facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"الشتاء" في ذاكرة مزارعي الكرك


20-10-2014 04:06 AM

عمون – محمد الخوالده - باقتراب فصل الشتاء وقد اقبلت المنخفضات الجوية مبكرا وتهاطلت الامطار تستعيد ذاكرة مزارعي المحاصيل الحقلية في الكرك وخاصة المتقدمين في العمر منهم الكثير من الحكايات الشعبية المرتبطة بهذا الفصل ، اذ لكل شهر من شهور فصل الشتاء لديهم دلالاته الموحية ، فيما للمظاهر الكونية التي تصاحب هذا الشهر( الثريا والنجوم والرياح) لديهم دلالاتها هي الاخرى.

تباشيرالموسم الشتوي الجيد من كل عام تلوح في الافق في نهاية شهر ايلول حيث يقولون ايلول "ذيله مبلول" ، أي يهطل المطر في نهاياته ، ثم ياتي بعد ذلك شهرا تشرين اول وتشرين ثاني حيث يميل الجو خلالهما الى الرطوبة وان كان الموسم المطري جيدا فقد يسقط المطر مبكرا في هذين الشهرين ، ياتي بعد ذلك شهرا كانون اول وكانون ثاني اللذين يعتبرهما السكان اقسى شهور السنة ، فالبرد قارص وشديد الاذى ، ويقول الناس بهذا الصدد "كانون ميبس الجله" والجلة روث البقر ، كا يقولون "اثمن الثمينين مطر كوانين"، ثم ان شهر كانون اول هو انسب الاوقات لحراثة الارض وبذرها ، ويسمى هذا الشهر ب"اجرد"، وفي هذا يقول السكان "اللي ماببذر في اجرد عند الصليبي بحرد" و"الصليبي" هو البيدر الذي تكوم فيه الغلال لاعدادها للدرس والتذرية لاستخلاص محصول القمح والشعير، وفي شهرشباط هناك حكاية شعبية يتناقلها الناس اسمها (قران العجايز) وهي حكاية تقول ان عجوزا كانت تمتلك شياها فضايقها شباط بامطاره وبرده لعدم قدرتها على الخروج بشياهها الى المرعى ، ومع اقتراب انتهاء شهر شباط وقبل رحيله باربعة ايام فرحت العجوز وسبت شهر شباط ، وتضيف الحكاية الشعبية ان شباط اشتاط غضبا فاستنجد باخيه شهر اذا قائلا" اذار يابن عمي ثلاثتك مع اربعي خلي العجيز مع الواد تقرعي" ويقال ان اذار استجاب لشباط لينهمر المطر غزيرويتشكل سيل عرم جرف العجوز وشياهها ، لذلك سميت تلك الايام السبعة ب"قران العجايز"او "المستقرضات" كمايسميها البعض ، وحيث ان الامطار تنهمر في شهر شباط فجأة احيانا فيقولون "شباط ماله ارباط" ، أي ليس فيه ثوابت ، اما عن اذار فيقولون "اذار فيه شميسات وامطار" ، أي تبزغ الشمس وقد يسقط المطر في يوم واحد .

ولمطر شهر نيسان لدى مزارعي المحاصيل اهمية خاصة ، فالموسم الزراعي كما يرون يتوقف على مطر نيسان لأن انحباسه في هذا الشهر يعني جفاف الزرع ، فالحرارة فيه ترتفع نسبيا مما يساعد على تبخر رطوبة التربة ، وهناك الكثير من الاقوال الشعبية التي تؤكد تلك الاهمية ومنها "شتوة نيسان تحيي الانسان ، بتسوى السكة والفدان (ادوات الحراث) وبتسوى الراعي والمعلان والمعلان صاحب قطيع الماشية ، وبتسوى الف سيل سال ، بمعنى لا اهمية لاية كميات امطار تهطل ان لم ينزل المطر في شهر نيسان ، ويقسم المزارعون خمسينية الشتاء الى ثلاث عشرات ، عشرة سم ، أي شديدة البرودة ، عشره دم أي تنشط فيها حركة الدم في الجسم وعشرة دسم ، أي مفيدة لبناء الجسم .

وفيما يتعلق بالمظاهر الكونية فهناك (الثريا) وهي مجموعة نجوم متقاربة وبها يربط الناس بين حركة النجوم وهطول المطر ، فاللثريا دلالة على طبيعة الموسم ، فان تصادف نزول المطر مع ظهورها فان هذا يبشر بموسم زراعي جيد ، وان تاخر نزوله عن ظهورها فهذا ينذر بموسم قحط .اما الرياح فبعضها محبب للناس وبعضها غير ذلك وبحسب اثرها عليهم ، فالرياح الجنوبية والغربية محببة لانها تجلب المطر شتاء والرطوبة ربيعا ويسمونها "نشالات الزرع " أي تساعد في نمو الزروع لانها تهب في موسم يحتاج فيه الزرع الى الرطوبة فتؤدي الى انعاشه ، اما الرياح الشمالية فهي غير محببه لانها تضر ببشرة الانسان وتمنع بناء اللحم في المواشي ومثلها الرياح الشرقية التي ان هبت شتاء كانت قارصة مؤذية فتؤدي الى تشقق وتفطر البشرة ، وان هبت ربيعا كانت حارة جافة مضرة بالزرع وسواه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :