facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في عين العاصفة دائما


فالح الطويل
24-05-2015 02:45 AM

هذا هو قدر الأردن: أن يكون، في عين العاصفة، حيثما كان مركزها أو اتجاهها أو بؤرة دوامتها التي وجد نفسه، دائما، وعلى الرغم من كل سياساته الاحترازية، على حافتها، يدور معها، وإن بسرعة أشد من سرعتها بما مكنه، ويمكنه، في كل تقلباتها، من الانفلات من جاذبيتها وتركها تغوص بمن عليها نحو قاعها المعتم.

وهو بهذا كان المتأثر الأول نتيجة كل ما يحدث في البلاد العربية حوله: في فلسطين ولبنان وسورية والعراق ومصر واليمن وليبيا وحتى في الصومال، مثلا، فيوليه الأردنيون كل اهتمامهم كما لو كان ذلك يحدث في بلدهم، وله علاقة مباشرة بخبزهم اليومي وحياتهم. وقد لاحظ كثير من الدبلوماسيين المعتمدين في البلاد هذه الحالة فوجدوا صعوبة، دائما، في فهمها.

ولكنها ملاحظة صحيحة، على الرغم من ذلك. فهي تكاد تكون طبيعة أردنية ثانية ذات أسباب تاريخية عميقة الجذور. فالأردن وريث الثورة العربية الكبرى وأهدافها وطموحاتها، ومشروع قيادتها الهاشمية التي كانت، على الدوام، وللتسع وتسعين سنة الأخيرة، هذه الأيام، تعمل بغير كلل على خدمة مصالح هذه الأمة، ومنها، وعلى رأسها العناية بالأردن وشعبه البطل كجزء منها (المادة الأولى من الدستور الاردني) ليكون القاعدة التي تستند إليها هذه البرامج والأهداف والطموحات وتنطلق منها.

ويبقى الأردنيون، بسبب ذلك، يقظين، طوال الوقت، إزاء كل ما يحدث في المنطقة كما لو كان ذلك يحدث في الأردن. وقد عانوا، في سبيل الوقوف إلى جانب إخوتهم العرب، معاناة قلما عاشها عربي آخر. فكانت تلقى عليهم مسؤولية تقصير أي حاكم عربي أو أي خطأ يقترفه، ولسبب بسيط واحد، كما جرت العادة، وهو أن المخطئين كانوا يبحثون عن جهة يلقون باللوم عليها.

استمرت الأمور على هذا النحو حتى دخل العرب مرحلة الربيع العربي لتتلوها، وبسرعة، مرحلة التعرض للدولة العربية واحدة في إثر أخرى لتدميرها على رؤوس أهلها وتفكيكها وشل قدراتها على المقاومة، أية مقاومة. وقد أصبحت المأساة واضحة لكل ذي عينين ونظر. وتحدث الناس حتى ملّوا الحديث، وصارت المآسي تتوالى عليهم، وبنظام يكاد يكون يوميا، مما جعلهم يشعرون بأن العرب لم يعودوا عربا، بل طوائف متناحرة تأتمر بأمر قوى هي بمثابة عدو تاريخي لهم.

وهنا يطرح نفسه السؤال: هل أثر ذلك فيهم، نهاية الأمر، فغيروا منهجم في التفكير والعمل؟ يستطيع المراقب أن يؤكد حصول هذا التغيير العام في سلوك وبرامج الأردنيين الذين أصبحوا يتجهون بكل اهتماماتهم، لتحقيق هدف واحد، وهو تحصين دولتهم ومصالحهم، وجعلها عصية على كل طامع بها، ومنطلقا لصد العدوان على الدولة العربية، حيثما وقع.

وهو تغيير أشبه بافتراق عما كان معتادا من قبل، يراه المرء ويسمع أشكاله في لقاءات وحلقات عصف ذهني مدنية تعقد تكرارا هذه الأيام. وأضرب مثلا في محاضرة ألقاها في منتدى الفكر العربي دولة السيد سمير الرفاعي حضرتها أعداد غير مألوفة من أعضاء المنتدى وضيوفهم. وقد لوحظ أن اهتمام الحضور بما يجري في سورية والعراق ولبنان وغيرها، مثلا، لم يستغرق من فترة الأسئلة والتعليقات غير بضع دقائق، لينشغل الجميع في تعليقاتهم واستفساراتهم وطوال قرابة الساعة من الزمن بالقضايا الداخلية التي تهمهم، مثل التعليم بشكل عام، والتعليم الجامعي، بشكل خاص، وعلاقته بحاجة السوق وبالبطالة والفقر والمشاريع التنموية والتشريعات المطروحة وخاصة قضايا اللامركزية والبلديات وقانون الانتخاب، والأحزاب وتقصيرها في خدمة المجتمع الذي يجب أن يكون حاضنتها، بالإضافة للقضايا الطارئة مثل اللجوء السوري وموقف الأمم المتحدة من الحمل غير العادي الذي يمثله اللجوء على الأردن وموارده القليلة، أصلا.

كما تناول المعقبون بالحديث النمو السنوي بالدخل الوطني، وعلاقة ذلك بالاستثمار، وبالعمالة الوافدة، ومنافسة العمالة الوطنية في هذا المجال بما ينعكس على تحقيق أهداف النمو الاقتصادي والاجتماعي وتحصين الجبهة الداخلية في هذا الوقت بالذات التي تشهد فيه المنطقة بوادر تغيير شامل في بناها الجغرافية والديمغرافية، بما يهدد الأمة بتمزيق جديد سيكون أعنف وأكثر ضررا من سايكس بيكو قبل قرن من الزمن.

وقد لاحظ الجميع، تقريبا، أن السياسات الحكومية سواء المحلية أو الخارجية في إدارة العلاقات الدولية في المنطقة سياسة ناجحة إلا أنها يجب أن تكون أكثر تحديدا في علاج ما نعاني منه.

ونضرب مثلا في بعضها مثل ضرورة إعادة فرض الخدمة الإجبارية لاستيعاب الشباب وصناعة توجه جديد لديهم يمكنهم من الحلول محل العمالة الوافدة التي تكاد تغرق كل شيء؛ بالإضافة لترشيق الجهاز الإدراي، ومقترحات وملاحظات مهمة أخرى لا يسمح المكان بسردها أو الحديث فيها بالتفصيل. أقترح أن تدرس الحكومة تلك الأفكار والمقترحات بجدية فهي، كلها قابلة للتنفيذ. العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :