مقابر الكرك .. مهملة ومشبعة
01-10-2014 11:15 AM
عمون – محمد الخوالدة - المتابع للحالة التي عليها اكثرية مقابر الكرك يدرجها بين مهملة لانظافة ولا حماية وبين اخرى مشبعة ضاقت بساكينها رحمهم الله ، وهذه وتلك يقول مواطنون اوجه قصور تستدعي علاجا سريعا وفاعلا من قبل المعنيين بالامر، الحديث يبدأ بالمقبرة الاشهر والابعد تاريخا في محافظة الكرك وهي مقبرة النبي نوح عليه السلام في مدينة الكرك والتي اقيمت منذ بدايات القرن الماضي وسميت المقبرة بهذا الاسم لوجود مقام لنبي الله نوح في الموقع الموجودة فيه ، ومن هنا فان عشرات العقود التي مرت على استخدام المقبرة بمساحتها المحدودة كفيلة بضرورة ايجاد مقبرة جديده بعد ان استنفذت مقبرة النبي نوح طاقتها الاستيعابية وبحيث لم يعد فيها متسع ليلجا الناس الى استغلال القبور القديمة والدارسة في المقبرة لاكثر من مرة وهذا غالبا مايفضي بشهادة كثيرين الى مشاكل بين المواطنين ان اكتشف احدهم ان اخر استخدم قبر قديم لجده او لابيه وامه او لقريب له.
ومن باب الانصاف القول ان بلدية الكرك الكبرى تنبهت للامر ومنذ بضعة اعوام لتقوم بالتحضير لاقامة مقبرة جديده على قطعة ارض استملكتها على اطراف مدينة الحسين بن عبدالله الثاني الصناعية شرق مدينة الكرك وقد عملت البلدية على اعداد البنية التحتية للمقبرة وبحيث اصبحت جاهزة للاستخدام منذ زهاء عام لكن ثمة معيقين امام ذلك ، اولهما بحسب رئيس البلدية المهندس محمد المعايطة ان البلدية لاتمتلك القدرة المالية والفنية لفتح طريق فرعي تؤدي الى المقبرة من الطريق الرئيسي لتحيل الامر الى مديرية بلديات الكرك كون المنطقة التي تقع فيها المقبرة خارج حدود البلدية حيث قالت مديرة المديرية المهندسة لما المجالي ان المديرية اعدت المخططات اللازمة لمسار الطريق ورفعتها الى مديرية اشغال الكرك لتعمل على فتح الطريق ، ووفق مدير اشغال الكرك المهندس جمال راغب فانه تم الطلب الى وزارة الاشغال العامة لتوفير المخصصات اللازمة لفتح الطريق التي تصل مسافتها الى زهاء كيلومترين ، اما المعيق الثاني فهو رفض مواطنين نقل موتاهم الى المقبرة الجديدة بحجة انها بعيدة وان نقل الموتى اليها يلزمهم بكلفة مالية لاقبل للبعض بها ، فيما كانت مقبرة النبي نوح بحسب قول الرافضين في متناول اليد لقربها من مدينة الكرك .
وبالنظر للحاجة الملحة والمستعجلة للمقبرة الجديده والتي غدت مطلبا مهما فهناك مواطنون يتخوفون من ان تظل الامور تراوح مكانها فيتاخر البت في موضوع اقامة المقبرة الجديده ، ومصدر تخوفهم هذا كما يقولون ان الحديث عن المقبرة الجديده وعن الارض التي استملكت لهذه الغاية وقيام البلدية بتجهيز بنيتها التحتية والفوقية قيل منذ زهاء عامين لكن دون نتيجة ولحد الان ، ليثار فيما بعد يقول مواطنون موضوع الطريق التي يرون ان امر اتمامها قد يحتاج الى فائض من الاعوام خاصة والامر مرتبط بمخصصات مالية ربما يصعب تامينها في غضون وقت قريب .
والحديث عن حاجة الكرك الى مقبرة جديده يقود للحديث عن واقع المقابر في مختلف مناطق المحافظة التي تحتاج الى رقابة مشدده لمنع الاعتداء عليها ولادامة نظافتها ، ويشتكي مواطنون من ان اكثر مقابر المحافظة مليئة بالاشواك والاعشاب الجافة وغير ذلك من مخلفات تاتي بها الريح والعابثون ، فيما هذه المقابر وخاصة القديمة منها ايضا يقول مواطنون عرضة لعبث الباحثين عن الكنوز والدفائن ، تماما كما هو الحال لما يجري في مقبرتي غور النقع وفي مقبرة النبي نوح .
واقع مقابر المحافظة وحاجتها للرعاية والاهتمام تائه بين مسؤولية شرعية تخص مديرية اوقاف الكرك ومسؤولية خدمية تقع على عاتق بلديات المحافظة ، واذا كانت البلديات تقول انها لاتقصر بحق المقابر وتعمل مايمكنها لسلامتها وادامة نظافتها فان مدير اوقاف الكرك الشيخ محمود الضمور يفسر المسؤولية الشرعية عن المقابر بانها توعية الناس بخصوص التعامل مع المقابر وعدم الاعتداء عليها او العبث بها ، وهنا يؤكد مواطنون ان لا البلديات تفي بمسؤولياتها تجاه المقابر الواقعة ضمن دائرة اختصاصها بدليل عدم نظافة اكثر المقابر وعدم تامينها بالحراسة اللازمة ولا مديرية الاوقاف تقوم هي الاخرى بالواجب الشرعي تجاه المقابر حسب ما تقول ، فالمسؤولية الشرعية تعني بحسب المواطنين الحفاظ على نظافة المقابر ووقف الاعتداءات المتكررة عليها لامجرد شعار يرفع لايسنده فعل على ارض الواقع.