدون سابقا المساعدات والمؤن على مواطنيهم البيض المستعمرين لهم فيما مضى.

لو فعلت أمريكا أو فعل حكام العراق السابقون أفضل مما فعلته داعش فيما بين دجلة والفرات إنتقاما من مليشيات شيعية وأكراد وإزيديين تحالفوا مع المليشيات لقتل الآخر ، لما أضطر الجميع الى تجشم عناء حشد القوى لحرب جديدة في العراق قد تعيد تطويع فئة مضطهدة من الشعب لحكومة بغداد وأربيل دون القضاء على داعش فعلا لأن الطائرات لا تستطيع قصف العقائد ، ولما عدنا الى مربع «الإسلام فوبيا»من جديد.
Royal430@hotmail.com

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :