facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أوكرانيا شرقاً .. وديموقراطية النار


د.حسام العتوم
29-01-2015 02:51 PM

لم تعد (كييف) باراشينكا التي تمثل التيار البنديري المتطرف تقتنع باتفاقية بوتين الداعية لوقف القتال وإطلاق الحوار بين السلطة والمعارضة في البلاد الأوكرانية..

كما لم تعد تؤمن بالسلام والحوار ووقف النار تحت المظلة الروسية التي عملت ولا زالت من أجل تقديم مساعدات إنسانية تموينية وعلاجية لأهالي الشرق والجنوب المنكوبين، ومن أجل إيجاد حلول وسط ترضي سلطة (كييف ) وأهالي ( دانيسك ) و ( ماريبول ) وما يحيط بهما من سكان موالين لها بهدف المحافظة على أوكرانيا الجارة المستقلة صديقا لها لمنع وقوعها تحت إغراءات الغرب الأمريكي العامل لتحويلها لقاعدة عسكريـة لحلفهم ( الناتو ) على مقربة من الحدود الروسية وبشكل مواجه لسلاحها، وللمحافظة على مكانة اللغة الروسية كلغة ثانية بعد الأوكرانية الرسمية والتي هي لغة شعبية يتكلم بها الرئيس الأوكراني الجديد نفسه ، وهي لغة المعامل والمصانع والإنتاج أيضا ، ولوقف الهجرة والقتل والدمار والرعب، وتبــدو ( كييف ) راغبة أكثر في اشراك أمريكا إلى جانب أوروبا وروسيا في حوارات جنيف وتجاوز حوار مينسك / بيلا روسيا ، وهو الأمر الذي يقودنا للتفكر بضرورة رفع أوراق المسألة الأوكرانية برمتها لمجلس الأمن ولمحكمة الجنايات الدولية على غرار المسألة الفلسطينية التي تواجه الآن أزمة مشابهة من حيث التعقيد الإسرائيلي لها وتحت مظلة أمريكية منفردة وبعيدة عن أنظار مجلس الأمن والمحكمة الدولية وهكذا أريد لها أن تكون خاصة بعدما لاحظنا ( الفيتو ) الأمريكي والأسترالي يلاحقها هناك بدلا من إيجاد حل جذري لها، وهي أي ( كييف ) الجديدة لا تستطيع ومهما حاولت أن تجدف باتجاه الاتحاد الأوربي وأمريكا أن تعيش خارج الفضاء الروسي المساند لها بالكهرباء والفحم والغاز وبأسعار تفضيلية ، ومحاولة شرائها للفحم الأفريقي بسعر مرتفع أثبت فشله على مستويين أولهما ضرب سوق الفحم في الشرق الأوكراني والثاني عدم صلاحيته لإنتاج الغرب الأوكراني ومصانعه.

( كييف ) تنفذ الآن سياسة أمريكية هادفة لتفريغ الشرق والجنوب من السكان وتشريدهم باتجاه روسيا التي تحتضن الأن أكثر من مليون لاجئ منهم وعينها فقط على ضم جغرافيتهم ومصانعهم وتوحيدهم عنوة مع الغرب الأوكراني للحصول على مساعدات مالية أمريكية كبيرة وغربية سريعة وفي المجال العسكري أيضا ، والملاحظ هنا بأن الجيش الأوكراني الرسمي في معظمه غير راغب بالقتال شرقا ضد أهله وناسه ولهذا هو يعتمد على المرتزقة القادمين من أوروبا وسط صراخ أمهات الجنود الأوكران الرافضات للحرب ولمشاركة أبنائهن الشباب بها ، وفي المقابل نلاحظ عبر وسائل الإعلام المختلفة كيف يتصرف الرئيس يوري باراشينكا بدم بارد مع حجم القتل والتشريد شرقا في بلاده ، وكيف هو يدعو لنعتهم بالإرهاب ويشارك في مسيرة فرنسا ضد الإرهاب في نفس الوقت الذي تطاول على حياة عدد من صحفيي مجلة ( شارلي إيديدو ) تاريخ 8 كانون الثاني 2014 بسبب تطاولهم على الإسلام ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو الإسلوب الإرهابي الذي يرفضه الإسلام نفسه ويرفض معه الرسومات الكاريكاتورية المسيئة والتي تعتبر بنظرنا سخيفة ورخيصة لا تستحق الالتفات لها وبأنها طالت هيبة فرنسا الدولة ذاتها .
الخيارات المتاحة أمام أهل وسكان شرق وجنوب ( أوكرانيا ) الذين يواجهون الرعب والعنف والقتل والدمار والنار والتشرد بصدورهم العارية وبما يتوفر لهم من سلاح سوفييتي سابق ومؤازرة من متطوعي روسيا وآخرين غيرهم عسكريين متقاعدين راغبين بالعمل والمساندة لكي لا يتم سحق ناسهم أولى الخيارات هي أن يجهزوا رجالهم الموجودين ويعيدوا المتشردين منهم شرقا للدفاع عن أراضيهم وأهلهم للمشاركة بذلك من دون إحراج روسيا أمام الغرب وبإمكانهم طلب السلاح من دول العالم وليس بالضــــــــــــــــــــــــــرورة من روسيـــــــــــــــــــــــــــــــا ،
والخيار الثاني يؤشر باتجاه احتمال وقوع انقلاب مضاد يعيد اعتدال السلطة في ( كييف ) بعدما انحرفت بعد صعود قائدها الجديد باراشينكا من تحت أكتاف سلطة يونوكوفيج المعتدلة ولكن من دون تدخل روسيا لكي لا تعود أوروبا ومعها أمريكا أو بالعكس إلى لعبة الاتهام لها، والعقوبات الاقتصادية التي أصبحت ترتد عليهم كلما تصاعدت وسط الحرب الباردة الجديدة التي واصلت عملها بعد توقف الأولى السوفيتية الغربية ، وهي التي ترفضها روسيا جملة وتفصيلا ويحرك نيرانها الغرب متهما روسيـــــــــــــــــــــــــــا بها في الوقــــــــــــــــــــــت ذاته ،
وثالث الخيارات يكمن في إجراء استفتاء شعبي في الجانب الشرقي والجنوبي من أكرانيا من دون تدخل من طرف ( كييف ) أو تزوير له ومن دون تدخل من طرف روسيا بالذات حتى لا تتهم بذلـــــــــــــــــــــــك وتبدأ العقوبات بالتجدد تجاهها ، وإذا ما أجرينا مقارنة سريعة بين غرب وشرق أوكرانياسنجد بأن العاصمة ( كييف ) هي بيد الغرب وبأن سلة الخبز بيد الشرق ، وإذا كان الرئيس بوتين قد وصف بالأسد الحقيقي في دمشق وقضيتها الدموية فإنه كذلك إلى جانب الشرق الأوكراني وبذكاء تجعله يبقى باب الحوار مفتوحا مع ( كييف ) لضمان ترجيح فوز سياسة بلاده روسيا المتعاطفة مع أهل الشرق والتي تعتقد بأنها عادلة ومسالمة ورافضة في نفس الوقت لتحول أوكرانيا الدولة إلى أشبه بسفينة ( تيتانيك ) الجاهزة للغرق في المحيط الأوروبي والأمريكي وبلا ثمن ، وفي المقابل أيضا فإن ( كييف ) ومن خلفها أوروبا ومظلتها الأمريكية يخشون تكرار سيناريو اقليم القرم / الكريم الذي أعادته موسكو لغمدها بقوة القانون ولم تحرك عسكريا واحدا من أجل ذلك ، وهو الأمر الذي تؤكده روسيا بأنها غير طامعة في شرق أوكرانيا لكنها راغبة في إنقاذه من الدمار والتبعية للغرب حالة اندماجه قسرا مع سلطـــــــــــــــــــــــــــــات (كييف ) ، وحري بنا أن نعرف هنا بأن 70 % من اقتصاد أوكرانيا يقع هنا في شرقها حيث مصانع الأسلحة في مدينـــــة ( خاركوف ) والفحم الحجري في مدينيت ( دانيتسك ) و ( لوقانسك ) ، ومعظم سكان الشرق من أصول روسية ويتكلمون الروسية وهي لغتهم الأم إلى جانب الأوكرانية الرسمية للبلاد ، وستبقى روسيا بالنسبة لهم البيت والملاذ الدافئ .
البحث عن الحقيقة وما وراءها هو الشغل الشاغل لروسيا منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية الدموية وسط فقدان الثقة بماكينة إعلام العديد من دول العالم ومنها الأوكرانية والغربية بطبيعة الحال ، فلقد كشف التقرير السنوي لحملة الشارة الدولية لحماية الصحفيين ومقرها جنيف وطبقا لتحديث التقرير عام 2014 بأن أوكرانيا جاءت بالمرتبة الخامسة بمقتل ( 9 ) صحفيين منهم ( 4 ) صحفيين روس ، ولا زالت درجة الكراهية لروسيا في غرب أوكرانيا عالية ، ولا زال الروس يوجهون أصابع الممارسات الفاشية بوجه سلطــــــــــــــــــــــــــة ( كييف ) وجيشها رغم الحوار السياسي والدبلوماسي بين روسيا وأوكرانيا عالي الشأن الذي يقوده بوتين ووزير خارجيته لافروف مع راباشينكا ووزير خارجيته كليمكين . وشكرا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :