facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




طاهر المصري *د.خالد جويعد ارتيمة

26-03-2015 01:28 PM

(ما تعاملت مع إنسان اشرف منك يا طاهر المصري)
من اقوال الراحل الكبير الحسين بن طلال

هي كلمة تغني عن أسفار من الثناء، وتعداد المناقب، وهذا أعلى وسام تقلده أي مواطن أردني، معنى الشرف العُلُوُّ والمجد، ويشير الى السمو الأخلاقي والعقلي.

ومن بديع ما قاله دولته كلنا أردنيون عندما يتعلق الأمر بالأردن وكلنا فلسطينيون عندما يتعلق الأمر بفلسطين، وعند هذه الكلمة أتوقف احتراماً وإجلالاً لدولة طاهر المصري، هذا كلام أجلى من الشمس، وأوضح من النهار.

هل قرأتم مقالهُ (على ماذا نختلف) وهنا أقتبس من مقال دولتهِ "نحن أحوج ما نكون فيه إلى تعظيم التماسك الاجتماعي والبحث عن القواسم المشتركة وليس الفوارق المشتركة، وتعزيز مقومات وحدتنا الوطنية في مواجهة اخطار جسيمة تتهددنا جميعاً ولن تستثني أحداً منا" انتهى الاقتباس، هذا المقال لم ينل ما يستحقه من التحليل والدراسة من قبل الباحثين الاجتماعيين والسياسيين والوطنيين، والحريصين على تماسك الوحدة الوطنية، فأهِيبُ بأهل العزائم والهمم والوطنية أن يجعلوا هذا المقال نبض قلوبهم ودليل حياتهم، ولاسيما من قدر لهُ أن يقود جماعة، أو يأمر بمعروف، أو ينهى عن منكر، أو يتحمل مسؤولية، مقال كأنه غيث مُنهل على ارض مجدبة، أو قطرات الندى فوق ازاهير الرُبى، هذا المقال يكشف عن علم طاهر المصري وعن خبرته الكبيرة، والمتراكمة، ورؤيته الثاقبة لما يمكن أن تؤول إليه أمور الناس لو سارت على نمط يخدم المغرضين أعداء الوطن، في مقاله كأنه يقول لنا جميعاً لا يجوز لاي انسان ان يقول كلمة واحدة تشق صفوف الاردنيين، وتباعد الهوة بينهم، وتشتت جمعهم، وتمزق وحدتهم، لأن اعداءنا وضعونا في سلة واحدة فينبغي علينا ان نكون في خندق واحد. ان الذي يدعو الى الفرقة والاقليمية والعنصرية لئيم الطبع، دنيء الهمة، مريض النفس، منحرف التفكير، عديم المروءة، ضعيف الديانة، يتقاطر خسة ودناءة.

نحن في هذا الوطن الغالي مطالبون بالاتحاد والتضامن والتساند حب الوطن من الايمان وحُبك لوطنك يعني ان لا تسمع للشائعات حُبك لوطنك ان تعيش للمجموع انتماءك للمجموع يرفع قدرك عند الله وعند الناس، انتماءك لوطنك ان تعطي لا ان تاخذ، وهكذا كان دولة طاهر المصري، يغضب لغضبة الكثير ويفرح لفرحة الكثير لا يعلمون فيما غضب أو فيما فرح، لكنهم يعلمون ان غضبه وفرحه للاردن الوطن والقيادة.

عمل للمجموع مثله لا يُبعد عن المشهد السياسي، صاحب الدبلوماسية العالية، نعلم ان هناك اقلام ماجورة حاولت ان تشوه صورته، ونعلم ان وراء هذه الاقلام ادمغة كبيرة تريد ان تستاثر بالمشهد السياسي وحدها وتجعله مطية لمصالحها، فقبح الله الظالم فردًا كان أو جماعة.

ان المستقرىء لتاريخ هذا الرجل يعلم أنه بالفطرة محب للاردن، كان رئيساً للوزراء في عهد الملك الراحل ورئيساً لمجلس الاعيان في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني، فكان صاحب ولاء وانتماء عظيم للعرش الهاشمي، اجتهد في إرضاء العامة، وسعى في كسب ود الشعب، ومال مع سواد الأمة، لانهم الغيث الماطر، والموج الهادر، وهم فراش الدولة، وغطاؤها وهم الرئة والقلب، واليد والرجل، بهم تُعمر المدائن، وتُملأ الخزائن، وما تطلع إلى السلطة من أجل الوجاهة. كان حريصاً على وجود كَادَرٍ إداري نموذجي مدرب على خدمة الشعب، وليس أشكالا محنطة فوق الكراسي، ووراء المكاتب، اراد ادارة تمتاز بالنزاهة والصلاح، اتبع سياسة تضمن إيصال حقوق الرعية، وإدارة شؤونهم ببراعة، ورعاية مصالحهم بأمانة واستقامة على الدوام، والسماع لشكواهم بدون ضجر، وهذا مما تعلمه من الهاشميين، فبأخلاق الحسين تخلق وعلى يديه ترعرع ومن مدرسته تخرج ومن معينه نهل حتى روى، فحاز كل سبق، واستبد بكل مجد، وأستأثر بكل فضل، طاهر كبير، يمتلك إرادة صلبة، وعزيمة قوية، وإيمان راسخ، وزهد، وبساطة، يعلم ان القلوب جبلتْ على حب من أحسن إليها وبغض من أساء اليها.

يقول دولتة يجب ان تعيش لوطنك لا ان تعيش لصالح انتماءات وهويات فرعية صغيرة تعتمد على صلة الدم أكثر ما ترتبط بالمفهوم العام للأنتماء للوطن يعني ان تعيش للمجموع لأنك عندما تعيش للمجموع فأنت قوي انت رقم صعب هو يريد ان يكون الاردن بجميع اطيافة رقماً صعباً لا رقماً سهلاً على الساحة العربية والاقليمية والدولية. كان حريصاً على هيبة الدولة وحسم كل ما من شأنه أن يضعف قوتها أو يذهب شوكتها لأن بقاء الدولة مهابة الجانب يوفر للناس الاستقرار في معايشهم ويحافظوا على ضرورات بقائهم، وبافتقاد الدولة لهيبتها فإن هذا مؤذنٌ بفساد عريض وشر مستطير، وهو يذكرنا بالتوأمة بين فلسطين والاردن، لأن هذة التوأمة عنصر قوة للشعبين فهناك قواسم مشتركة بين الشعبين الشقيقين، لان الاردني والفلسطيني على ثغر من ثغور الاردن لن يؤتى من قبلهم. طاهر أعجز ببُعْدِ نظره، وسمو قدره، وعلو شأنه، وعظم أخلاقة من يأتي بعده، وفي النهاية تعجز الكلمات العربية رغم ثرائها ووفرة مترادفتها ان تصف طوداً شامخاً مثل دولة طاهر المصري، ولو كان الوقت يسمح لتحدثت كثيرا عن هذه الشخصية العظيمة ولكن خير الكلام ما قل ودل، وهو كلام الحسين ما تعاملت مع إنسان اشرف منك يا طاهر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :