عمون - أنس علي - تبنّى مركز الشريف المتخصص في طب العيون قضية الاردني الكفيف الذي نشرت "عمون" قصته.

وتحدث مكتب الدكتور خالد الشريف بادارة "عمون"، عارضاً مساعدة الرجل الذي بث شكواه وهمومه في تقرير اخباري نشر الثلاثاء.

وابدى المركز الذي يعد مركزه من ارقى المجمعات الطبية في العيون استعداده لعلاج المريض حسب حالته ووضعه الصحي، مؤكداً أنه لن يتوان عن تقديم المساعدة ما امكن في سبيل شفاء المريض إن كان علاجه مرجواً بإذن الله وتمكنت الخدمات الطبية المتوفرة من المساهمة في التخفيف من المه.

وكان التقرير يقول:

يسمع الأشياء ويجهل شكلها إلا أن احساسه بها عوضه عن ذلك، فقبل 14 عاماً كان بامكانه رؤيتها الا أن الأمر تطور ليصل الى "العمى".

يقول "الجرشيَ أحمد": اسودت الدنيا بعينيَّ قبل أن أفقد البصر، اذ أن العديد ممن كان يعرفني كان يناديني "بالأعمى" لمعاناتي قصر نظر شديد، الامر الذي انعكس على نفسيتي وأتعبها لأصبح عقبها أعمى فعلاً.

وزاد في حديثه لـ عمون "بعد أن ابتلاني الله "بالعمى" ازداد السواد سوادا.. فبعد أن كنت اطمح بالدراسة الجامعية كغيري من الزملاء الذين نجحوا بتخصص التمريض لنعين المرضى ونساعدهم اصبحت ممن يحتاج الى معين والحمد لله..

وتابع "اليوم انا متزوج وعندي من الأولاد ستة، أربعة ذكور وفتاتين.. وأصغرهم لم يتجاوز عمره الثلاث سنوات وقد ابتلاه الله أيضا بلاءين الأول فقري وقلة حيلتي والثاني نقص النمو".

وأضاف "احمد" طفلي لا يستطيع الأكل ولا يستطيع المشي أيضا فوزنه خمسة كيلوغرامات فقط ويحتاج الى مكمل غذائي وهو عبارة عن علبة حليب كل يومين لحين أن يتمم سن الثامن من عمره، الا أنني لا أستطيع أن أشتري هذه العلبة إذ أن سعرها ثمانية دنانير وربع وأحيانا ترتفع أي أن معدل سعرها شهريا يتجاوز المئة وخمسة وعشرين دينارا.. وأنا لا أستطيع العمل ولا يوجد عندي دخل سوى 180 ديناراً اتقاضاها من وزارة التنمية الاجتماعية".

وقال "أحمد" :"إن الطفل لم يضع حتى الآن "حفاظات الأطفال" لأن أمه تضع له بدلا عنها "شرايط قماش" .

"أحمد" بعد أن ضاقت الدنيا به قال بصوتٍ يرتجف خوفا على مستقبل طفله وباقي أسرته .."لا أتمنى أن يعود بصري بقدر ما أتمنى أن أحس لمرة واحدة من خلال بصيرتي فرح وسلامة أبنائي".