عمون – محمد الخوالدة
------------------
كما في كل المدن الأردنية العتيقة ثمة أبنية سكنية وأخرى تجارية في مدينة الكرك القديمة (داخل الأسوار) يزيد عمر بعضها على المئة عام ، بل أن بناء بعضها سبق بناء مدرسة الكرك الثانوية التي تبين المصادر التاريخية أنها بنيت في العام 1897 إبان العهد العثماني إذ يقول مؤرخون أن بناء مدرسة بالحجم الذي عليه تلك المدرسة كان يعني مدينة عامرة بالسكان ونابضة بالحياة ، وبحسب الباحث حامد النوايسة فإن مدينة الكرك بنيت في الأصل على أطلال كهوف وعقود تهدمت بفعل ثلاثة زلازل مدمرة ضربت المدينة عبر تاريخها الطويل الذي يعود الى عهد الملك المؤابي ميشع في العام (850) قبل الميلاد.

ماقاله الباحث النوايسه يراه مختصون مؤكدا وذلك بدليل ان تلك الكهوف والعقود تربك العمل في الكثير من اعمال الحفريات الانشائية التي تجرى في العديد من المواقع في مدينة الكرك القديمة وتضر ايضا المرافق العامة والابنية المجاورة لموقع الحفريات ، ومثال ذلك بحسب متابعين العقود التي اكتشفت عند بناء مجمع تجاري تابع لبلدية الكرك قبل اكثر من عقد من الزمان في شارع الخضر ، فيما اظهرت الحفريات التي اجريت في اطار مشروع الكرك السياحي الثالث الذي طال اكثر من شارع وحي في مدينة الكرك القديمة العديد من العقود والكهوف والتي يبدو يقول متابعون انه لم يتم التعامل بشكل فني متقون ، وكان اخر مااكتشف من عقود وكهوف مادل عليه الانزلاق الذي حصل قبل ايام في موقع العمل بمشروع مجمع هزاع التنموي اذ احدث ذلك الانزلاق هبوطا حادا في جسم الشارع الواقع في اعلى موقع المشروع اضافة الى الرصيف الملحق به ، وقد نتج عن الانزلاق تساقط كميات كبيرة من الاتربة يقدرها مختصون بالاف الامتار المكعبة الا ان ماظهر من هذه الاتربة للعيان محدود جدا مقارنة بعمق وسعة الهوة التي احدثها الانزلاق مايشير الى ان الكمية الاكبر من الاتربة المشار اليها بحسب المختصين اياهم قد استقرت في كهف موجود اصلا اسفل الشارع .

والملاحظ ان الاتربة التي سقطت جراء الانزلاق المذكور كانت مشبعة بالرطوبة مايشير الى وجود تسرب للمياه اسفل الشارع الهابط يرى المختصون انها ناتجة عن وجود خط للمجاري واخر لتصريف مياه الامطار في الشارع الهابط مايؤكد بحسب اولئك المختصين ان الانزلاق المشار اليه لو حصل في بداية فصل الشتاء حيث الامطار الغزيرة التي تضاعف كميات المياه المتدفقة في خط تصريف مياه الامطار وفي خط المجاري مما كان سيلحق اضرارا مؤكده بالابنية الواقعة الى يمين موقع الانزلاق ويساره وهي مبنى مديرية التربية والتعليم والبناء المملوك لاحد المواطنين ، بل لكان الهبوط الذي لحق بمساحة محدودة من الشارع ورصيفه يقول المختصون اكثر اتساعا ليطال الشارع بكامل سعته ما كان سيهدد سلامة مبنى بلدية الكرك ومبنى اخر مملوك لمواطنين في الطرف المقابل لموقع الانزلاق من الشارع .

ويحث المختصون المشار اليهم على عدم القيام باية اعمال تجريف عميقه للتربة وسط المدينة وخاصة ضمن الاحياء والشوارع الرئيسية الا بعد اجراء فحوصات توضح طبوغرافية الموقع بشكل كاف ليصار الى اتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة وضع مايكتشف من عقود وكهوف بدل ماقالوا انه ارتجال العمل الذي يتسبب في اشكالات واخطار على السلامة العامة وعلى الابنية والمرافق العامة.