facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لكي لا نترحم على البديل .. !!


حسين الرواشدة
19-12-2014 11:34 AM

في معظم المؤتمرات واللقاءات التي تجمع العلماء والمفكرين المسلمين لمناقشة أكثر القضايا سخونة واهمية ، كان السؤال المطروح: لمن يتحدث هؤلاء؟ وأين الجمهور الذي يتوجهون اليه؟ ولماذا لا يخرج صوتهم الى خارج القاعات المغلقة؟ وهل الاعلام - وحده - مسؤول عن عدم وصول الخطاب الى من هم بحاجة الى سماعه وفهمه أصلا؟

على الأغلب ، يلتقي هؤلاء الذين يشكلون (عقل) الأمة ووجدانها على أرضية مشتركات كثيرة ، ويكادون يتفقون على الاصول كلها وقد يختلفون في بعض الفروع او الاجتهادات ، بمعنى ان قاعدة (الاعتدال) توحدهم على خطاب واحد ، ومنهجية تفكير واحدة ، وتصورات واحدة ، وكان يمكن - بالطبع - ان تضم هذه اللقاءات بعض الذين يختلفون معهم سواء كانوا من الغلاة او المتشددين ، لكي تكون ثمرة الحوار بعضا من الاقناع او التجسير في المواقف ، أو التأثير في (الافكار) لكن ذلك قليلا ما يحدث ، وكان يمكن ان يستثمر دعاة الاعتدال والباحثون عن روافع تصد موجة (العنف) القادم هذه اللقاءات لتوسع دائرة (الاعتدال) على مستوى الجمهور المسلم ، او لتوضيح حقيقة الاسلام الغائبة احيانا عنهم.. أو لايصال صوت الاسلام (الحر) الى الآخر المنصف الذي يريد فعلا ان يرى الاسلام كما هو.. لا كما تروج له بعض الدوائر.. أو يرسمه بعض المتشددين.

حين اتابع بعض ما يثيره علماؤنا من قضايا ، وما يطرحونه من تصورات ، اتمنى من اعماقي ان يكون الجمهور المسلم حاضرا ومستمعا لما يدور ، وأقول في نفسي: لماذا نسمح لدعوات وخطابات المتشددين ان تصل بسهولة الى جمهورنا ، ولماذا (تتطوع) فضائياتنا ببثها وتحليلها ومناقشتها.. في الوقت الذي نصد فيه الابواب امام خطابات المعتدلين وبحوثهم ودعواتهم وفي الوقت الذي نتكلف فيه بجمع هؤلاء النخب واستكتابهم واستشارتهم.. فيما يظل صوتهم حبيس القاعات.. وتوصياتهم طي الكتب.. وأصواتهم لايكاد يسمعها الا من حضر.

هذا دور الاعلام بالطبع وتلك مسؤوليته ، ولكن الا يتوقف ذلك على ارادتنا السياسية والمجتمعية في التمهيد لاعادة الدور المفقود لعلمائنا في حياتنا وواقعنا.. واعادة الثقة بهم لدى جماهيرهم التي تبحث عنهم و لا تجدهم.. وقبل ذلك تمكين مؤسساتنا الدينية والفكرية من الحضور والوصول.. واعطائها مزيدا من الهيبة والتميز.. والقدرة على التأثير في الناس بلا تدخل من هنا وهناك.

لقد اتفقنا - او هكذا يبدو - على ان معالجة الفكر المنحرف او الكلمة الجارحة المدمرة ، لا تتحقق الا بالفكر المقنع الصحيح ، والكلمة الطيبة الصادقة.. وانطلاقا من هذه الرؤية كان يجب ان نكسر الحاجز بين من يتصدى للعلاج ، وهم نخبة العلماء والمفكرين ، وبين من يبحث عن الدواء ، وهم من جمهور المسلمين.. لأن اللقاء وجها لوجه ، والحوار بين المتقابلين بكل الحواس ، هو الخطوة الاولى لتجاوز اشكاليات سوء الفهم ، وسوء الظن ايضا.. وقد حدث ذلك - سابقا وحاضرا - على مستوى حوارات اتباع الاديان.. واتباع المذاهب.. وثبت بأن اقصر الطرق للاقناع واشدها تأثيرا هو طريق الحوار ، والمصارحة ، واستخدام العقل وبقية الحواس لمعرفة الاخر والتواصل معه.

لمن يتحدث العلماء؟ لنا جميعا ، وعلينا ان نفتح ابوابنا ليتسنى لنا ن نسمعهم وأن نفهم خطابهم.. وبغير ذلك فان خطاب التطرف والعنف سيبقى الوحيد القادر على كسر حواجز الصوت والوصول الينا بسهولة وحينها لا يجوز لنا ان نترحم على (البديل)؟
(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :