facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مستقبل إسرائيل


د.حسام العتوم
26-03-2015 02:05 PM

بصعود بنيامين نتنياهو وحزبه الليكود إلى سدة رئاسة الحكومة في تل ابيب مجدداً بعد حصوله على (30) مقعداً في انتخابات الكنيست (البرلمان)، يكون الشارع الإسرائيلي المنقسم إلى يمين ويسار قد صوت لدفن السلام مع فلسطين وسوريا ولبنان وباقي دول العرب، والمعرف بانحيازه لتهويد فلسطين التاريخية، ونشر المستوطنات اليهودية غير الشرعية فوق أراضي العرب، والإبقاء على السجون الإسرائيلية مفتوحة، والتغني بالتفوق العسكري التقليدي وغير التقليدي (النووي)، وتقطيع جغرافية الضفة الغربية وفصلها عن قطاع غزة، وتدويل القدس وعدم اعتبارها عاصمة لفلسطين بكامل عمقها العربي الإسلامي والمسيحي، خاصة بعد تأكيد يهودية الدولة ودس السموم ببينها، ورفض حق العودة المقدس عند أهل فلسطين وفي الشرعية الدولية، والتلاعب بورقة التعويض، والاستمرار بسرقة أرض فلسطين عن طريق الشراء الإجباري أو بالاحتيال، وفي السلام مع سوريا ولبنان فرض شروط تعجيزية بشأن الجولان وشبعا.
وهنا لا أتفق مع المثل القائل (سلام ضعيف خير من حرب مدمرة)، وإنما أقول (سلام قوي وعادل يلغي كل الحروب المدمرة للإنسان والتنمية)، وفي كل الحروب التي خاضتها إسرائيل مع العرب من قبل وبعد عام 1948 وحتى العام المنصرم 2014 بعد اجتياحها المجنون لقطاع غزة فهي لم تحقق غير العزلة وسياسة (القلعة) والكراهية لها، وترسيخ العنصرية والنازية وأسلوب الإبادة الجماعية، والتشجيع على التطرف والعنف والإرهاب، وممارسة العنجهية والفوقية والتمرد والخراب والدمار، وفي المقابل فإن أمريكا التي كنا نعتقد الفترة زمنية طويلة بأنها منقادة لإسرائيل وللوبي الصهيوني في مؤسسة (الايباك) وفي (الكونغرس) و(البنتاغون) بدأنا نلاحق نلاحظ بأنها تتغير وتجنح تدريجياً صوب السلام وسط بعض المحطات الشرق أوسطية مثل إيران وما يتعلق بمشروعها النووي السلمي وبعد التأكد من أنه لن يتحول إلى عسكري وبعيداً عن إثارة حفيظة العرب، بدعوتها افتح الحوار مع نظام الأسد في دمشق، وعدم اعتبار حزب الله تنظيماً إرهابياً، والمساعدة في فتح القنوات السياسية بعد الدبلوماسية المباشرة وغيرها بين الأردن وإيران، وغض الطرف عن سيطرة الهلال الشيعي الإيراني على حزمة من العواصم العربية، ورفع يدها عن غرس استعمارها المباشر وغير المباشر لبلاد العرب، وزيادة جرعة مساعداتها التنموية والمالية المباشرة وتزويدهم بالسلاح وفنون التدريب المواجه لمواجهته، رغم وقوعها في دائرة الاتهام بصناعته.
واحتلال إسرائيل لأراضي العرب وهي التي أقامت لنفسها كياناً عنصرياً ودولة عدوانية غير شرعية على أرض فلسطين التاريخية والمعاصرة والجولان ومزارع شبعا لن يشكل لها سلاماً على غرار الذي وقعته مع مصر والأردن بسبب أن سوريا ورغم غرقها في وحل الإرهاب الدامي نتيجة جنوح نظامها للحلول الأمنية الرجعية وتقديمها على السياسة الحضارية وسط بدايات ربيعها وبعد ذلك ترفض حتى الساعة توقيع سلام مع إسرائيل بشروط مجحفة، وكانت ترفض الحرب معها من دون عمق عربي، والآن بالطبع هي في أزمة خانقة مع المعارضة في الداخل والخارج ومع إرهاب الطابور الخامس من (نصرة وداعش) وغيرهم، وكذلك الأمر بالنسبة للبنان الذي يعيش حالة عدم استقرار غير مسبوقة في الشأن السياسي تحديداً لعدم قدرته على تنصيب رئيس دولة وهو المحتاج لنظام ملكي دستوري مريح كما أعتقد – يبعث الاستقرار ويمنع التدخل الخارجي وخاصة السوري، وكذلك رفض حزب الله المقاومة والعسكرتاري المحسوب على إيران توقيع سلام أيضاً مع إسرائيل بشروط أساسية إلغاء سلاحه وتحوله إلى حزب سياسي.
والخطأ الإستراتيجي المتعمد الذي انتهجته إسرائيل ولا زالت في شأن صراعها مع العرب في قضايا احتلالها يكمن في ابتعادها عن قرارات الأمم المتحدة وكذلك مجلس الأمن وإعاقة عملها ذات الوقت حالة تحرك العرب نحوهما للبحث عن محامٍ عادل، وامتهان وضع قضاياها الشائكة في السلة الأمريكية المثقوبة والتي تناسبها وتساعدها للإبقاء على احتلالها دون أي خدش من أي طرف خارجي آخر غير آخذة بعين الاعتبار بأن العالم تغير بعد سقوط حائط برلين عام 1989، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، وبأنه أصبح يتجه خارج إطار نظام أمريكا نحو هدف بناء الأقطاب المتعددة المتوازنة والمتعاونة، واليوم أصبحنا نشاهد دوراً قوياً لروسيا وللصين ولإيران ولتركيا ولأوروبا في المشهد السياسي العالمي ومنه في شرقنا؛ يتساءل مصطفى الحمارنة في كتابه (العرب في الإستراتيجيات العالمية، ص29): (هل سيكون النظام العالمي الجديد أدعى للسلام والاستقرار؟ أو أنه سوف يكون قريناً للفوضى والحرب؟ وعما إذا كان سيوفر للبشرية ظروفاً أفضل للتنمية والتقدم، أو أنه سيكون مدعاة للتخلف والفقر)، وبالطبع المقصود هنا مرحلة ما بعد الحرب الباردة، فهل ستصحو إسرائيل من سباتها العميق أم أنها تعتبر نسفها تعيش في صحوة دائمة غبية؟ هنا يكتب أيضاً زبيغنيو بريجينسكي في كتابه (الاختيار – السيطرة على لعام أم قيادة العالم، ص12): (التاريخ سجلّ للتغيير، وتذكره بأنه لا شيء يدوم إلى الأبد، لكنه يذكّرنا أيضاً بأن بعض الأشياء يدوم لمدة طويلة، وأنه عندما يزول، لا يعاود الوضع السابق الظهور ثانية، وهنا ما سيكون عليه أمر التفوق العالمي الأمريكي الحالي.
وعلى (إسرائيل) أن تراجع حساباتها ودفاترها القديمة ابتداء من إنجيلها المزور وانتهاء بأخطاء قراراتها المتتالية السابقة والمعاصرة التي دفعتها لشن حروب ضد العرب واستهداف المواطنين المسالمين منهم في عزة وجنوب لبنان وفي الجولان ولتصنيفها عالمياً بأنها دولة إرهاب منظم يفوق ما قامت به ولا زالت عصابات داعش الإرهابية والنازية وسط العرب اليوم، وعليها أن تعرف بأنه سيأتي زمن تُرفع فيه الحصانة الدولية عنها بعد ثبات عالم الأقطاب المتعددة وتراجع القطبية الأحادية وعندها ستقدم للمحكمة الجنائية الدولية لا محالة؛ يقول قانون هذه المحكمة في كتاب المستشار شريف عتلم منسق الصليب الأحمر، ص23) بأن جرائم الحرب تشمل المعاملة السيئة للسكان المد.نيين في الأراضي المحتلة وقتل أو سوء معاملة أسرى الحرب، أو التدمير العمدي للمدن والقرى أو التدمير الذي لا تبرره الضرورات الحربية.
والفرصة الأخيرة أمام حكومة نتنياهو التي تسعى لتشكيل ائتلاف وطني بعد استئذان رئيس (دولة) إسرائيل رؤبان ريفلين هي أن تعتدل وتبتعد عن التطرف الأعمى وأن تأخذ العبر من السمعة السياسية الإيجابية نوعاً ما التي حققها لهما اسحق رابين واغتيل على أثرها من التطرف اليميني اليهودي نفسه عام 2005، وفي الخاتمة أقول هنا بأن السلام العادل لو تحقق في شرقنا الأوسط لخدم الأجيال كافة وكذلك المستقبل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :