facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بآآآآآآء .. صرخة لم تكتمل .. *مصطفى شحادة ابو العينين

19-01-2015 10:43 PM

هل هذا عنوان مقالة ام ضرب من السخرية أو الغباء ، لا تستعجلوا الحكم – سادتي – فالسراب من بعيد يبدو للظمآن ماء ، وليست الحقيقة تظهر دوما كالشمس في كبد السماء ، ولعلك ان قرأت مقالتي تفيض عينك بالبكاء ، حين تعرف قصة مواطن اسمه زيد أو عمرو أو خالد لكننا سندعوه مجازاً بابي بهاء ، فليس همنا هنا الاسماء ، فحال كل الاسماء واحد وكلهم في الهم سواء ، هو موظف هو سائق هو عامل في مجال البناء ، قد اثقلت كاهله الاعباء ، وقلبت حياته جحيما وشقاء ، هو اردني حتى النخاع هو واحد من الاف الشرفاء ، لم يولد غنيا ولم يسرق من الوطن يوما كما سرقه بعض الاثرياء ، ويدعون انهم مثال الانتماء ، ولا يدفعون مثله فاتورة الماء والكهرباء ، ولا ينقطع عن قصورهم ومسابحهم الماء بصيف او شتاء ، كل همهم اكتساب الملايين والشهرة والاضواء ، واما همه هو فان ينام بكل طمأنينة وهناء ، بلا دين بلا هم بلا عناء ، وان يعيش مستور الحال بلا بذخ او زيادة رخاء ، فعنده ثمانية من البنات والابناء ، وام مريضة قد ترملت لا تنام ليلها قد اعيى بدنها السقم والداء ، تناديه بصوت رؤوم بني اجلسني .. حدثني .. بني لا تنس ان تحضر لي الدواء ، وابناؤه هذا يريد قسط جامعة وهذا يريد معطفا وهذا يريد حذاء ، والزوجة تحثه لا تنس احضار الخبز وما طلبت منك من اشياء ، فليس عندنا شيء للغداء ، فيصرخ وهو خارج من البيت لن انس .. فالهم رفيقي كرفقة السمك والماء ، ويجلس في سيارته القديمة ويخرج محفظته ويتمتم رب استرها معي ولا تشمت بضعف حالي الاعداء ، واخص بالذكر منهم اقاربي والاصدقاء ، فاغلبهم امامي شفوق محب ويطعنون ظهري في الخفاء ، وقولهم مسك وعنبر وفعالهم متلون كالحرباء ، الهي كن لي معينا فانت الرجاء ، ثم يدير محرك سيارته مرة تلو مرة الى ان يشتغل بعد مشقة وعناء ، فحالها من حاله قد تعبت وصارت كجسد تقطع الى اشلاء ، ويدعو الله في سره ان لا يوقفه شرطي ويطلب رخصة الاقتناء ، وينظر الى عداد الوقود فيزداد هما فقد قارب على الانتهاء ، ويتصل عليه دائن الم تعدني بالسداد ؟ فاين الوفاء ؟ ، فيرد بصوت خجول اعذرني سيدي لتاخري بالسداد – قد ضاقت بي السبل – والصبر عادة الكرماء ، يشهد الله اني انوي السداد ولكن ليس في النار للظمان ماء ، فالجيب خاو الا من شيء يسير يسد الرمق بلا ارتواء ، ويسير في الشارع والافكار تغدو وتجيء في ذهنه كانها ورقة شجر يلعب بها الهواء ، كيف ومن اين ومتى وهل ولكن بلا جواب يكون فيه لما في الصدر شفاء ، ورغم انه وقت الظهيرة الا ان سواد الافكار جعل النهار عليه كالمساء ، وعاد الى بيته محملا لا بالهدايا لاطفاله بل بأحمال امثاله من البؤساء ، خبز .. زعتر .. فاصولياء ، ولم ينس ان يشتري لامه الدواء ، منفوض الجيب لكنه شاكر لله في السراء والضراء ، ويفتح باب البيت يلقاه صغيره ابي هل احضرت لي لعبة كابن جيراننا علاء ، فيبتلع ريقه ويضمه الى صدره لعله يكون لحزنه جلاء ، وتحبس الدمعة في عينه فصعب على الرجل البكاء ، اجرة البيت .. قسط الجامعة .. المعطف .. الحذاء ، كلها طلبات قد تأجلت ووضعت على القائمة السوداء ، وزيادة على ذلك يخبروه قد نفذ الغاز والكاز ووصلت فاتورة الماء ، وهذا انذار من الجابي بقطع الكهرباء ، والوالدة بحاجة ليراها الاطباء ، يترك طفله ويشعر ان الدنيا تدور من حوله ويرفع نظره الى السماء ، يدعو الله متاملا ان لا يرد له دعاء ، وتسقط من يديه ما كان يحمل بهما من اشياء ، ثم يسقط ارضا انهكته المطالب واصابه الاعياء ، سقط جمل المحامل كسفينة اشتدت بها العواصف والانواء ، ويتمتم بالشهادة مرارا ثم يدعو : اللهم ارفع عنا البلاء ، وارحم حالي وامثالي من الضعفاء ، وجنبهم تسلط من لا يرحمهم من السفهاء ، ولا تدعهم يزيدوا علينا القهر ولا يرفعوا سعر الكهرا - ثم يخفت صوته وباالكاد تسمعه وهو يلفظ انفاسه الاخيرة ليتم قولها – باااء .

يرحمك الله يا ابا بهاء غدا بعد الدفن تفضلوا للغداء ، والمدعون هم الاعيان والنواب وهيئة الحكومة من السادة الوزراء ، على لحم بلدي لكنه ليس لحم ضأن بل لحم المواطنين الفقراء ، والمرق من عرقهم ومن الدماء ، فانتم جميعا بلا استثناء ، كنتم في قتله شركاء .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :