facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اليونسكو والتدفق الحر للمعلومات


د. سامي الرشيد
22-10-2014 02:30 PM

تأسست منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو ) عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية , واريد لها ان تعمل على بناء ثقافة سلام حقيقية .

ترمي اهدافها الى تلبية حاجات التعلم للأطفال والشباب والكبار.
تكون معملا للفكر لييسر تفهم التطورات الكبرى في عالم اليوم ويرسم مبادئ توجيهية فكرية واخلاقية .

كما تحث السلطات في البلدان المختلفة على وضع اهداف محددة واعتماد السياسات المحققة لها في ميادين التربية والعلوم والثقافة والاتصالات وتعزيز القانون الدولي بوضع صكوك معيارية في هذه الميادين , وان تكون مركزا دوليا لتبادل المعلومات عن الاتجاهات في مجالات التربية والعلم والثقافة والاتصالات .


لقد اعدت منظمة الامم المتحدة في مؤتمرها عام 1948 حرية الاعلام من الحريات الاساسية , وان المعلومات الحرة الكافية هي حجر الزاوية لكل الحريات الاخرى ,التي تلتزم بها الامم المتحدة , وعلى هذا الاساس قامت منظمة اليونسكو بعقد الاتفاقيات التي تتيح التدفق الحر للمعلومات في جميع انحاء العالم , واصبح مفهوم التدفق يعني الغاء العوائق التي تحول دون ممارسة حرية الرأي والتعبير , والحق المتساوي في الوصول لوسائل الاعلام , وضمان تدفق المعلومات عبر الحدود الوطنية دون عوائق .

خلال عقد السبعينات من القرن الماضي , اشتد الجدل بين مفكري الدول الغربية المتقدمة -التي تحتكر وكالات الانباء الدولية – ومفكري دول العالم الثالث , التي تسعى للتحرر من تلك السيطرة , من خلال تكتلها في حركة ( عدم الانحياز ) , واصبح مطلب وجود نظام اعلامي جديد من المطالب السياسية الاساسية .

لقد اصبحت هناك حقيقة ملموسة , فحواها ان الاستعمار لم يعد يقتصر على المجالين السياسي والاقتصادي فحسب, وانما تعدى ذلك الى المجالين الاجتماعي والثقافي .

ظهر مطلب المناداة بالنظام الاعلامي العالمي الجديد ,لاول مرة في ندوة دول عدم الانحياز الخاصة بالاعلام والتي عقدت في تونس في اذار عام 1976, واصبح هذا المطلب جزءا من الكفاح ضد الاستعمار والتحرر من كل الوان التبعية والاحتكار .

كانت معظم انتقادات دول عدم الانحياز موجهة نحو الوكالات الرئيسية الاربع في امريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا , وان اخبار تلك الوكالات تتدفق في اتجاه واحد فقط من الشمال الى الجنوب , وهو ما يشكل تهديدا ثقافيا وعقائديا للدول النامية , فضلا عن التحكم في شكل الاخبار ومحتواها , وكذلك القوة الاقتصادية لوكالات الاعلان الغربية وسلاسل الصحف الدولية , وشركات الطباعة , والسيطرة على الوسائل الالكترونية والمغناطيسية التي تتلقاها دول الجنوب.

ان من شأن ذلك يقيد ويعرقل الاستقلال السياسي في الدول النامية , من جانب اخر كانت الوكالات الاعلامية الغربية تدافع بشراسة عن مبدأ التدفق الحر للمعلومات , وتزعم انها تتوخى الصدق والموضوعية في نقل الاحداث , وهكذا اتجهت المناظرة بين الشمال والجنوب الى منظمة اليونسكو الدولية .

لقد أسهمت القوة العددية لدول عدم الانحياز في الحصول على تصويت كبير من الامم المتحدة لصالح النظام العالمي الاعلامي , كما تراه الدول النامية وهو ما اسفر عن مطالبة اليونسكو عام1978 بضرورة اقامة نظام اعلامي جديد , يراعي الحرية والتوازن بين الشمال والجنوب , وقد أدى ذلك الى انسحاب الولايات المتحدة وبريطانيا من دعم منظمة اليونسكو.

خلال عقد التسعينات من القرن الماضي , بدأ من الواضح أن عمليات العولمة السائدة في مجالات السياسة والاقتصاد , تلقي بظلالها على تدفق الأخبار الدولية , حيث يتحكم في هذا التدفق الآن , أربع وكالات دولية هي :
• الأسوشيتد برس
• CNN الأمريكيتان
• رويتر البريطانية
• وكالة الأنباء الفرنسية
بما يتفق مع طبيعة الهيمنة الدولية السائدة الآن.

كانت وكالة الانباء الالمانية قد تراجعت بعد هزيمة المانيا في الحرب العالمية الثانية , كما تراجعت وكالة تاس السوفياتية , بعد تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1989, وهي التي كانت تعد الوكالة الخامسة على المستوى الدولي , وتغير اسمها الى انترفاكس , وتتبع جمهورية روسيا الاتحادية .

تمارس هذه الوكالات الدولية دورا بارزا في تفعيل عملية العولمة من خلال تجانس الاخبار التي تنقلها لكل انحاء العالم معتمدة على قيم الاخبار الغربية ,مثل السرعة والصراع والسلبية والاثارة , والنظر الى الاخبار بوصفها سلعة قابلة للبيع والشراء , وخاضعة لقانون العرض والطلب , وتسهم هذه الوكالات حاليا في ترويج الصور الذهنية للافراد والمؤسسات والدول من منظور غربي انجلو امريكي لكي تصل الى الصفوة السياسية والاقتصادية في باقي انحاء العالم .

لكن هناك ايضا ست امبراطوريات اعلامية في امريكا تتحكم بعقول البشر في العالم ورؤساء مجالس هذه الامبراطوريات ومدراؤهاهم من اليهود
وهي امبراطورية تايم وارنر وهي من اكبر المؤسسات الاعلامية والمنظومات الترفيهية في العالم وامبراطورية نيو كورب التي تمتلك اكثر من مائة وخمسة وسبعين صحيفة عالمية مثل التايمز اللندنية والصندي تايمز وغيرها ويديرها الملياردير اليهودي الاسترالي الاصل روبرت مردوخ
وامبراطورية سي بي اس وهي شبكة كولومبيا للبث وامبراطورية فيا كوم ويديرها سامنر ريدستون وتنتشر في دول عديدة وتشتهر في مجال الانتاج السينمائي الذي يسيطر على عقول المراهقين ثم امبراطورية ديزني وهي من اكبر مجموعات وسائل الاعلام والترفيه في العالم وامبراطورية كومكاست وتمتلك يونيفيرسال وغيرها وهي اكبر مزود انترنت بالعالم ويديرها برايان روبرت وهو يهودي امريكي

تقول منظمة اليونسكو باحصائياتها ان عدد الكتب التي يصدرها العالم العربي كله سنويا نحو 1650كتابا فقط في حين تنتج الولايات المتحدة الامريكية لوحدها نحو 85ألف كتاب سنويا وان معدل قراءة الشخص العربي يصل الى نحو ربع صفحة في السنة في مقابل 11كتابا للمواطن الامريكي وسبعة كتب للمواطن البريطاني –والله اعلم
لكن لا بد من العلم اننا شعب غير قارئ ونود الاشارة الى سياسات التجهيل في العالم العربي وعدم التشجيع على القراءة والاطلاع وعدم دعم مراكز الابحاث والدراسات والاعتماد على امبراطوريات الاعلام الغربية ذات التوجيه غير السليم لابنائنا وقادة المستقبل.
وننسى ا ن اول سورة انزلت بالقرآن الكريم هي: بسم الله الرحمن الرحيم
اقرأ باسم ربك الذي خلق, خلق الانسان من علق , اقرأ وربك الأكرم,الذي علم بالقلم ,علم الانسان ما لم يعلم .
مع العلم ان هولاكو عندما احتل بغداد والقى بالمؤلفات والكتب العربية والاسلامية ومنشورات جامعة الحكمة آن ذاك في نهري دجلة والفرات , تصبغت مياه النهرين باللون الازرق من الحبر والمداد المستعمل في كتابة تلك الكتب .

هذا مع العلم ان الحكم يسيطر على الشعب من خلال الاعلام , ولكن الاعلاميين الذين يبحثون عن الحقيقة بأمكانهم كشف الزيف والخداع في الاعلام الرسمي ,حيث اكتشف الاعلاميون ووترغيت , وفظائع حرب فيتنام , والتعذيب في ابوغريب ,وجوانتنامو ,ووثائق ويكيلكس .
انه اعلام يهدف الى يقظة الوعي الانساني ضد التخدير الذي يقوم به الاعلام الرسمي.

اننا بحاجة الى اعلام مستقل وصادق ونزيه لكشف الحقائق لنا للوقوف عليها والابتعاد عن مخاطرها لبناء بلد حضاري يستوعب الجميع .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :