facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مش مبينة!


احمد حسن الزعبي
03-05-2015 03:37 AM

في البداية تكون ردة الفعل كبيرة، والغضب في أقصى حالاته، والولولة مستمرة فيما لو تعرّضت سيارة أحدنا لضربة من سيارة أخرى أو تم الرجوع على عمود كهرباء أو «حفّ» الجناح في «سنسلة»...

يحاول صاحب السيارة ان يمسح بيده مكان الضربة ثم ينظر إليها من عدة زوايا ليراها كيف تبدو وهو يردد غضبان أسفا: "لا حول ولا قوة الا بالله"... وعندما يصل البيت يغيب ساعتين ثم يعود من جديد ليتفقد سيارته متلمّساً مكان الضربة، ثم يحاول جاهداً ان يعمل "بولش للطعجة" لكن الضربة تكون قد أخذت شكلاً مقعراً في جسم السيارة .. ثم يواسي نفسه قائلاً في سره: «يعني مش مبينة كثير كثير»...ويبدأ يفكر كيف سيأخذها، والى أي محل حدادة ودهان سيتجّه، يتذكر أنه ربما تبقى عند المصلّح أسبوعا كاملاً وبذلك يكون قد تعطل عن عمله اليومي، فيؤجل فكرة الإصلاح الى قادم الأيام...

في الصباح الباكر وقبل الخروج إلى دوامه، يلف حول سيارته وبيده فنجان قهوة وبنفسية يحتلها الرضا المزيّف يقول: لا الحمد لله .. "مش مبينة"... ومع الأيام يعتاد الأخ على منظر «الضربة» بل تصبح علامة فارقة شهية عنده ، فعندما يضعها في موقف سيارات بالأجرة... أو في موقف صالة أفراح فانه يستطيع تمييزها من الضربة «اللي مش مبينة» عن باقي سيارات الموقف...

وينسى الموضوع مع مرور الوقت، ويلغي فكرة التصليح من باله تماما بما ان الضربة «مش مبينة»...الى ان تتعرض سيارته لضربة من مجهول فوق الغماز الأيمن... بالبداية تكون ردة الفعل كبيرة، والغضب في أقصى حالاته والولولة مستمرة.. يمسح بيده فوق الغماز، ثم ينظر إلى زجاج الغماز المشعور من عدة زوايا وهو يردد « لا حول ولا قوة الا بالله» وعندما يصل البيت ويأخذ غفوة قسرية ثم يصحو.. يعود من جديد ليتلمس الضربة الجديدة يم يحاول جاهداً عمل «بولش بيتي» للطعجة.. لكن الضربة أخذت شكلاً مقعراً جديداً في جسم السيارة...

وبعد ساعات من «الصدمة» وبشعور أخف يقول في نفسه: يعني « مش مبينة كثير كثير»...ثم يبدأ يفكر من جديد ، هل يستغني عن السيارة لإصلاح الضربتين؟.. لكن ربما تطول المدة ويتعطل عن دوامه...

في الصباح الباكر يلف حول سيارته وبيده فنجان قهوة ويقول في سره محاولاً إقناع نفسه برضا مزيف جديد : لا الحمد لله « مش مبينة»..ومع الايام يعتاد على منظر الضربة الجديدة بل يصبح لديه علامة فارقة جديدة يستطيع ان يميزها من مسافة بعيدة....وينسى موضوع التصليح من جديد لحين حدوث ضربة ثالثة.. فتمر بنفس «البروسيجر» وتلغى فكرة التصليح حسب قانون «مش مبينة»..وهكذا..

نحن نتعامل مع قضايا الفساد بنفس طريق معاملاتنا لـ"طعجات" سياراتنا ،أولها نغضب ونحتج ونحتدّ ونحاول جاهدين اصلاحها... ثم نتقبلها مع مرور الوقت، حتى تصبح علامة شهية تميز البلد عن غيره...ويبقى يتنامى التغاضي وغض الطرف عن الإصلاح الى ان نصل لنظرية القناعة المزيّفة.. لا الحمد لله «مش مبينة»..
غطيني يا كرمة العلي... بكروكا.. الرأي





  • 1 فراس الرواشدة / قطر 03-05-2015 | 09:26 AM

    والله انك مبدع ، ووالله انك ادخلت السرور الى قلبي .

  • 2 اقول الحق 03-05-2015 | 05:30 PM

    نعم ...المقال على الطعجه تماما

  • 3 فاتن 04-05-2015 | 01:57 AM

    بدك الصراحة ماحدا بسبقك في الطرح المتهكم ابداع ما بعده ابداع


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :