facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حوار مع كبار .. ومع صغار!!


د. هاني البدري
27-11-2014 03:49 AM

مع كل ما اجتاحني من مشاعر الاعتزاز بتسلم جائزة إعلامية عربية باسم الأردن في تجمع إعلامي عربي حافل، تقديراً لبرنامج حوار مع كبار كونه كما قيل "ترسيخ لمفهوم الحوار المحترم المعزز لقيم الرأي والرأي الآخر، وإعلاء صور النجاح والتميز".. إلا أنني كنت أفكر دوما.. أي قيمة حوار تلك التي نتحدث عنها اليوم، ونحن أمام ظاهرة غير مسبوقة في تاريخنا.. هي إقصاء الآخر ورأيه ومشاعره واهتماماته وحتى تاريخه.. أمام رأينا..!!

أين الحوار من أولئك الذين يوجهون نقدا غاضبا (على طول الخط) حول نوعية آراء الأشخاص الذين يتم استضافتهم للحوار، فيكون السؤال الغاضب.. "هذا ضيف تجيبوه للحوار.. حرام عليكم"..!!
نسأل.. لماذا؟؟

فتأتي الإجابة التي تشي بتفشي الأزمة، "ما بتشوف أفكاره قديش هدامة ومُسيئة.. هو يقف الى جانب الطرف الآخر".!!.

من هو الطرف الآخر.. الذي علينا أن نحارب أصحاب الفكر المنتمي له.. لعلنا نحن هذا الطرف الآخر.. على الأقل بالنسبة للطرف الآخر..!!

"هذا ضد الإخوان.. لماذا أتيتم بهذا المُجرم".. آخر يقول.. "هذا فكره إسلامي متشدد شكلو إخونجي.. لم توفقوا باستضافته".. ثالث يضيف.. "هذا علماني أسهم في تدني مستوى البرنامج".. رابع وخامس وألف.. الكل يعتقد أن هذا يمثل الطرف الآخر..

نحن يا إخوتي، الطرف الآخر..
هذا حكومي.. الآخر، عميل وانتهازي وذاك متعصب والأخ رخو وغير جاد.. كلهم يملكون من أسباب الانتقاد ما يجعلهم مرفوضين من طرف آخر ما..!!

ونقول لماذا وصلنا لهذا التطرف في الفكر والمعاملة وذلك التدني في السلوك.. وكيف تغير المجتمع من متعاطف متحاب متكافل، يصل الرحم ويحمل في جوهره نبتة الكلمة الطيبة والنقاش الهادف والنقد البناء والتعالي عن الصغائر وعدم الشخصنة، الى مجتمع "انتا مش عارف مع مين بتحكي"..!!

.. ونسأل لماذا تبدأ حواراتنا دائما بالتمترس والتحضير لشطب الآخر، وحتى استخدام التعبير المحير في عالم الحوار.. "إفحموا"!!

نتساءل كيف نبدأ حوارنا مع أي كان بـ... "انت شو بفهمك.. خليني أنورك أو أحطك بالصورة" أو حتى "إنت جاهل دعني أفهمك"، هكذا نقرر بجرة قلم أن نشطب الآخر وأفكاره وانتماءاته، وأن نتهمه بالجهل وعدم الفهم والتخلف مقابل عرض إمكانياتنا بمساعدته ليفهم ويتخلص من جهله..!!

نتحدث طويلا في الديمقراطية وحرية الرأي.. وحين يلامسنا الموضوع بما لا نشتهي.. نشتم (سنسفيل) من اخترع الديمقراطية وحرية التعبير.. نعود من محاضرات ولقاءات وندوات (الحرية وحقوق الإنسان والمرأة).. لنجد أنفسنا خلعنا قناعنا كما ملابسنا حين نهب في وجه زوجاتنا أو بناتنا أو حتى أبنائنا رافضين سماع رأي آخر.. "أنا هون الآمر الناهي ولا رأي الا رأيي".

"اسكتي يا مرة شو بفهمك.. اخرس يا ولد.. بالله البنات يصمتوا اذا حكى الرجال" وطبعا الصغار لا صوت يعلو لهم على صوت الكبار.. حتى أولئك الذين يسبقوننا بيوم فيفهمون عنا بسنة..!!

حوار المدارس المعدوم.. وفجوة الحوار المتسعة كل يوم بين الآباء والأبناء.. الأزواج والزوجات حين يسود الصمت في الغرف المغلقة وعلى مدى الطرق في السيارات وكل وجه باتجاه..

بين أصحاب العمل الواحد.. بين القمة والهرم في المؤسسات والشركات، ادعاء الفهم واحتكار الحقيقة والاستحواذ على الرأي السديد والذكاء والمعرفة.. كلها مقدمات لنتائج غاية في الخطورة تزيد من تجهم المجتمع وعنف الشباب وتأزم العلاقات، يغيب الحوار، وإذا حضر.. يكون حوار مع صغار، لا يدركون قيمته..!!
رحم الله الإمام الشافعي أفنى عمره وهو يؤكد.. رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب..
(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :