عمون - محمد الخوالدة - لم يكن يدور في خلد ام وليد ان شربة الماء التي طلبها زوجها الخمسيني ابو وليد هي آخر طلباته منها، ولم تكن تعلم ايضاً أن اول رشفة من كأس الماء الذي جلبته له هو آخر ما تذوقه ابو وليد في هذه الدنيا الفانية، غصّ ابو وليد بالماء فما لبث أن خرّ مغشياً عليه إلا من نفس متهدج وعينين شاخصتين.

ظنت أم وليد التي استنجدت بباقي افراد الاسرة وحتى بالمجاورين ان المرحوم الذي قالت انه لم يسبق ان شعر باي عارض مرضي قد أصيب بنوبة قلبية او بعارض مرضي شديد افقده الوعي، حاول الجميع اسعاف ابي وليد فما افلحوا فنقلوه إلى المستشفى الذي بادر الاطباء المناوبون في قسم الطوارىء فيه الى اجراء ما يلزم لافاقة المرحوم من غيبوبته الا انه ما لبث ان فارق الحياة رغم ان المداخلات الطبية التي اجريت له لم تشر الى أي عارض مرضي وان الوفاة نجمت عن غصة بالماء.

نعم، لكل اجل كتاب، واجل المرحوم ابي وليد الذي قدره الله تعالى له رسمته رشفة ماء ما يعني ان الموت اقرب للانسان من حبل الوريد وان أي عارض بسيط قد يكفي لقتله فهل من متعظ؟