facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وادي رم .. دهشة "1916"


24-03-2015 12:20 PM

عمون - أيهم العتوم - على صوت صهيل الاصايل ووثبها ورمال الصحراء وغبارها، كانت صرخات الفرسان تدوي في الجبال التي تحيطنا ويقترب الفرسان والهجانة نحونا ونحن على متن القطار ويحملون بايديهم علم الثورة العربية الكبرى لنعيش تجربة تحاكي تلك الفترة الزمنية خلال جولة سياحية صبيحة يوم الجمعة 20 آذار عبر الرحلة رقم 1916 في وادي رم.

انطلقنا برحلة أشبه بقصة تاريخية تروي قصة بطولة تدور احداثها بقلب الصحراء الاردنية في "وادي رم" لتعود بِنَا الشركة الاردنية لاحياء التراث الى ارث الآباء وتضحيات الاجداد.

مشاعري كانت بذلك اليوم معتقة بحب وطن تفوح منه رائحة الياسمين وتداعبه حبيبات مطر تكمل مشهدية فارس بدوي بانتظار عشيقته ترد عين الماء على الدوار السابع.

بدأت رحلتنا بهمسات وضحكات صباحية مع مجموعة من النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي في الرحلة التي نظمتها الشركة الاردنية لاحياء التراث إحدى شركات صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة ضمن برامج الهيئة في الترويج للمواقع السياحية.

يقول المثل ان اول الغيث قطرة ولكن برحلتنا كان اول الغيث "سيلفي" لنعلن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي اننا نتوجه لنشاهد قصة انتصار تحمل عنوان "رحلة عبر 1916".


بدأ جميع الناشطين مشكورين على تغريداتهم بكل ما اوتوا من قوة انستغرامية وفيسبوكية وتويترية عن الرحلة ليكونواً بذلك رديفاً يدعم السياحة بالأردن من خلال تسويقها الكترونيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

بينما الجميع كان منهمكاً بأفكاره ويخبر متابعيه بما تيسر عن اجواء الطريق وفي حين كان سائق الباص يتطلع نحو أفق الطريق الصحراوي لا أدري لماذا شعرت بأن الباص سفينة صحراء وبت انظر الى كل الأماكن "بعين الباحث عن الحنين".

في منتصف الرحلة وتحديدا بالقطرانة كان لابد من استراحة المحب وتجاذبت أطراف الحديث مع نائب مدير عام الشركة مؤيد ابو رمان، وحدثني انه انطلاقا من الرؤية الملكية السامية في تطوير القطاع السياحي في المملكة تم تأسيس الشركة التي قام صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية بدعمها في 2010.

ما زلنا في الثلث الأخير من اللهفة في سفينة الصحراء لنقترب من الوصول حيث قلوبنا تتعلق على أعالي رم وجبالها هناك حيث قمر يتلألأ وسماء فسيفسائها نجوم تنير درب السياحة العالمية للأردن.

عندما وصلنا رم تأملت طويلا بلون رمال الصحراء الناعمة وثناياها وتعرجاتها التي تخط قصة تاريخ خالد ويقول "سجل انا بدوي" انتشيت لهذا الشعور الناتج عن منتج سياحي فريد يجسد الأردن كخيل عربي أصيل مزركش بما يزيد عن 20 الف موقع سياحي.

اول محطة لنا كانت على هدير صوت قطار سكة حديد الحجاز وما لفتني الجبال من حولنا فمن جهتها الشرقية رأيت صقراً يحوم تتبعته كقناص صحراوي متمرس، وإذ بي المح الهجانة والفرسان بلباس الثورة العربية الكبرى فوق خيولهم وجمالهم لثواني لألتقي بتلك اللحظة مع نفسي وجها لوجه.

ذهبنا بالقطار لمسافة 15 كم والجميع مندهش وازددنا دهشة عندما رأينا الجنود الذين برفقتهم يرتدون أزياء الجيش العثماني من الفترة الزمنية 1916 التي تحمل اسم هذه الرحلة لتشكل قصة تاريخ مرئي في العام 2015.

انشغل الجميع بالقطار وما حوله من تضاريس تارة متأملاً واُخرى مصوراً ونحن بمنتصف الطريق اذكر في تلك اللحظة التي ميزها عامودية الشمس التي تداعب الصحراء، استوقفت القطار مجموعة من الفرسان والهجانة ليبدأ سرد استعراضي يجسد بعض احداث الثورة العربية الكبرى وقام الهجانة بإنزال البعض من القطار ولحسن حظي انني كنت من ضمن هؤلاء.

انتقلنا من القطار الى العربات القديمة التي ترافقها الفرسان بلباس الثورة العربية الكبرى لينقلونا الى بيت شعر وعاد بي الزمن لما قبل ان أولد لكنني ولدت مشهديا على صوت صهيل الخيول الخيول ووجوه فرسان أنعشها حب البداوة.

المشهد التمثيلي يتحدث عن قضوة عشائرية مكتملة العناصر تجسد موروثنا الثقافي فكنت انا من ضمن المأسورين عند "عمي الشيخ" وجاء البقية للتفاوض، لحظتها تيقنت أنني سأخرج من احتباس الكلمة الصحفية وصرخ اللاواعي بداخلي "يا عمي الشيخ يا عمي الشيخ" وهو يتحدث اقعد انت أسير.

شاهدنا نحن ونشطاء التواصل الاجتماعي من جنسيات دولية كيف كانت القضوة العشائرية في تلك الفترة وما هي العادات والتقاليد التي يمارسها البدو ليجسدوا زمن الحكاية وحكاية الزمن.

انتهى المشهد ولكنه لم يزل بالذاكرة بومضات اكدها العمل المؤسسي والكادر المتفاني القائم على هذا المشروع الذي يتحدث عن نفسه ويقول "انا هنا في وادي رم" انتظر زيارتكم.

والموقف الذي صادفني بالختام ورفع من مخزون دهشتي خلال توجهنا للاستراحة انني على وقع الصدفة التقيت الصديقة الأعز سارا ليحمل وادي رم كثافة استثنائية تقودني لان انهي قصتي بها.

ويذكر ان هذه القصة تمدرج ضمن مشروع صحفي لدعم وتشجيع السياحة في الاردن ساتحدث عنه لاحقا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :