facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بحث اكاديمي للنائب السردية عن صعود الحوثيين


27-03-2015 02:37 AM

عمون - تنشر "عمون" بحثاً اكاديمياً للنائب ميسر السردية استغرق اعداه 4 شهور بعنوان ( تاثير الصراعات الداخلية والاستقطابات الخارجية في صعود الحركة الحوثيه، تاليا نصه مع المراجع:

تاثير الصراعات الداخلية والاستقطابات الخارجية في صعود الحركة الحوثيه

يشكل هذا البحث جهداً متواضعاً في بيان حقيقة حركة الحوثي وخلفيتها التاريخيه والفكرية والحركية والسياسية وابعادها المذهببية والحركية والسياسيه بعد ان اصبحت هذه الحركة ظاهرة تستدعي التشخيص والدراسه وخاصه بعد استطاعتها بسبب سيطرتها على اجزاء واسعه من اليمن بشقيه الجنوبي والشمال وفي وسط ظروف تتسم بالفوضى والاضطراب في هذا الجزء من الوطن العربي وخاصة اذا ما لاحظنا الى حجم الترحيب الشعبي في بعض المناطق التي تدخلها الحركة التي رافق ظروف نشائتها واتساعها منذ حروبها المتعدده ايان عقد التسعينات في القرن وحتى الان جملة التساؤلات والاتهامات المتبادلة والغامضه والمتعلقه في كافة ظروفها .

احاول في هذا البحث معرفة ما الدوافع ورائها؟ ومن هي الاطراف الحقيقية اللاعبة فيها؟ وكيف جرت الامور من بداية يروزها ووصولها للمواجهات المسلحة؟ وقراءة المواقف الداخلية والخارجية والاتهامات المتبادلة يمنيياً واقليماً وعالمياً حول آلية دعمها؟ وقدرتها على استغلال الوضع الداخلي والفوضى الخارجيه في المواقف والتكتلات السياسية بحيث اصبحت رقما صعبا وكابوسا مرعبا لبعض الدول المحيطه باليمن وهل هي استهلال لعودة دولة الامامه التي اطيح بها في الستينات من القرن المنصرم؟

الفصل الاول:

لمحة تاريخيه عن الصراع المذهبي والايدلوجي في اليمن

]يلاحظ الباحث في طبيعة الصراعات اليمنيه انها كانت دائماً تشهد حروب مذهبيه ايدلوجيه لأقامة الحكم فيها وبذلك فأن معظم ما اقيم من دويلات كانت تستند على مرجعيات مذهبيه وقد تكون البداية مع النواة الاولى للاسماعليه التي انشقت من الفرق الباطنيه وحاولت ايجاد مواطن قدم لها بين اليمنين الجنوبي والشمالي[ حيث شرع الاسماعيليون في الصراع المسلح لأقامة دولتهم واستطاعوا خلال ثلاث سنوات بقيادة ابن الفضل من اكتساح اجزاء واسعة من اليمن والسيطره عليها

ثم انشق عنهم فريق اخر(الاسماعليه) بقيادة عبدالله بن اباض وعرفوا (بالأباضيه) وحاولوا ايضا بالمواجهات المسلحة اقامه كيان اخرلهم.ونتيجة للصراعات الدمويه بين الاباضيه والاسماعليه تشكلت عن طريق تحالف القوى الداخلية الاخرى ما عرف (بالدولة الهادوية) التي استطاعت بالتعاون مع الدولة العباسية التخلص من الباطنية وانقلب الناس على المذهبين الاسماعيلي والاباضي الا ان الانقسامات عادت من جديد لليمن وتدهورت الاوضاع, وعاد انذاك اتباع الاسماعليه الذين كانوا يعملون بالسر للحرب لأقامة دولتهم ونشر مذهبهم مطلع القرن الخامس الهجري.(الجبل,2002,ص38-39).

عقب أفول هذه الدول المذهبية لاقى الفكر الصوفي قبولا عند الناس وخاصة في حضرموت, ومن اسباب ذلك انه وصل مع العلويين الذين عانوا من صعوبات سياسية ابان الدولتين الاموية والعباسية اما الزبدية وهي المذهب الذي لازال حتى اليوم دخلت اليمن بمجمئ الهادي يحيى بن الحسين القاسم الرسمي واستطاع ان يقيم دولة له في صعده شمالي اليمن وبذلك يكون المؤسس الاول للدولة الزيدية ومعه ايضا دخل المذهب الاعتزالي وقد استمرت دولة الهادي الزيدية نحو (11) قرنا وشهدت صراعات داخلية بين الائمة وصراعات خارجيه مع دولة الخلافه او دويلات اخرى حتى انتهت باعلان الجمهورية العربية اليمنيه عام 1962م.

وهكذا نجد ان اليمن كانت موطنا مضيفاً للاديان والمذاهب والفرق الاسلامية التي نشأت في القرن الاول الهجري كما انها ضمت اليها اعرقا مختلفة احباشا وفرسا وتركا وهنودا فأصبح نسيجها الاجتماعي يضم طيفا من التجمعات الدينية والمذهبية والعرقيىه ( الشجاع، 2002 م، ص 141) .

الخارطة المذهبية اليمنية في الوقت الحالي

] تنقسم اليمن حاليا ما بين مذهبين الاول السني الشافعي مع تحفظي كباحث على لفظة مذهب سني والثاني المذهب الزيدي ويتوزعان كالتالي[.

المحافظات ذات الاغلبيله السنية المطلقة وهي محافظاتة الجنوب : المهره وحضر موت وشبوه وابين ولحج وعدن - وتعز والحديده الشماليين- والمحافظات ذات الاغلبيه الزيدية المطلقه وهي صعدة - بحجم دولة لبنان - والجوف وهناك محافظات يغلب عليها السنة مع وجود زيدي وهي البيضاء ومأرب ومحافظات يغلب عليها الوجود الزيدي مع وجود سني وهي ذمار, المحديث, حجة ,امانه العاصمة (كتاب الإحصاء السنوي لعام 1992 م، ص 21 ) .

يلاحظ انه عقب عام (1990) تراجع المذهب الزيدي في المحافظات التي يشكلون فيها اغلبية, ويرجع ذلك لعدة عوامل فيها تاثر كثير في اتباع المذهب الزيدي نتيجة السفر والمعايشة والاختلاط بالمذهب السني وتحولهم اليه بالاضافه لانكماش الزيدية بعد سقوط دولة الامامة ورعاية الحكومة اليمنية لمناهج اعتدالية والانفتاح على العالم الاسلامي وتسسنن عدد من مشايخ القبائل وتضاعف عدد السكان ونشاط المداريس والمراكز الدينية السنية الممولة داخليا واقليما ( الخضري،2006 م، ص 396 ).

المنطقة العربية بين دوامة الصراعات الداخلية والخارجية:

] بما أن بحثنا يتحدث عن اليمن فان ما يجرى بها من احداث ليس بمنأى عن واقع الامة العربية الاسلامية والتي عززت حرب الخليج الثانية بواعث فرقتها بين الانظمة السياسية وشعوب المنطقة بصورة قلبت موازين الولاء من طرف الى اطراف 180 درجة بعد ان كانت الحرب الاولى بين العراق وايران عامل اصطفاف واجماع عربي على الاغلب[.

خلا ل عقد التسعينات وبداية الالفيه تحولت الساحة العربية الى مسرح للاعبين الدوليين والإقليميين وبدا تقارب المصالح بينهم يتجلى شيئاً فشيئا وخاصة عقب احداث الحادي عشر من سبتمر التي لايزال التشكيك في علاقة الادارة الامريكية بها بوجه او باخر يتردد في الاوساط الفكرية والبحثيه في الغرب ذاته, حيث دفعت باتجاه حرب كونيه انحاز فيها الغرب ضد الإسلام تحت شعار الحرب على الارهاب وفي ضوء تعدد تفسيرات الأسلام والفرق المنتسبه اليه كان السؤال ملحا : اي اسلام واي إتباع يقصدهم الغرب؟

قد تكون الإجابة ذات شقين : شق يستند الى ادبيات الغرب في توصيفة الإرهاب فكرا والارهابين افراد, وشق يستند الى الجانب التطبيقي من الحرب الدائرة ضد الإرهاب. ولابد ان نستحصر دوافع الحرب التي اعلنت على العالم الإسلامي وتمثلت في هجمات سمبتر والتي اتهم بها تنظيم القاعدة وحركة طالبان المحسوبين على الإسلام السني.

اما ما يتعلق في اليمن في ظل هذه الصرعات والانقسامات فقد فكت دول الخليج الارتباط معها نتيجة مواقفها السياسية من ازمة الخليج الثانية, واحتلال العراق للكويت مما جعلها مكشوفة سياسيا واجتماعيا ,ومع توفر جو الانفتاح السياسي في اليمن الذي تبنتة انذاك, اصبحت ساحة لتدخلات متعدة من دول العالم والإقليم.(باكير,مقال,2014).

وإذا كان الغرب قد ابدى رغبته في تغير المنطقة عبر ما اطلق من شعار الفوضى الخلاقه فانه بذلك يستحث الحركات والتيارات الراغبة في اعادة سلطانها وإيجاد مواطن قدم لها في السلطة والنفوذ ( المرجع السابق) .

بحسب الخريطة التي وضعها الجنرال المتقاعد (رالف بيترز) في تقرير نشرته مجلة ارمد فورستر الأمريكية العسكرية المتخصصة عام 2006 واعادت نشرة مجلة اتلانتيك الامريكية العسكرية المتخصصة عام 2006 واعادة نشرة مجلة أتلانتيك الامريكية القريبة من ضاع القرار الامريكي فان التغيير يشمل عددا من الدول منها العراق وسوريا والاردن والسعودية واليمن .

ويرى التقرير ان الحدود القائمة " حدود غير عادله" "وانها" تعمل على اثارة الحروب والموت "وانها" تسبب خللا وظيفيا داخل الدولة نفسها وبين الدول بعضها مع بعض, خاصة من خلال الممارسات ضد الاقليات القومية والدينية والاثنية اوتسبب التطرف الديني او القومي او المذهبي ، وانه يجب تغيرها واعادة رسمها لاعطاء الاقليات المذهبية والقومية والاثنية حقوقها المسلوبة وتحقيق التوازن والديمقراطية, واذا كان الامر كذلك فإن هذا التغيير في الحدود المرسومة حاليا وتعديلها لخلق شرق اوسط جديد لايمكن ان يتم بسهولة وسرعة لان اعادة تصحيح الحدود الدوليه يتطلب توافقا لارادات الشعوب التي قد تكون مستحيله في الوقت الراهن, ولضيق الوقت فانه لابد من سفك الدماء للوصول الى هذه الغاية , واستغلال عامل الوقت لصالح هذه الخطة ( موقع العربية الالكتروني , 2010).

] ومقصود التقرير الابرز هو ايجاد دول وقوى موالية الامريكا في المنطقة سواء كانت تستند لبعد قومي او مذهبي او علماني .

في هذا السياق لم تكن حركة الحوثي بعيدة عن استقراء الفرص واغتنامها في ظل الاجواء الدوليه والاسلامية والعربية اضافة لاجواء اليمن المحلية على مبدا " اذا هبت رياحك فاغتنمها فان لكل خافقة سكون"[

الفصل الثاني:

الزيدية والامامية :مواطن الافتراق ومحطات الالتقاء

]اذا تتبعنا هذه المسأله تاريخيا وعقديا نجد اختلاف بين هذين الفريقين واقصد كباحث سرد هذه الفروقات في هذا البحث لغاية اوضحها في نتائجة لاحقا[ فمنذ زمن الهشامين اي هشام بن الحكم وهشام الجواليقي كانت الحديث يدور سريا عن الامامه المتسلسلة عبر اشخاص معنيين اسما لاتتجاوزهم في حين كان يرى زيد بن علي اخو محمد بن علي الملقب بالباقر يرى ان مسألة الامام غير مرتبطة بسلسلة معينة لكنها ترتبط بمبادى وقيم معينه.

اولا: مذهب الأمامية (الاثناعشرية) لاتقر بأمامه زيد بن علي في حين كان الامام المعتمد عندهم جعفرالصادق, والزيدية لايقرون له, ولا لمن بعده من أئمة الاثني عشرية بالامامة, وكذا لاتقر الأمامية بأئمة الزيديه مطلقا كزيد والنفس الزكية.

ثانيا : يفارق الزيدية الأمامية في مسألة العصمة كلازم من لوازم الامامة في حين لاتقول الزيدية بالعصمة ولكن بالاجتهاد

ثالثا: يخالف الزيدية الامامية بمسألة التقية, في الوقت الذي تؤصلها الاثناعشرية ( الطبرسي, 1966 ,ص 140-142).

سقوط دولة الإمامة وأثره على أتباع المذهب الزيدي.

تمكنت ثورة السادس والعشرين من ايلول 1962 من انهاء الحكم الامامي في اليمن على ]اعتبار ان القرن العشرين قرن الثورات في الشرق الاوسط التي تمكنت في القضاء على الحكومات الدينية وأسست انظمة ديمقراطية- مزعومة - قائمة على تقليد الغرب اللييرالي شكلا لا مضمونا وكانت في الواقع تؤسس لدكتاتوريات عسكرية او جمهو ملكية احيانا, كما قامت حكومات شيوعيه تقمص فيها الحاكم دور الجزار[ وفي ظل هذه الاجواء سقطت دولة الامامه وسيادة آل البيت في اليمن كما يرى اتباع المذهب الزيدي , حيث دعمت مصر من تبنوا فكرة الاطاحة بالامامة ,ودعمت السعودية الاماميين ,مما ادخل المكون الاجتماعي في صراع دموي عسير, حتى استطاع القاضي عبدالرحمن الارياني الانقلاب على عبدالله السلال في عام 1967 مما حدا بمناصروا الامامية تحت أمره محمد بن الحسين رئيس مجلس الامامة بالزحف الى صنعاء ومحاصرتها سبعين يوما بدون فائدة تذكر ,اذ تدخلت القوى الاقليمة وساندت الارياني وانتهى حكم الامامة نهائيا في اليمن ( عبده،1992 م، ص 60 ).

الاحداث سابقه الذكر ادت لظهور تيارين الاول راديكالي مدعوم من السلطة الحديثة والثاني جمهوري محافظ يسعي لموازنة الامور قدر المستطاع, وحاول التيار الاول النحو الى الاشتراكية ,فيما حاول التيار الثاني فتح الباب امام مشاركة اكبر للغالبية السياسية في اليمن, وللعناصر الملكية العائده الى الصف الجمهوري, بهدف انهاء حالة الاقتال والوصول لمصالحة وطنية وتحسين العلاقات مع المعسكر الغربي الذي كانت السعودية تشكل من مخلا له.

الا انها - السعودية- تأخرت في الاعتراف بالنظام الجديد أنذاك اذا كانت تقف الى جانب الملكيين لا لأعتبار ديني ولكن بسبب تشابة طبيعة نظام الحكم في البلدين اذ تخوفت من وصول الناصريين الى الجزيرة العربية ,ولذلك لم تعترف بالنظام الابعد المصالحة الوطنية عام 1970م والتي دمج بموجبها الملكيين بالنظام الجديد والذين لم يكونوا ليسلموا بسهولة في التغيير القائم وقتئذ.(المصدر السابق,ص 63).

بقيت الصراعات بين مكونات الثورة الفكرية والسياسية قائمة مما أثر على عدم تماسك الجبهة الداخلية اليمنية, وعقب تولي علي عبدالله صالح حكم اليمن عام 1978م حاول انتهاج سياسية تصالحية مع كافة الاطراف.

تحسنت العلاقة مع السعودية ودول الخليج واتبع سياسية معتدلة مع الحركات الاسلامية , بهدف بناء تحالف ضد الشيوعة في حين كانت القوى الملكية تقف ال جانب القوى اليسارية الشمالية المدعومة من الجنوب اليمني ,بهدف اسقاط صنعاء انتقاما للملكية ونيجة لذلك انحسرت الزيدية عن المشهد, وعاد متبو مشروع الامامة الى العمل السري.

وظهر الالتقاء بين القوى الزيدية السياسية والتيار اليساري الاشتراكي بوضوح من خلال ترتيب وتنسيق المواقف بعد حرب العراق وايران, ومن خلال وقوف كل طرف الى جانب الاخر وتبادل الاداور بينهما, ومع الانفتاح السياسي والديني الذي اعتمده اليمن زادت المعاهد الدينية والمؤسسات التي نشطت في تقوية المذهبي السني والذي رافقة دعم سعودي تمويلي, مما اثر في نفوس اتباع المذهب الزيدي الذين رأوا ان البساط قد سحب من تحت ارجلهم, والذين لم يستطعوا بلورة انفسهم تحت اي مسمى انذاك نتيجة اعتبار النظام الحكم ان اي تنظيم يعلن اسمة على أسس مذهبية او فكرية او سياسية يعد عمالة وخيانة.

الا ان بعض القوى الملكية استطاعت احتلال عدد من المناصب المهة ,وذلك بهدف ترضية السعودية ومقاومة المد الشيوعي الجنوبي ,اضافة الى ان الدولة كانت بحاجة لعناصر متعلمة لادارة الحكم في جوانب القضاء والاوقاف ومثلت تلك القوى الطبقة الثرية التي كانت تعتبر حاشية الحكم الامامي, وبذا عادت الروح للزبدية وانتشرت في اجهزة الدولة واستفادوا الزيديين ابان عقد التسعينات المنصرم من التعددية السياسية التي املتها ظروف الوحدة بين شعبي اليمن ,حيث تأسست احزاب بقي منها حزب الحق واتحاد القوى الشعبية ,وجاءت عدد من التحالفات لسياسية والحزينة بين عدد من القوى والاحزاب على اساس مصالحي او عقدي ومثال على ذلك تحالف حزب الحق ذو الاغلبية الزيدية والحزب الا شتراكي في مواجهة حزب المؤتمر الشعبي الذي ترأسه علي عبدالله صالح ( الشامي ,2006,ص 12 ,13 )

تبلور الحوثيه بين العقيدة المذهبية والفرصة السياسية:

]لاشك أن هناك تأثيرات عقائدية ومذهبية أدت الى تبلور الحوثية وظهورها وتحولها لحركة تمزج ما بين الدين والسياسية رغم ان غالبية القوى السياسية الناشئة في اليمن بعد انتهاء دولة الامامة وعقب الوحدة بين شقي اليمن كانت ترى في حكم الامام حكما كهنوتيا ترفضة[ ومع ذلك تمت في العهد الجديد صياغة القوانين التشريعة في كثير من المجالات وفق رؤية اسلامية تسستند الى المذهبين الزيدي والشافي اللذين ينتمي معظم اليمنين لهما, كما صيغت مناهج التعليم في غالبها وفق رؤية اسلامية تستند الى مدرسة الامابين الصنعاني والشوكاني والمناهج المصرية والسعودية, وبسبب هذا التوجه اضافة لما ذكرت سابقا شكلت اجواء الانفتاح السياسي والتعدد الحزبي عقب الوحده اليمنية 22/5/1990سببا في ظهور تنظيم الشباب المؤمن الذي نشط بانشاء العديد من المراكز العلمية الصيفية التي تدرس العلوم الشرعية للمذهب الزيدي باشراف علماء الزيدية في صعدة .

وذلك بحسب امين عام حزب الحق ما دفع الى التطرف بين المنضوين تحت نتظيم الشباب المؤمن, ومن هنا انبثقت الحركة الحوثية التي بداية تزعمها حسين بدر الدين الحوثي والذي يظهر انه تأثر بأحاديث وروايات وردت في المذهب الاثني عشري المعروف بالشيعة الامامية, وقد يكون استند بادئ ذي بدء على روايات عالم الدين الاثناعشري العلامة على الكوراني صاحب كتاب عصر الظهور الذي تحدث فيه عن ثورة في اليمن,وتصفها انها راية هدى تمهد لظهور المهدي المنتظر, وانه ورد بضعه احاديث تؤكد حتمية حدوثها , وبأنها اهدى الرايات في عصر الظهور على الاطلاق, وتؤكد وجوب نصرتها وتحدد الاحاديث وقتها بانه مقارب لخروج السفياني قي شهر رجب اي قبل ظهور المهدي بشهور وان عاصمتها صنعاء اما قائدها المعروف في الرويات باسم اليماني فتذكر رواية ان اسمه حسين وانه من ذرية زيد بن علي ( البشاري,2003,ص17,18).

الحوثي وحلم المهدي المنتظر:

بيدوا ان تواصل حسين الحوثي مع ايران واطلاعة على الارث الديني المذهبي لرويات المهدي المتنظر اوقدت في نفسه الرغبة بأن يكون هو المقصود في تلك الرويات, ذلك انه قد يكون طابق بين شروط الزعامة المهدية ومؤهلاته الشخصية والمذهبية.

ولذلك اصطحب معه عدد من نسخ كتاب العلامة الكوراني ووزعها بين اتباعة ومناصرية, واصبحت متداولة بين معظم الناس, ويدعم هذا الرأي ادعاء حسين الحوثي للمهدية بادئ حربة الاولى مع الدولة )البتول، 2006,عدد 22(.

]مع ذلك تتضح براماغماتية العائلة الحوثية في تعاملها مع مسألة ادعاء ابنهم الكبر حسين للمهدية, وقد يكون الاب وهو احد ابرز علماء الزيدية وباقي اولادة وقع في نفوسهم جواب -سؤال ولما لا؟- اي شي يفيد ان يصبح ابنهم زعيما روحيا وسياسيا لليمن الذي تقوم ولاءاته على اساس قبلي ومذهبي, وبذاك يجمع المجد من طرفيه ومن ملامح براغماتية العائلة يتضح أن حسين ووالده انتسبا الى حزب الحق المذهبي المعارض والذي انفضو عنه لاحقا في حين انتسب بعض اخوته الى الحزب الحاكم وبذلك قد يحقق حسين الحكم الثوري بالالتقاء المذهبي خارجيا والمدعوم من ابناء الزيدية داخليا ولما لا يكون المهدي من زيديي اليمن وحصول باقي العائلة على دعم احزاب وقوى اخرى واستثمارها سواء كانت مناوئة للنظام الحاكم او متحالفة معه [.

الفصل الثالث:

اتهامات ودفاعات حول تحول الحوثي والاوده الى الاثنى عشرية

]كان سبب زيارة حسين الحوثي الى ايران ومن ثمه والده بدر الدين الحوثي الذي سبق وكان لاجئا في السعودية ابان انهيار حكم الامام في اليمن سببا في توجيه اصابع الاتهام للعائلة الحوثيه وتحولها الى المذهب الاثناعشري مما احدث تراشق بين مختلف القوى المذهبية التي انقست بين نافيا تهمة الاثناء عشرية عن الحوثين وبين مؤكديها.

ويستند الطرف المؤكد للاتهام على زيارة وملازم حسين الحوثي التي كان يدرسها فيما لا أدري لماذا لاتدار البوصله باتجاه السعودية التي مكث فيها بدر الاب سنوات طوال وكانت داعمه للفريق الملكي اليمني[.

وفي سؤال حول الفكر الذي يحملة الحوثي قال وزير الاوقاف حمود الهتار" ان حسين الحوثي ووالده يحاولون استنساخ الأمام الخميني ونهجه دون مراعاة الاختلاف في الزمان والمكان والاشخاص ، منكراً ان تمت الافكار التي وردت في ملازم حسين او وردت على لسان ابيه الى الزيديه بصله ) الهتار , 2005)وبعدد سنوات ايضا وجواب على ذات السؤال قال الشيخ يحيى النجار وكيل وزارة الاوقاف والارشاد اليمنيه رداً على سؤال حول الفكر الذي يحمله الحوثيون إنه " من خلال متابعة هذه الجماعة منذ صيف (2004) واستناداً الى أدبياتهم وملازمهم فإنهم اعتنقوا المذهب الاثني عشري وهو المذهب الذي لاتعرفه اليمن (النجار,2007)

أما الاب بدر الدين الحوثي فقد اكد لصحيفة الوسط اليمنية وكونه مرجعاً دينياً ومذهبياً للحركة بأن الامامه لاتكون الا في البطنيين اذا كانوا مع كتاب الله وكانوا مع صلاح الامه فهم اقوى من غيرهم في هذا الشأن نافياً ان يكون ابنه حسين قد تجاوز المذهب الزيدي ومستنداً في ذلك الى ملازمة المنشوره.

وقال ان اتباع الدولة خائفون منها ولذلك افتوا بضلال ولده الامر ذاته أكده يحيى الحوثي - شقيق حسين- وممثل الحركة في الخارج حين اجاب على سؤال لقناة العربية عن مدى خروج افكار الحوثية من نطاق الزيدية الى نطاق الاثني عشريه فأجاب " هذا غير صحيح ، لأننا زيديون ومن علماء الزيديه وأسرتنا معتبرة في المذهب الزيدي. ( الحوثي,2005)

وسئل المرجع الزيدي د. مرتضى المحطوري عن الحوثي الاب فقال " بدر الدين قعد في إيران ، وحاولوا يجعفروه بكل ما أوتوا من قوة ، والرجل زيدي من رأسه الى قدمه ، وكذلك أجاب الشيخ محمد المهدي وهو من رموز السلفيه في اليمن عن الحوثي حيث قال " من خلال كلامه نرى أن عنده غلواً في ايران وإفراطاً في تمجيد حزب الله والاثني عشرية عموماً ، حتى لو لم نأخذ بقول من قال إنه إثني عشري وأخذنا بقول من قال إنه زيدي فهو لا يخرج عن الجارودية بكلامه على ابي بكر وعمر والصحابة رضي الله عنهم. ( المؤيد،2008(.

وقد يختصر عبدالملك الحوثي الاخ الذي يعتبر الأكثر براغماتيه والأقدار على التحرك السياسي ما مفاده ان انتمائهم لحزب المؤتمر الشعبي العام كان لعدة اسباب منها رفع التهمه عنهم انهم مازالوا ملكيين.

الفصل الرابع:

مراحل التحركات الحوثية وحروبهم وتبني الشعار

يتضح ان حسين الحوثي الذي تزعم التمرد الزيدي في صعده والذي لقب بالسيد لانتمائه لسلالة آل البيت استطاع بناء التنظيم خلال سبع سنوات منذ توليه قيادته (الشباب المؤمن) عام 2001 ، وعليه فقد كان للحوثي هدف مرحلي – فيما يبدو – يتمثل في بناء تنظيم حركي فكري قوي على اسس مذهبية وقبيلة ولا يستبعد ان اطرافاً في الدولة آنذاك غضت الطرف عن تنامي التنظيم الذي تغلغل في وظائف ومؤسسات الدولة تحت التحالف الجديد, حيث وقف الحوثي في ازمة 1994 الى جانب الطرف الخاسر الحزب الاشتراكي.

أملاً منه في تقاسم الكعكة اليمنية وبعودة الحزب الحكم للجنوب وتوليه هو الحكم في اليمن الشمالي وإعادة دولة الإمامة ( هاشم ، 2007 م).

] وفي ذات الوقت تحالف جزء من أبناء العائلة الحوثية مع حزب المؤتمر الحاكم الذي كان يبحث عن مساندة شعبية له أبان ذات الأزمة وهذا ما يؤكد أن حركة الحوثي مشروعاً سياسي ذي طابع مذهبي [.

القوة والتأثير وتماسك خيوط اللعبة

يبدي عدد من المراقبين تعجبهم من طبيعة التربية التي قدمها الحوثي لإتباعه إلى الحد الذي جعل منهم جنوداً لأفكاره كما يبدون تعجبهم من مقدار الأسلحة التي تتدفق إلى الحوثيين خلال المواجهات مع الدولة إضافة للأمكانات المالية التي أدت لتوسع انتشار الحركة ولحاق المزيد من المجندين بها, ويعزون ذلك لأمرين أولهما وجود سند وجهات خارجية كبرى ممولة للحركة ستتناولها في هذا البحث لاحقاً وثانياً وجود دعم شعبي كبير في المناطق التي يأوي إليها الحوثيون.

] وفي شرحنا للسبب الثاني: تجد أنه أجتمع للحوثي البعد الفكري والتنظيمي والدعم المالي والسند الاجتماعي والبيئة الجغرافية الملائمة والمنبر الإعلامي من خلال صحف المعارضة[.

وقد استطاعت الحركة تحقيق لُحمة قوية بين عناصرها استناداً إلى العصبية القبلية التي تتميز بها غالبية المناطق الزيدية بحيث يلتقي المذهبي بالأسري ويصبح الولاء بالهوية.

فغالبية أبناء هذه المناطق منسبون لآل البيت أو هاشميون، أو موالون لهم كما أنها مناطق قبلية منغلقة على ذاتها لم تحتك بغيرها مدنياً نتيجة وعورتها وتقاليدها المتشددة، مما جعلها حتى عهد قريب خارجة عن سلطة الدولة ونفوذها.

كما أنها تفقد لمقاومات العمران المدني والرقي الحضاري، والخدمات الرئيسية من طرق وكهرباء ومياه وهواتف وصحة وتعليم وغيرها , ويعتمد سكانها غالباً على الزراعة والرعي والتجارة.

إضافة إلى ذلك استطاع الحوثيون بتعاطفهم مع قضايا الناس كسب ودهم وحبهم في مناطق تعاني الفقر بشكل كبير، إذ تبنوا أعمالاً خيرية وإنسانية في هذه المناطق التي أغفلتها الدولة والجمعيات الخيرية الأهلية التي يقتصر نشاطها غالباً على ضواحي المدن الرئيسية ,]وقد يكون هذا مفسراً إلى استقبال مناطق سنية لثورتهم ما بعد الثورة الأخيرة [!!.

أيضاً قدم الحوثيون خطاباً دينياً يمس احتياجات الناس وفق رؤية مذهبية تناسب طبيعة المجتمع المحلي وتقاليده وأعرافه وهنا نجد أن معظم محاضرات حسين الحوثي جاءت باللهجة العامية البسيطة الخالية من أي تعقيد وتكلف ( محرم،2014 م) .

الشعار والسلاح

في صدد الحديث عن الشعار الذي تبناه الحوثيون يقول عبد الملك الحوثي "التيار الحوثي هو عبارة عن مجاميع شعبية تتحرك سلمياً لمعارضة الهجمة الأمريكية والإسرائيلية على العالم الإسلامي عبر شعارها الشهير (الله اكبر) الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل.

اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"( الشرق الأوسط، 2014 م). ]ونلحظ أن الدعوة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية ونشر الثقافة القرآنية في مواجهة الغزو الفكري والتعبئة ضد إسرائيل وأمريكا لها قبولها في الأوساط اليمنية التي تتمتع بعاطفة جياشة ونخوة عربية وغيرة إسلامية

ويبدو أن الحوثيين استفادوا من تجارب صدام حسين وحسن نصراللة لاحقا في رفع الشعار المعادي لأمريكا واسرائيل لتجييش الناس وتحريكهم في أطار من التبعية لحامل الشعار.

وقد ساعد وجود السلاح في مناطق نفوذ الزيدية بشكل ميٌسر ,حيث يقع احد اهم اسواق السلاح (سوق الطلح) في صعدة , على قدرة الحركة في توفير السلاح والذخائر, علما أن السلاح متوفر في المناطق اليمنية الشمالية, وغالبا ماتقتني القبائل اسلحة مختلفة ومتنوعة[.

الفصل الخامس:

سباعية الحروب الحوثية في اليمن

خاض الحوثيون سبعة حروب, ستة منها كانت مع الحكومة اليمنية قبيل انتهاء نظام حكم المؤتمر الشعبي العام, المتمثل بالرئيس علي عبداللة صالح, وبدأت تلك الحروب منذ عام 1994 وحتى عام 2010, وقد وقعت مواجهات مابين الحوثيون والقوات السعودية في حرب اطلق عليها اسم حرب الخوبة, اما أخر حروبهم فكانت منذ الأشهر الماضية لبسط نفوذهم على اليمن عقب رحيل نظام صالح.

وجميع هذه الصرعات تؤكد أن كافة القوى التي ناهضت حكم الامام كانت ذات خلفيات مختلفة يسارية وقومية وإسلامية وعلمانية لم تمتلك مشروعاً موحداً متفق عليه غير مشروع القضاء على الامامه, وبقيت هذه القوى تتصارع الى حد الصراع الدموي من أجل الانفراد بالسلطة.

الحرب الأولى

طالبت الحكومة اليمنية بتاريخ 6/9/2004 حسين الحوتي بالقدوم الى صنعاء بغية تقديمه للمحاكمة - ربما تحت عنوان الخيانة العظمى- وهذا ما قاد الامور الى المواجهة بين الطرفين وكان ذلك الاستدعاء بناء على معلومات استخباراتية تتعلق بمشروع الحوثي الذي كان يهيئ للمعركة على الأرض ويقيم التحصينات في الجبال ويحرض اتباعه على اقتناء السلاح والذخيرة والاستعداد لمواجهة عدوان امريكي او اسرائيلي ام من قبل الحكومة.

وقادة تلك الأحداث الى مواجهات مسلحة وعنيفة بين كلا الطرفين وجاءت تبريرات المواجهات تحت عدة ذرائع كادعاء الحوثي النبوة والمهدية والأمامة ,وتاره تحت مبرر وقوع احداث امنية او تحت مبرر الشعار او الإرهاب ,وكلها تم نفيها من قبل الحوثيون آنذاك الذين القوا باللوم على أمريكا والسلفيين والسعودية واجنحة في السلطة ( عبد القادر ,2014).

]ولقد جاءت معظم الحروب اللاحقة بأسباب المبررات والشعارات سالفة الذكر فوقعت الحرب الثانية بتاريخ 3/5/2005 والثالة 3/11/2005 حتى 1/6/2006 والرابعة في 1/6/2007 والخامسة 3/7/2008 والسادسة 8/2009 ومن ضمنها حرب الخوبة مع الطرف السعودي وبقيت حتى 2/2010 والسابعة التي لا زالت عالقة حتى الآن[.

مواقف الاطراف الداخلية والخارجية من حروب الحوثي

]وقفت داخلياً بعض القوى السياسية والحزبية الى جانب الحوثي بغض النظر عن مرجعية تلك القوى والأحزاب في حين اصطف البعض الآخر الى جانب الحكومة اليمنية في حربها مع الحوثي واتخذت أطراف اخرى مواقفاً وسطية [ومن الأحزاب التي اتخذت موقفاً وسطياً كحزب التجمع اليمني للإصلاح غير المحابي للحكومة ومع ذلك فقد أثرت التعبئة الأيدلوجية للحوثيين ضد الإصلاح وأبدى تحولاً لتأييد الحكومة بعد أن أصبح لديه بعض المعلومات عن الأزمة (صحيفة الأيام,2005).

أما الحزب الاشتراكي اليمني فهو الحليف التاريخي لحزب الحق واتحاد القوى الشعبية وقد سخر الحزب كل إمكانياته الإعلامية لدعم حركة الحوثي وكذلك حزب اتحاد القوى الشعبية الذي ينضوي مع احزاب اللقاء المشترك وعلاقته بالحزب الحاكم تشهد توتراً نتيجة رفضه - الحزب- لسياسة الحزب الحاكم وسخر هذا الحزب الذي يجمع ما بين الشعارات الإسلامية والأطروحات التحريرية صحيفة (الشورى) أداة إعلامية لدعم الحوثي أما حزب الحق وهو حزب زيدي مذهبي يضم غالبية القوى الملكية ومن أبرز مؤسسية وأبناؤه حسين ويحيى وعبد الملك وطبيعياً ان يكون على رأس حركة الحوثي.

وكذلك حزب التجمع الوحدوي الناصري الذي له صلات مع الحزب الاشتراكي في حين تتسم علاقاته بالسيئة مع الحزب الحاكم ولقد كان له أيضا موقفاً داعماً بقوة لحركة الحوثي (البيان الختامي لدورة اللجنة المركزية للحزب، 2005 م).

]وفي وجه هذا التحالف السياسي والايدولوجي تحالف حزب البعث العربي الاشتراكي القومي وحزب المؤتمر العام والإخوان المسلمين والسلفيين في خندق مواجهة الحوثي وانصاره[.

المواقف الخارجية

الموقف الأمريكي

..... يرى البعض ان الموقف الأمريكي من تمرد صعده اتسم بالغموض وعدم الوضوح وتم ربط ذلك الغموض بأن امريكا تريد شراً باليمن, وهو ما اعدته تحركات السفير الأمريكي آنذاك (آدموند هول) والذي زار عدة مناطق يمنية خارج البروتوكول وفي هذا الصدد نسب موقع الوحدوي نت الى مصادر لم يسمها قولها: ان السفير الامريكي تمكن من شراء مستودع كبير للأسلحة من القبائل اليمنية بمبلغ (100) مليون دولار في إطار ما يسمى محاربة الإرهاب كما قام بزيارة الى مديرية رازح اصطحبه خلالها مدير المديرية لزيارة منطقة جبل حرم، حيث قام بشراء مدفع تركي قديم مقابل وعود شيخ القبيلة الذي يمتلك المدفع باعتماد (150) فرداً من قبيلته بالعمل العسكري ( التقرير الإستراتيجي اليمني ,2007).

ويلاحظ ان نشاط السفير الأمريكي حدث قبل بدء المعركة الأولى بشهرين فقط, وحينها أعلنت السفارة الأمريكية عن موقفها قائلة "إن تكلفة الحرب في صعده باهضة الثمن، وان العودة الى الحوار والتفاوض هي الطريقة التي يمكن بها إنهاء الحرب" كما طالبت السفارة بإغلاق مكتب حماس, وهو ما فسر بأنه عرض مقايضة مبطنة ,وظلت السفارة الأمريكية تراقب بصمت ودهشة تمكن الجيش من إنهاء الحرب الأولى بمقتل حسين الحوثي ( صحيفة الشارع، 2007). ]ويتضح ان أمريكا لم تكن تريد للدولة ان تنتصر ولا للحوثي أن ينكسر ليبقى ملف الأزمة مفتوحاً [.

الموقف الأوروبي

اقتصر الموقف الأوروبي من مسألة تمرد الحوثي على تفعيل بعض برامج الإغاثة الإنسانية كتوزيع الخيام ومتعلقاتها والأغذية وسجلت المانيا موقفاً آخراً حين رفضت طلباً لتسليم يحيى الحوثي الى اليمن( يمن نيوز، 2007 ).

الموقف السعودي

من المنطقي أن تنظر السعودية لحركة الحوثي بعين الريبة والحذر ذلك ان التمرد العسكري ذا خلفية ايدولوجية يحمل فكرة معادية من حيث التوجه المذهبي والسياسي لها.

ورغم ان السعودية لم تعلن موقف إلا بعد مرور أربعة أعوام حيث تناقلت صحيفة الوسط اليمنية خبراً مفاده ان السعودية تحمل الحوثي نتائج عدم التزامه بالاتفاق مع الحكومة ومثل عدم اهتمام السعودية رؤيتها للأحداث على أساس أنها شأن داخلي, وفي سياق آخر نسبت صحيفتا الناس والوسط اليمنيتان الى مصادر حكومية ان السعودية أعادت تقديم الدعم المالي للموازنة اليمنية التي كانت قد توقفت منذ عام (1990) وهي بمعدل (10) ملايين دولار شهرياً ( الوسط اليمنية, 2007) .

الفصل السادس:

الأطراف الدولية والإقليمية اللاعبة على المسرح اليمني.

تراشقت كلا الأطراف الحكومة ومن يقف معها وحركة الحوثي ومن يصطف وراءها الاتهامات حول الأطراف الخارجية الداعمة لكل طرف في مواجهاته وتوظيفة ضد الاخر , وقد اجمعت الحكومة ومن معها على اتهام إيران وليبيا آنذاك وحزب الله اللبناني على دعم حركة الحوثي ,وتقديم الدعم بالسلاح والتدريبات والمال والإعلام ,كما اتهمت ايضاً أمريكا بدعم الحوثي ,في حين اتهمت حركة الحوثي السعودية وأمريكا أيضا في دعم الحكومة لاستهدافهم والقضاء على وجودهم المذهبي وتقوية مذاهب إسلامية أخرى ,في حين اجمعت قوى أخرى على ان الحوثيين كانوا- ربيبي- النظام الحاكم, وان قوى داخل الدولة وفي مراكز عسكرية حساسة تدعمهم بكل ما تستطيع.

اتهام ايران

سبق وذكرت في مقدمة البحث مواطن الاختلاف والالتقاء ما بين الزيدية والأمامية ولاحظت ان مواطن الاختلاف جوهرية في المعتقد المذهبي ,وهو يعتبر خلاف وليس اختلاف بالأصل لمن يطلع على مرتكزات المذاهب ,ولكن بقيت الحكومة اليمنية ومؤيدها مصرون على اعتبار ايران تقف وراء حركة الحوثي, ومنهم من يستند الى زيارة حسين الحوثي ووالدة الى طهران والتي جاءت انذاك بناء على احداث الحرب الأولى وهذه تهمة لايمكن التشبث بها,في حين يستند بعض الاتهام إلى تشابه الشعار الذي رفعه الحوثي وبالمحصلة هو شعار يرفعه اغلب العرب والمسلمون بل وحتى بعض دول امريكا اللاتينية -فنزويلا-.

ومن الاتهامات غير المنطقية ما نسب الى حسن زيد القيادي في حزب الحق من لفظة الخليج الفارسي في إحدى مقابلاته بدل لفظه الخليج العربي ( العين أون لاين, 2014) وهو أمر منافياً للواقع في الاتهام ولا يعتبر دليلاً.

ومن جملة التهم ما أدلى به معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى , وذلك عن حرب "2009" والتي عرفت بحرب الخوبة والتي عبر فيها عدد من الحوثيين الحدود إلى السعودية وسيطروا على جزء صغيراً مما حدا بالسعودية لردة فعل عسكرية مما أوقع اشتباكات عنيفة واسقط فيها الحوثيون طائرة اباتشي تابعة للجيش السعودي وذلك ما حدا بالسعودية اتهام طهران بأنها تقف وراء المهارة العسكرية العالية التي تميز بها الحوثيون ( معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى ,2010 ).

] ويستند آخرون على بيان أصدرته حوزتي النجف الأشرف وقم الذي تناول الأحداث في يصعده علماً أنه لم يشير الى اي بعد مذهبي او ديني.

وامام هذه الاتهامات الحسية وغير الملموسة او الواقعية لم يبقى إلا قرينة واحدة كشفت عنها الحكومة اليمنية بإعلانها في تاريخ (27/10/2009) عبر وكالة سبأ الانباء اليمنية مفادها [ ان الأجهزة الأمنية اعتقلت خمسة ايرانيين كانوا على متن سفينة ايرانية مشبوهة محملة بالأسلحة قبالة ساحل ميدي في محافظة حجة ( وكالة الانباء اليمنية سبأ , 2009) .

] وفي هذا الاتهام وردت عبارة "مشبوهة" إضافة الى ان حروب الحوثي بدأت عام (2004) والكشف بعد اربعة سنوات عن قرينة يمثل ان صح عجزا استخباراتياً لليمن وللدول الإقليمية الداعمة لها [.

وبقيت هذه الاتهامات بدون اي قرائن ملموسة الا الارتكاز على المذهبية والتي قد تضعنا في موقف التساؤل حول الدعم الليبي قبل سقوط نظام القذافي ,علماً ان ليبيا لا يقوم نظام حكمها على اساس مذهبي ,وفي هذا السياق ما ورد على لسان وزير الخارجية اليمني السابق د. ابو بكر القربي الذي قال في إحدى مقابلاته ان اليمن طلبت من ليبيا ادانتها للتمرد في صعده ومطالبتها بتسخير الأموال التي تقدمها لبعض الشخصيات اليمنية تحت مسميات متعددة لصالح التنمية باعتبار ذلك اجدى وأنفع للبلدين ومصالحها المشتركة.

ايضاً سبق للدكتور القربي: ان قال ان وجود النائب البرلماني يحيى الحوثي في ليبيا واستضافته يعطي دليلاً كافياً على تورط ليبيا ودعمها للحوثيين خصوصاً مع رفضها تسليمه لليمن التي طالبت به عبر الانتربول للتحقيق معه.

اتهام امريكا

اتهمت امريكا من كلا الطرفين ,النظام الحاكم وحركة الحوثيين ,وابرز تلك الاتهامات ما ورد على لسان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في لقاء نشرته صحيفة نيويورك تايمز حيث عبر عن تحول السياسة الأمريكية تجاه الحركات الإسلامية عقب انهيار الاتحاد السوفيتي بقوله"بعد انهيار الاتحاد السوفيتي اذا بالولايات المتحدة الامريكية تأخذ موقفاً مغايراً ومتشددا ضد الحركات الإسلامية ,بل تمارس الضغط على بعض الدول لإقحامها في صراع مع هذه الحركات، وإلا فإن هذه الأنظمة التي لا تقوم بذلك - بحسب رأيها- متواطئة مع هذه الحركات الإسلامية ( صالح ,2008 ).

ومما سبق أعلاه: نعود لمربع ان امريكا كانت لا تريد للحوثي ان ينكسر ولا للدولة ان تنتصر بل ان ينهك كل طرف الآخر, اما الحوثيون فقد اتهموا الدولة بأنها تنفد اجندة امريكية واسرائيلية وتحارب الإسلام كما ان النظام الحاكم نظام عميل لها.

اتهام السعودية

] كانت السعودية كما اسلفت الحاضنة الأولى والداعم الأول للزيدية اثناء وقوفها في المعسكر الملكي الداعم لدولة الامام ابان الثورة اليمنية التي انهت حكم الدولة الامامية عام 1962.

وشكلت السعودية ملاذ آمن للملكيين عقب سقوط الامامه ,والذين نعموا بالحياة والدعم السعودي سنوات طوال ومنهم عائلة الحوثي, إلا انه وبعد المواجهات الدامية بين الحوثيين والحكومة اليمنية وعقب عودتهم لليمن ,عاد واتهم السعودية بدعم السلفية والإخوان المسلمين وبث المذهب الوهابي للقضاء على المذهب الزيدي وهذا من ناحية عقائدية [.

ومن ناحية أخرى اتهم الحوثيون السعودية بأنها تقدم الأسلحة والذخيرة للجيش اليمني الذي يقاتل الحوثيين في صعده ,وقالوا انهم وجدوا شعارات الجيش السعودي على تلك الأسلحة، كما انها –السعودية- تشق الطرق في الجبال لمحاصرة الحوثيين إضافة لقيامها بأعمال قصف من داخل اراضيها كما وأنها تقدم الغذاء والتمويل للجيش اليمني في حربه ضدهم ( مأرب برس, 2009).

الخلاصة.

استطاع الحوثي من استغلال جميع الظروف المحلية والأقليمية والدولية لصالح بناء مشروعه السياسي ,فاذا كان حصل على دعم ايراني سيكون من باب استغلاله للأيدولوجيا ,وبذلك عمل كل طرف على تحقيق غرضه المشروع من وجهة نظرة -اي ايران تضغط من خلال حركة قد تكون مواليه لها على السعودية- التي اصبحت بين فكي كماشة دينية سياسية بحيث يهددها الحوثيون من شمالها والداعشيون من شرقها ومن منافذ أخرى ,اما الحوثي فيحقق بذلك مشروعه السياسي وأعادة رفع شعار دولة الامامة وانتزاع الزعامة على جزء مهم في المنطقة يقع على اهم مضائق المياه.ولا يستبعد ان وجدت وثبتت حقيقة ملموسة في الدعم الإيراني ان تحقق إيران انجازاً في ملفها النووي ومفاوضاتها مع الجانب الامريكي, من خلال ضغط الحركة الحوثية على السعودية والتي أعلنت اكثر من ذي مرة نيتها إعادة اراضي يمنية اقتطعتها السعودية من اليمن في تعديل الحدود.ولأن السياسة تقوم على مبدأ (اللعبة القذرة) فقد يتجه الحوثي للتحالف مع امريكا التي سبق ورفضت ان تضع حركته على قائمة الإرهاب او استخدام بنود الفصل السابع ضدها, وبقيت صامته تنتظر النتائج او قد تعمل على اذكاء الصراع بين حركة الحوثي المذهبية وباقي الحركات الدينية كالقاعدة مثلاً, بحيث ينشغل كلا الطرفين بانهاك بعضهما البعض دون ان تقدم امريكا مزيداً من الخسائر.

توصيه.

من قراءة جميع الاحداث ومجرياتها ونتائجها ,تكون دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية الخاسر الأكبر من تعملق حركة الحوثي وسيطرتها التامة على اليمن, وإعلان دولة الإمامة او حكما تحت اي مسمى , والتي - الحوثية- اذا لم تتأقلم مع محيطها الإقليمي ستنحي لتبني محاور اقليمية أخرى , وذلك مما يستدعي ان تبادر السعودية وتحتوي الموقف بغية تأمين اهم جبهاتها - - اليمن- والحديقة الخلفية لها سابقاً واتقاء شر تمدد الحركة وخلق توترات على الساحة الخليجية والسعودية بالأخص.

ومما سبق من تمحيص يتضح بأن حركة الحوثي كانت الأذكى على استغلال كافة الظروف لخدمة صعود نجمها وبسط سيطرتها لأنتاج مشروعا السياسي وبذلك تكون حمعت بين يديها كافة خيوط اللعبة السياسية.

مصادر ومراجع

1.الجبل ,علوي طه ,2002م,مقدمة كتاب الشيعة الإسماعيلية, رؤية من الداخل، دار الأمل، القاهرة,ص38-39.


2.الشجاع,عبد الرحمن عبد الواحد,2002,تاريخ اليمن في الاسلام في القرون الاربعة الهجرية الاولى,مكتبة الاحسان,صنعاء .


3.الجهاز المركزي للاحصاء ,1992م كتاب الإحصاء السنوي, وزارة التخطيط والتنمية, صنعاء, ص 21


4.الخضري,انور قاسم.2006م, ثمار التغلغل الرافضي المرة، ، التقرير الارتيادي الثالث، مجلة البيان،الرياض,السعودية، ص 396


5.باكير,علي حسين,2013,المشروع الايراني في المنطقة العربية والاسلامية, دار عمار,عمان ,ص65-66 .


6.موقع العربية نت الألكتروني, 10/11/2010, الحدود الدينية للشرق الأوسط , http://www.alarabiya.net


7.الطبرسي ,احمد بن علي ,1966م,الاحتجاج، دار النعمان، النجف،ص 140-142


8.عبده ,عبد الملك سعيد,1992م, العوامل المؤثرة في القرار اليمني: 1962 - 1978 م، دار التضامن1992 م،القاهرة, ص 60-63


9.الشامي ,احمد محمد,1984م,رياح التغير في اليمن,دارالجيل,صنعاء,ص12-13).


10.البشاري,احمد علي,2003م, الأحزاب والتنظيمات السياسية في الجمهورية اليمنية،دارالثوابت,صنعاء ، ص (649 ).


11. البتول ,عبد الفتاح ,2006,الروافض قادمون,مجلة الراصد الالكترونية,عدد 22, http://alrased.net

12.مقابلة مع وزير الاوقاف اليمني, حمود الهتار,20/5/2005م,صحيفة الوسط اليمنية, http://www.alwasat-ye.net

13. مقابلة مع وكيل وزارة الاوقاف اليمنية, يحيى النجار,2/3/2007م, الشرق الأوسط، عدد 10321 ، http://www.aawsat.com

14.مقابلة مع بدر الدين الحوثي,صحيفة الصحوةاليمنية ، في 9/ 6/ 2005 م. http://www.alsahwa-yemen.net

15.مقابلة مع المفتي حمود عباس المؤيد،14/6/2008,صحيفة الجمهورية اليمنية، عدد 13

http://www.algomhoriah.net

16.هاشم ,مراد, طبيعة الصراع وابعاده الاقليمية ,2007 , http://www.aljazeera.net

17.محرم,رياض حسن,2014م,الحوثيون المزج بين الزيدية والاثني عشرية,الحوار المتمدن, http://m.ahewar.org

18.صحيفة الشرق الاوسط,8/7/2014,الحوثيون يهددون يهود اليمن, http://www.aawsat.com

19.عبد القادر,محمد,19/11/2014م,انفصال الجنوب والحرب في الشمال,موقع الاهرام الالكتروني, http://digital.ahram.org

20. صحيفة الأيام,25/5/2005 ,عدد 4451 ,http://al-ayyam.inf

21.اللجنة المركزية, البيان الختامي,2005م, الحزب الاشتراكي اليمني, http://www.aleshteraki.net

22. التقرير الإستراتيجي اليمني, 2007 م المركز اليمني للدراسات الأستراتييجية, http://webcache.googleusercontent.com .

23.السفارة الأمريكية تطالب أغلاق مكتب حماس في اليمن,2007, صحيفة الشارع اليمنية, https://www.ALShareaNews.net

24.اليمن نيوز,المانيا ترفض تسليم الحوثي,16/3/2007م, http://www.yemenews.net

25.صحيفة الوسط اليمنية ، 14/5/2007م، . www.alwasat-ye.net

26.موقع العين او لاين الالكتروني , 29/8/2014 علاقة الحوثيون بايران, http://alainonline.net/news

27.شينكر,ديفيد, 22/2/2010م, من يقف وراء الحوثيون ,معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى.

28.وكالة سبأ الانباء اليمنية , 27/10/2009 , www.sabanews.net

29. مقابلة مع علي عبدالله صالح,22/6/2008م,موقع المؤتمر نت الالكتروني نقلا عن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ، http://www.almotamar.net/

30. مأرب برس,2/11/2009, الحوثي يتهم السعودية بدعم الجيش اليمني, http://www.marebpress.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :