قامت الثورة الصناعية في الفترة 1750-1850 حيث التغيرات في الزراعة والتصنيع والتعدين، والنقل ، والتكنولوجيا وكان لها تأثير عميق على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في الوقت التى بدأت فيها فى المملكة المتحدة ، ثم انتشرت بعد ذلك إلى جميع أنحاء أوروبا الغربية ، أمريكا الشمالية ، اليابان، وأخيرا إلى بقية دول العالم.
اما الثورة الصناعية الثانية فكانت في النصف الثاني من القرن العشرين وكانت ثورة تكنولوجية شهد العالم على اثرها تطورات صناعية سريعة ، تلاها الثورة الرقمية، وهي ثورة العصر الحالي .كل الثورات السابقة كان وقعها على العالم الغربي تحقيق المزيد من التطور والابداع والتغير، كما كان لها وقع في العالم العربي حيث ادت الى البدء في التصنيع ولو على استحياء فأنتشرت الصناعات البسيطة، وبقي العالم العربي يعاني من فجوة معرفية سببها ان الانتقال من المجتمع الزراعي الى مجتمع صناعي كان بطيء فكيف في الانتقال نحو صناعة التكنولوجيا والثورة الرقمية، فبقينا للأسف مطبقين ومستخدمين للتكنولوجيا، ولكثير من الصناعات الاخرى، دون الدخول بمجال صناعة التكنولوجية بشكل واضح فعَال .
ومع هبوب رياح التطور والتغيير في العالم، وصلت الى عالمنا العربي فكرة قيام الثورات، فقامت الثورات العربية والتي سميت الربيع العربي واتسع نطاقها وامتد أثرها إلى اغلب الأقطار العربية ليقلب الموازين ، في محاولة قوية كان يحكمها كما اعتقدنا بدايةً إرادة الشعوب في تغيير المصير والأجندات ورفض الظلم والاستبداد، الا أن هذة الثورات وبعد اربع سنوات من بدئها وللأسف الشديد لم تحقق أيً من اهدافها !! بل وفشلت في تحقيق أي أثر ايجابي، فبدل أن تحقق تطور هدمت ، وبدل الاستقرار انتشرت الفوضى ، وبدل السلام قامت الحروب.
والسؤال الذي يدور بذهني، لماذا لم نتبنى اسلوب الثورات العلمية الصناعية طمعاً بالتطور والنمو! لابد من وقفة مع الذات، وطرح سؤال هل هذا اسلوب الثورة التي نريد!
لتلمع الاجابة كضوء الشمس، ما نريدة حقاً هو ثورة فكر كثورات العالم الغربي الصناعية والتكنولوجية!!
على أن تكون أهم أدوتها التحريض على العمل البناء ، وتشجيع الصناعة التكنولوجية في العالم العربي، وأن يكون هدفها التحول نحو مجتمع المعرفة الصناعي،واقتصاد المعرفة، نريد ثورة رسالتها قادرة على استنهاض الهمم نحو العلم والمعرفة ،العمل والثقافة العربية .
يا من تبنيتم مفهوم الثورات العربية اين انتم ، هل حققتم اهدافكم !!
ما نريده حقاً هو ثورة فكرية تحفز نحو الايجابية والتطور والتعمير في مختلف المجالات ، هذه الثورة التي نريد !!
علماً بأن ادواتها كثيرة ومتوفرة على شكل كمية هائلة من الطاقة على كل فرد استخدامها من موقعه الذي يشغله ،أهمها الطاقة الايمانية، الانسانية القادرة على الرد بحكمة ووعي على كل اساءة يتعرض لها عالمنا العربي واولها الاساءة لرسولنا الكريم صلى الله علية وسلم ، ايضا الطاقة الايجابية القادرة على التشجيع على الخلق والابداع كادوات مهمة للتغيير والتطوير، اضافة الى طاقة جسدية تمتلك الالهام لحب العمل والانجاز ونشر السلام ، واخيراً طاقة عقلية مفعمة بالعلم والمعرفة قادرة على تحويل المعرفة الى عمل ، والاقوال الى افعال .

A_altaher68@hotmail.com
الراي.