عمون - رياض ابو زايدة - يمثل الرباط في مرافق وساحات المسجد الاقصى المبارك شكلا اخر من اشكال مقاومة الممارسات القمعية التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني الغاشمة وجماعاته المتطرفة لتهويد القدس الشريف وتقسيم المسجد الاقصى المبارك زمانيا ومكانيا.

هذه الخطوة من قبل المرابطين من اهالي فلسطين المحتلة - شخصيات ومؤسسات- اتت ثمارها في هذه المرحلة الحساسة خاصة في يوم النفير العام الذي اعلن عنه الاسبوع الماضي تصدى خلاله المرابطون لقوات الاحتلال , وافشلوا مخططاتها في ادخال الجماعات الصهيونية الى المسجد الاقصى المبارك وساحاته.

وقال رئيس هيئة المرابطين في القدس يوسف مخيمر لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان المقدسيين في رباط دائم في المسجد الاقصى وساحاته التي تبلغ مساحتها 144 دونما والتي هي الان تحت الولاية الاردنية , من اجل وقف الاعتدءات الصهيونية التي تعمل على تقسيم المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا.

واشار الى الكثير من البرامج التي تنفذ لهذه الغاية في المسجد , منها برامج طلبة المصاطب (مصاطب العلم) بحيث يتواجد على كل مصطبة ما بين 10-20 طالب علم يقرأون القران الكريم والحديث النبوي الشريف والذكر وبرامج متنوعة ما يحقق الحضور في المسجد الاقصى في وجه الخطر الصهيوني ، خاصة عندما يمنع الاحتلال الصهيوني المصلين ممن هم دون سن الخمسين عاما من الدخول الى المسجد الاقصى واحيانا يمنعون النساء من دخوله والصلاة فيه كما حصل اثناء العدوان الاخير على اهلنا في قطاع غزة ..
وبالاضافة الى الرباط من خلال حلقات العلم ، هناك الاعتكاف في المسجد الاقصى اذ يتعرض المعتكفون الى اشد انواع التنكيل من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي ، وهذا الرباط بدأ منذ سنوات وازداد بعدما بدأت قوات الاحتلال الاسرئيلي بالتعرض لتلة المغاربة ومحاولة بناء تثبيت الجسر.
وقال ان عمل الهيئة يندرج تحت مسمى هيئة اجتماعية تهدف الى تمكين وصمود المقدسيين والقدس ومن في المسجد الاقصى المبارك بهدف عرقلة وتنفيذ تهويد المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا.
واوضح ان المرابطين هم من سكان القدس واهلنا من فلسطينيي عام 1948 من ذوي الهمم والمعنويات العالية ، مشددا على ان هذا دورنا نحن خاصة في ظل منع 90 بالمئة من ابناء الشعب الفلسطيني من الداخل والخارج من دخول المسجد الاقصى والصلاة فيه.
وبين مخيمر ان المرابطين من الجنسين في كل الاعمار يتعرضون بشكل دائم للتنكيل والمصادمات من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وجماعاته المتطرفة , وقدر هذه الفئة القليلة ان تدافع عن اغلى ما تملكه كل الامة الاسلامية، وان الشعب الفلسطيني من خلال المرابطين ينوب عن العرب والمسلمين في دفاعه عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

واشار الى الوجود المكثف للمصلين والمرابطين الذي اسهم في احباط محاولات تدنيس المسجد المبارك من قبل المتطرفين اليهود بحماية قوات الاحتلال الاسرائيلي التي اعتدت اكثر من مرة على المصلين بالقنابل الغازية والصوتية والهراوات واعقاب البنادق ، وقال ان الجماعات اليهودية المتطرفة لن يردعها أي شيء عن اقتحام الاقصى سوى الاحتشاد الفلسطيني اليومي فيه وعلى جميع أبوابه لمنع أي محاولة اقتحام.
الأمين العام للجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس سابقا، رئيس مركز القدس الدولي الدكتور حسن خاطر قال ان الرباط في المسجد الاقصى المبارك "من الموضوعات الحية داخل المسجد وتسهم بشكل مباشر في الدفاع عن المسجد وحمايته من تدفق قطعان المستوطنين ويعيق تنفيذ مشروعات التهويد وتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا .
وقال ان دور المرابطين ووجودهم ادى الى افشال هذه المخططات وتأخير تنفيذها ولغاية هذه اللحظة يسهمون بنسبة كبيرة في حماية المسجد الاقصى بعمل شعبي منظم يجمع كل القوى , من شخصيات مستقلة واهالي البلدة القديمة وابناء ضواحي القدس ومن اهلنا في فلسطين 1948 ، والنواب العرب في الداخل الذين لهم جميعا الدور في تسيير المركبات والقوافل بشكل دائم للتوجه للصلاة في المسجد الاقصى.
وراى الدكتور خاطر ان قوة هذا العمل ( المرابطة ) تكمن في شعبيته وهو عمل تاريخي وقديم ولا يستطيع احد ان يعطي لونا واحدا لهذا الحراك الشعبي وهو عمل تتضافر فيه كل الجهود والقوى .
وقال : ولا شك ان هناك تعاونا اساسيا بين الاوقاف والمرابطين , فالاوقاف هي التي بيدها الادارة الرسمية في المسجد وتتعاون مع الجميع في الاشراف على هذه العملية ، ولها دور مؤازر ومواز، والكل يقف صفا واحدا في وجه تدخل قوات الاحتلال والتي تتجاوز تدخلات الجماعات المتطرفة , ونحن نرى سلطات الاحتلال تقود مشروع التهويد في المسجد الاقصى بنفسها الى جانب هذه الجماعات المتطرفة , ودور المرابطين نجح الى اليوم في افشال مخططاتهم جميعا على الارض بموازة دور الاوقاف والجهات الاخرى.
وطالب الدكتور خاطر بدعم جهود المرابطين لشد ازرهم لان استمرار هذه الخطوة الايجابية تشكل حاجزا في وجه ممارسات قوات الاحتلال الاسرائيلي , اضافة الى تعاون الجميع والتنسيق من اجل المسجد الاقصى . اما رئيس الهيئة الإسلامية العليا , خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري فقال ان هؤلاء المرابطين في المسجد الاقصى وفي ساحاته وجميع مرافقه هم صمام الامان , لانهم الذين يكونون في الميدان ويقفون في وجه الانتهاكات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في وقت لم تعد تجدي فيه عبارات الاستنكار والشجب .
واضاف ان الاقتحامات لم تعد مقتصرة على الجماعات اليهودية المتطرفة , إنما امتدت لتشمل أيضا سياسيين ومسؤولين رسميين من وزراء وأعضاء في الكنيست، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل فى ظل وجود المصلين والمرابطين والمرابطات وطلاب العلم فى الميدان.
وقال : هؤلاء هم متطوعون للدفاع عن المسجد الاقصى بدفاع العقيدة لان الاقصى عقيدة جميع المسلمين وهم يتناوبون على التواجد في المسجد الاقصى في الصباح والمساء ويعتكفون فيه في بعض الليالي وبخاصة في الايام التي فيها ما يسمى بالاعياد اليهودية التي تشهد الكثير من الاعتداءات من قوات الاحتلال الصهيوني ، والهيئة تتعاون مع هؤلاء المرابطين ومع العديد من الجهات التي تعمل من اجل الدفاع عن المسجد الاقصى ومرافقه.
وقال مدير مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في فلسطين المحتلة امير الخطيب : شهدنا في الاشهر الاخيرة الكثير من التصعيد من جانب الاحتلال الاسرائيلي على جميع المستويات من قوات احتلال وشرطة في الميدان سواء في ادخال قطعان المستوطنين الى ساحات المسجد الاقصى او في سن القوانين العنصرية بحق الفلسطينيين.
واضاف ان هذا التصعيد غير المبرر والهمجي من قبل قوات الاحتلال الهادف الى التضييق على الفلسطينيين ادى الى انحسار في عدد المصلين في المسجد الاقصى من ربع مليون مصل في شهر رمضان المبارك في السنوات الاخيرة الى بضعة الاف في شهر رمضان الماضي حيث منعت قوات الاحتلال النساء من دخول المسجد الاقصى وحددت اعمار الرجال بالخمسين عاما فما فوق.
وحول الرباط اشار الخطيب الى ان المرابطين ياتون برحلات يومية وعلى مدار الاسبوع ومن مناطق مختلفة من فلسطين المحتلة برغم ممارسات الاحتلال العنصرية التي تزداد يوميا , من اجل الاحتشاد في المسجد الاقصى المبارك , وللرد على الاستفزازات الاسرائيلية اليومية لمشاعر المسلمين من خلال الاقتحامات التي تتم من قبل قطعان المستوطنين بحيث يتم التصدي لهذه الممارسات بشكل جماعي للرد على المخطط الاسرائيلي للسيطرة على الاقصى. بترا