فراس الور
سأسكب حمم قلبي الغاضب على العراق و سوريا فداءاً لدمائك الزكية ايها الشهيد والتي حتى لم يتسنى لها ان تروي تراب الارض كباقي الشهداء...لأنها تبخرت من لهيب النار التي احرقتكَ غدراً و كُرهاً بأردن آلهاشم الطاهر و الأبي و بالرتبة السامية المعلقة على كتفيك...تكاثر من ظنوا أنهم مسلمون عليك و انت بمفردك أعزل السلاح ليثبتوا للعالم كله أنهم جبناء لا يقدروا إلا على غدر الشجاع و طعن البواسل بظهورهم خوفا من مواجهتهم وجه لوجه كالرجال و الهروب من أمام نزال الرجال الحقيقي، ماذا فعلوا بمعاذ؟ أحرقوه؟ لم يحرقوه فحسب بل كشفوا بهذه الحادثة عن أقنعتهم الحقيقية ليرى العالم وجوههم الحقيقية بأنهم ليسوا مسلمين...لأن الخطر على الدولار هو الدولار المزيف و الخطر على المسلم هو المسلم المزيف فهم الحكام الذين ظهروا كبديل ضعيف بدل الدولة العراقية و السورية التي تواجه المشاكل الكبيرة، هم وُلِدوا نتيجة فراغ قوة مؤقت ظهر بعد اعدام الرئيس الراحل صدام حسين و بعد ان قامت الحرب الأهلية في سوريا فلم يستلموا الحكم لأن الناس ارادت لهم ذلك، فآتوا و فرضوا نفسهم في العراق و سوريا و ابتدأوا بذبح الناس بصورة عشوائية من دون تميز بين المسالم و المدني و العدو...ألم يوصي الرسول عليه الصلاة و السلام بعدم ذبح الشيخ و الطفل و النساء اثناء المعارك فبأي حق تذبح الإنسانية على يديهم بهذه الصورة؟ بل حتى طلب من المجاهدين الحفاظ على الاشجار فهل يتم إهمال أوامر الرسول عليه الصلاة و السلام بخلاف اعراف ما توصي به الحوزات الدينية الإسلامية في الأزهر الشريف...بل حتى بالحوزات الدينية حول الوطن العربي؟ هل الصُحُفِيْ المسالم الذي يعمل لنقل الخبر الى صحيفته في بلاده خطر عليهم عسكريا؟ هل مسيحيو العراق و سوريا اعداء لهم و قد أمر عمر ابن الخطاب رضوان الله عليه ان يبني جامع بأكمله بالقدس بجانب الكنيسة حفاظاً على مقدسات المسيحين حنيما دخلها و اقام العَهْد المشهور مع البطريرك صفرونيس؟ خالفوا التاريخ و خالفوا اوامر الرسول عليه الصلاة و السلام و ذبحوا خَلْقِ الله بصورة عشوائية و اقاموا الحدود بغير محلها و بغير محاكمات عادلة و من دون قضاة مختصين بالشرع و علومه و سفكوا دم المسيحين و قد أمر الله بالأيات الكريمة – اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ) صدق الله العظيم، فباي حق يذبحون ما أوصى به الله أنهم الأقرب الى المسلمين؟ أم تناسوا ايضا موقف ملك الحبشة حنيما لجئ اليه صحابة الرسول عليه الصلاة و السلام فأمر بحمايتهم من الوثن و الكفار حينما سمع ما روى القرآن عن السيد المسيح و ميلاده العجائبي و مكانته الرفيعة عند الرسول عليه الصلاة و السلام؟ واه عجبي من الذي يجري،
عملية قتل معاذ هي بهدف الإنتقام، فلا يختلف اثنان على هذا الأمر، و قد أخطأوا بقتله كلياً فكان الأجدر بهم تسليمه الى أهله معافى و مشافى، فهم عسكريا ليس بِنِدْ للجيش المنظم و لقدرته و امكاناته العسكرية، فحتى و ان كانوا من المقاتلين الذين يمتلكون العقيدة و يتمتعوا بعزيمة شديدة البئس العراك وجه لوجه بالمفهوم العسكري المعاصر بات أسلوب قديم تقليدي لا يعد ركيزة اساسية بالمفهوم العسكري المعاصر، فالاسلحة اصبحت فتاكة أكثر و هنالك عند الجيش المتطور طيران بالعادة ما يخرج بصورة مكثفة ليقصف بشدة المكان الذي ينوي أن تسيطر عليه فرق المشاة قبل عملية إنزال الجنود، و هذا لَهُوَ جَلِيْ و واضح من الحروب التي رأيناها حديثا بالمنطقة و على سبيل المثال لا الحصر في العراق، في اليوم الأول من الحرب على العراق في سنة 1990 خرج طيران التحالف و نفذ 24 ألف غارة جوية ليصيب الجيش العراقي الإنهاك من الضربات الجوية، لذلك لم يعد قادرا على النزال الأرضي، أظن أن هذه الحرب ستحسم قريبا، و حتى و ان كانت هنالك خسائر بالحرب البرية لن يطول العراك مع داعش اطلاقا بالمقابل، فالجيش الاردني و جيوش الحلفاء متكاملة من حيث العتاد و الأسلحة و العربات المسلحة و الدبابات فأمكانية الحلفاء ضخمة جدا،
تريدون الأردن؟ سيقف في حلوقكم كالشوك لأن ثلث النسمة العمالية الحالية تخدم في الجيش و ثلثها متقاعد في سن يسمح بتجنيده بوقت التعبئة العامة فما عساكم فاعلون ببلد ثلثي نسمته العمالية في الجيش؟ في وقت النفير العام جيشنا قد يصل قوامه الى مليون و نصف جندي...فقد سفكتم دم معاذ لتجدوا مليون و نصف معاذ يتوعدوا لكم بعدم الإقتراب من تراب اردننا الطهور، الأردن قدم الغالي و النفيس في معركة الكرامة فقدمت فرق انتحارية تم تشكيلها خصيصا للإستشهاد ملحمة بطولة عسكريا تميز به جيشنا الباسل بين الجيوش العربية جميعا فداعش ليست الوحيدة التي تتكلم لغة الإستشهاد...و لكن نحن نفعلها بهدف أسمى لأننا نفعلها عن قناعة تامة لندافع بها عن تراب اردننا الثمين...نطلب الشهادة عن قناعة بأنها خير ما نختتم به حياتنا بهذه الدنيا...نطلب الشهادة لأننا نعشق هذا البلد و نقدس العيشة به...و تحكمنا عائلة ملكية نعتز بها...نطلب الشهادة لكي لا يحكمنا من لا نرضى به...فإما حياة تسر صديق و أما ممات يغيظ العدى...لذلك نطلب الشهادة كي لا يحكمنا من لا ترضى به كرامتنا و عزة نفسنا كاردنيين، افهموا ان الجيش الأردني لا يخاف الموت...لا يخاف ناركم التي أردتم اخافتنا بها، فالجيش مهمته القتال العسكري و القتال منهج حياة بالنسبة اليه و الإستشهاد هدف يسعى اليه دفاعا عن وطن نراه كالذهب النفيس بين ايدينا لا رفاه يختاره بإرادته...فحاربنا بالكرامة و صمدنا خير صمود بوجه الأسلحة الفتاكة التي كانت بين يدي الجيش الإسرائيلي و فزنا بالحرب و فرضنا شروطنا بها و قدمنا كوكبة من الشهداء بكل صدر رحب فداءا للأردن، ماذا قعلتم مقارنة مع ما حققناه كجيش عربي له تارخ مشرف، حرقتم معاذ رحمه الله الذي كان أعزل السلاح؟ خالفتم اوامر رسول الله في الإسلام؟ اضطهدتم من أمر عمر ابن الخطاب بالحفاظ على مقدساتهم المسيحية؟ لا ارى بكم المسلم إطلاقا...لأنه لو ما تفعلون هو الصواب لهاجر الى مناطقكم باقي المسلمون الذين يقطنون في الخليج و بلاد الشام و شمال افريقيا...