أردت تسليط الضوء على مادار ويدور على الساحة العربية والاخطار المحدقة به من الداخل والخارج ولعل مايلفت الانتباه والنظر الحاجة الماسة الى تبني استراتيجيات متناغمة بين الدول العربية مجتمعة للحفاظ على أمنها واستقرارها باعتمادها على نفسها ، كما أنني اخترت هذا العنوان ليكون واضحا أن سياسات الدول تعتمد على مصالحها الوطنية بالدرجة الاولى وأن لا احد يحميك الا نفسك وقدر اعتمادك على امكانياتك كدولة وامكاناتك وأن من يراهن على الصداقة والتعاون الكلي على دولة ما (كالسراب الذي يحسبه الضمآن ماءا ) وخير دليل على ذلك المفاوضات الجارية بين ايران والغرب وسرعة وكثرة اللقاءات وادعاء أن ايران على عداء مع الغرب ووصها له بانه العدو الاوحد لها والدليل على ذلك ايضا ان الدول كلها تنظر الى مصالحها العليا اولا، فترك يد بعض الدول الاقليمية في الشرق الاوسط يمتد الى عالمنا العربي مازال مرضيا عنه من قبل بعض الدول الكبرى وإن عاصفة الحزم جاءت خطوة استباقية جريئة من الدول العربية المتحالفة ومعرفة اكيدة أنه لايحمي الاوطان الا اهلها ورجالها .
عاصفة الحزم كان لابد لها ان تكون وأكدت وضوح الرؤيا لدى أهل الحل والعقد لكن أود هنا متواضعا لدولنا العربية التي نحن أهلها انه يجب وبشكل فوري القيام بالخطوات التالية :
✓ على الدول العربية ان تضع استراتيجيات وطنية لها باعتمادها على نفسها فقط وأن تكون هذه الاستراتيجية خاصة بالحفاظ على أمنها من الداخل والخارج .
✓ على الدول العربية المؤمنة بأعتمادها على نفسها أن تناغم صناعة استراتيجياتها الوطنية مع بعضها البعض للحفاظ على الامن والاستقرار لها مجتمعة حتى لا تضطر الى الاستعانة بغيرها وأن تجد بدائل اخرى لذلك.
✓ اعتبار ان عاصفة الحزم هي نقطة البداية لصناعة الاستراتيجيات الامنية والاقتصادية والتنموية الشاملة لدول التحالف العربي .
✓ على الدول العربية وخاصة الكبرى منها أن ترصد وتحلل النتائج المتوقعة على توقيع الاتفاق بين أيران والغرب وان تكون مستعدة لعدة سيناريوهات مختلفة لذلك .
وان تطرح عدة اسئلة من بينها على سبيل المثال :-
ماهو مستقبل العلاقات الغربية وايران ؟
الى اي مدى يمكن أن تتحكم ايران بسياسات المنطقة ؟
ماهو مستقبل العلاقة العربية الغربية ؟
هل يمكن للغرب اعادة ايران كشرطي الخليج مرة أخرى ؟

*د. غالب مطلق الوخيان