facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إعادة اكتشاف الوطن


طارق مصاروة
30-03-2015 03:32 AM

لا يجد الاردن نفسه مدعواً الى سياسات جديدة تلائم المتغيرات في السياسة العربية والاقليمية، فقد ارسى منذ تأسيس الكيان الوطني مجموعة قناعات، لم يكف طيلة قرن من الزمان الى تغييرها نظراً للتغييرات التي تحيط به:

-لم تجرفنا موجة الانقلابية العسكرية المغتصبة لعقيدة القومية والعروبة، وحقائق الحرية والوحدة.

-لم تجرفنا الحزبية المصطنعة بأجهزة الدولة والأمن، ولم تجرفنا موجة التمذهب السياسي والنبش في الكتب الصفراء لتبرير القتل والارهاب.

-لم نرفع شعارات الاشتراكية التي اصبحت «موضة» نصف قرن من التخبط الفكري والاقتصادي، وقد اكتشف اشتراكيون قدماء ان مشاركة القطاع العام للقطاع الخاص في الشركات الكبرى، كان افضل كثيراً من سيطرة الدولة على الانتاج والتجارة وتأسيس المشروعات الكبرى.

..اكتشفوا مثلاً ان الاشتراكية لا يصنعها الموظفون ولا يستطيع الموظفون ادارتها، وان العسكر لم يكونوا تلاميذ لماركس واوين، وان القصة من اولها الى آخرها هي قصة الحكم والسيطرة.

الوطن العربي الآن في حالة انقلاب على نفسه، فقد اكتشف العراقي مثلاً انه يمكن ان يكون شيعياً او سُنيّاً او كردياً او تركمانياً بامتياز، وان تحالفاته الطبيعية ليست عراقية بالضرورة، واكتشف السوري انه محكوم بشبكة معقدة من مصادر الحكم: الطائفة، الحزب، التحالف الاقليمي، وحين ثار وجد انه يحمل الفيروس ذاته الذي يحكمه الحزب والجيش والطائفة.

كل هذه الفوضى الفكرية والاخلاقية لم يكن لها مكان في الاردن، وقد اجرت مؤسسة دولية احصاءات للمشاركين في التواصل الاجتماعي المساندين لداعش، فكانت الاكثرية في الدول التي تقول انها تحارب الارهاب، وان الاردن ليس على الخارطة، اي ان داعش ليست نشطة اردنيا، والملك عبدالله الثاني يزرع العالم شرقه وغربه، ويلمع في خطابه بالكونغرس، وخطابه في البرلمان الاوروبي، وفي زياراته الخاطفة المركزّة المجدية.. اي انه لا يخاف من مغادرة الاردن، ولا يعتقد انه «يمسك بالزمام» طالما ان اجهزة الدولة تعمل.

وحين قرر الملك ان ينفرد بالهجوم الجوي على داعش في سوريا، انتقاماً لمعاذ الكساسبة، «تفلسف» الكثيرون داخل الاردن وخارجه، بأن القائد خرج على نسق: معهم دون ان نتقدم او نتأخر، وتصّرف بشجاعة جعلت الاردني يرفع رأسه، لأن سلاح الجو هاجم بعشرات الطائرات، ولأن حرس الحدود يستقبلون مليون وربع لاجئ سوري، ولأن الناس يدخلون ويخرجون دون قوائم امنية.

الآن يبرز الاردن كقوة سياسية وعسكرية مميزة، دون ان يغيّر شيئاً في تكوينه الذاتي:

-فهو عربي مستعد للمساهمة في تكوين قوى عربية تدريباً واعداداً للعراق ولسوريا وليبيا واليمن، وهو مستعد للعمل المشترك مع كل عربي يريد ان يغيّر بيده لا بالاميركيين، ولا بالايرانيين، ولا بالروس.

-وهو مسلم من حيث حفاظه على الرسالة دون تطرف، ودون قتل ونهب وجواري وعبيد ونكاح الغنائم.

-وهو جزء من التحضّر البشري، والعلم والثقافة وانسانية الانسان.
نكبر ببلدنا كلما اكتشفنا لعناصر قوته وثباته، فقد كنا دائماً ندعو الى: اكتشاف الوطن. الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :