facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




«ذيب» .. من رمضاء الصحـراء إلى شواطئ فينيسيا


26-03-2015 09:56 PM

عمون - - وائل الجرايشة- حينما هممتُ بمغادرة قاعة السينما بعد انتهاء فيلم «ذيب» انتابني شعورٌ بالفخر بهذا المنجزِ الوطنيِ، فالمُنتَجُ أردنيٌ سُوّقَ عالمياً بكفاءات محليةٍ وحصلَ على جوائز كبرى.

لكن تفكيراً ظلّ يلوحُ في أفقي، محوره النكات التي كانت تطلق «سياسياً» عندما ارتفعت أصوات تطالب بجرّ الحياة إلى مناطق مياه الديسي واحيائها بدلاً من جر المياه الى عمان، فتلك الطروحات اصبحت واقعاً لكن بالجانب السينمائي، فـ»الديسي» لا تبعدُ سوى كيلو مترات قليلة عن «الشاكرية» المكان الذي صُورت فيه مشاهدُ الفيلمِ.

تساءلت كيف تمكّن منتجو فيلم (ذيب) من صناعة نجوم أردنيين جدد من أهل منطقةٍ لم يخطر ببال أحدهم يوماً أن يقوموا بهذا الفعل، فجاهد هؤلاء الشبان المنتمون للأرض لخلق حالة فريدة عندما استعانوا بأهل المكان ودرّبوهم على التمثيل ولم يأتوا بممثلين محترفين وعلّموهم لهجة أهل المكانِ.

بعيداً عن «النقد السينمائي» حيث له من المختصين القادرين على تشخيص واقع الفيلم، فإن «ذيب» أظهر الكفاءات الاردنية والمعادن النفيسة التي تحتاج من الجهد القليل للكشف عنها.

في فيلم «ذيب» يندفع الى «الدراما» وجوهٌ جديدةٌ لا يعرفها أحدٌ من قبل، وفريقُ العملِ اظهر طاقاتٍ كامنة احتاجت لمن يمنحها الفرصة، فمن كان يتوقع أن هذا الابداع سيتفجر ويصل مداه الى اصقاع العالم.

في تفاصيل صناعة الفيلم يتضح تفاعل اهالي بلدة «الشاكرية» وانفتاحهم وتقبلهم لنقل صورةٍ عن واقع البادية سواءً بشكلها وظروفها الحالية أو ما مضى عليها من عقود حيث مشاهد الفيلم تتحدث عن أيام الثورة العربية الكبرى.

لم يقتصر احترام وتقدير منتجي الفيلم على الاستعانة بممثلين من اهل «الشاكرية» بل أن أول عرضٍ في الاردن لم يكن في دور السينما بعد أن حصد جوائز عالمية، بل كان في ذات البلدة وعلى تلك الرمال الذهبية التي احتضنت مشاهد «ذيب».

من «الشاكرية» طاف ممثلو الفيلم أهمّ المهرجانات السينمائية العالمية من «فينيسا» الى «لندن» و»بلغراد» و»تورنتو» و»مومباي» وفي «القاهرة» و»ابو ظبي» و»بيروت» ، وتزهو صور الممثلين الاردنيين الذين خرجوا من «رمضاء» الارض إلى عرض البحر على شواطىء فينيسا.

ربما بساطة المخرج ناجي أبو نوار وايمانه العميق في بلده مثّلا الحلقة الأهم في جعل «ذيب» نقطة جذب للاردنيين الذين دعموا عمله السينمائي الأهم في حياته حتى الآن، وهو يأمل بأن يستمر هذا الدعم ولا ينضب مع مرور الزمن وهذا لسان حال صانعي الفيلم (المنتجان ناصر قلعجي وليث المجالي، وكاتب النص المنتج باسل غندور، والمنتج المنفذ نادين طوقان).

في وقائع الفيلم يبدو «ذيب» فتى يعكس طبيعة الحياة التي يعيشها حيث يتحدى الصعاب التي تواجهه، بعد أن التحق سراً برحلة شاقة ضمت شقيقه «حسين» ومستجير من «طينة بداوته» لجأ برفقة اجنبي (عسكري بريطاني) إلى مضارب اهل (حسين وذيب) وطلبا أن يدلهما على مكان بئر على مقربة من مكان يحتمي فيه الثوار العرب ضد الاتراك.

الضابط الاجنبي ظل يحمل صندوقاً حاول «ذيب» معرفة كنهه، دون جدوى ليُقتل اخوه وصاحباه على يد قطاع طرق ويبقى وحيداً بين عرصات الارض لا يدري أين يمضي، فيضطر المسير مع قاطع الطريق (قاتل شقيقه) دون معرفة ما يجرى، حيث طلب الأخير من «ذيب» أن لا يخونه بعد أن تقاسما غربة الصحراء ورغيف الخبز.

«ذيب» يدرك لاحقاً أن الصندوق يحمل متفجرات جيء به دعماً للثوار، والذي يبيعه قاطع الطريق –لاحقاً- إلى ضابط عثماني ويدعي امام الضابط العثماني أن «ذيب» ابنه، فيمد الضابط عليه قطعة عثمانية من المال فيرفضها الفتى، ليتلخص المشهد أمامه ويدرك كل ما حيك من مؤمرات منذ أن قرر اللحاق بشقيقه وصاحبيه.
يغادر الفتى الملوع القلعة العثمانية، ويستل سلاحاً كان في خرج «دابة» قاطع الطريق وينتظره عند مغادرة القلعة فيرديه قتيلاً، ليهرع الجميعُ على صوت الرصاص فيرى الاتراك جثة مسجاة أمامهم فينبئهم بصوت خافت «هذا ذبح اخوي»، وفي عقله الباطني يردد «خان وطني وارضي».

في وادي رم صُوّر ذلك العمل الدرامي، وبذات البيئة الاردنية تدهشك كل لقطة من لقطات الفيلم وهم يتحدثون بلهجة البادية الجميلة ويتصرفون تصرفات لا تبتعد عن جوهر حياتنا، وفي مشاهد عالمية خلقتها الموسيقا التصويرية والاخراج ذات اللمسات الهوليودية.

اعتمد المخرج ابو نوار على 90% من العاملين في فيلمه من تقنيين أردنيين، فيما استعان بأجانب في ادارة التصوير واللحن وتصميم الديكور، وبينما كان يشكو أبو نوار سابقاً قلة الدعم لابداعاته فإن من المأمول أن يكون «ذيب» الانطلاقة الحقيقية لمساندته حتى ينقل الاردن الى العالمية من خلال السينما التي حجز له مكانة فيها بعد هذا العمل الرائع.

عن الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :