عمون - محمد الخوالدة - يتهدد التشريد مستقبل مئات الاشخاص في منطقة الحسينية بمحافظة معان جراء تفويض الحكومة لمساحات واسعة من جبل تل برما لاحدى شركات تصنيع الاسمنت الاردنية وذلك لاجراء عمليات تعدين بهدف استخلاص مشتقات من التربة تعتبر اساسية في صناعة مادة الاسمنت.

ويرى مواطنو المنطقة ان اعمال التعدين ستتسبب في التأثير سلبا على مشروع تل برما الزراعي الذي تديره جمعية تل برما التعاونية الزراعية وينتفع منه مئات الاشخاص، اضافة كما يقول المواطنون الى تأثيرات اخرى تضر ببيئة المنطقة وبالآبار الارتوازية التي تروي المشروع وبالمكانة التاريخية للتل التي ترتبط وفق ما ذكره الاكاديمي والمدرس في جامعة الحسين بمحافظة معان الدكتور انور الجازي ببدايات الثورة العربية الكبرى عند دخول الشريف حسين رحمه الله الى الاردن ، مايراه الدكتور الجازي جزءا مهما من الذاكرة الوطنية الاردنية التي لاينبغي المساس بها.

وبين رئيس جمعية تل برما التعاونية الزراعية حمد الذيابات في حديث لـ"عمون" ان المضي في اعمال التعدين يعني تدمير مساحات واسعة من الاراضي المزروعة بالمواد العلفية والاشجار المثمرة والتي تعد ومنذ سنوات طويلة كما قال مصدر الرزق الوحيد لعشرات الاسر وذلك في اطار مشروع توطين البدو الذي اطلقه الراحل الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه مايعني كما بين رئيس الجمعية تشرد هذه الاسر والتحاقها بركب الفقر المدقع الذي يعتبر مشكلة رئيسية من مشاكل سكان منطقة حسينية معان بشكل عام.

واكد الذيابات ان ابناء المنطقة سيدافعون عن حقوقهم وعما وصفه بمستقبل اجيالهم بكافة الوسائل المتاحة باعتبار المضي في اعمال التعدين تجاوزا لكل الخطوط الحمراء وهذا كما قال الذيابات امر لا يمكن السكوت عليه في مقابل "التهديدات التي نطق بها وفق ما اكده الذيابات متصرف لواء الحسينية الذي هدد المواطنين بحسب الذيابات باستدعاء رجال الدرك" ان حاول المواطنون وقف اعمال التعدين حال البدء بها.

فيما انتقد الذيابات ما قال انه عدم نظر الادارة المحلية في محافظة معان الى مطالب المواطنين بجدية معتبرا ان التطمينات التي اطلقها محافظ معان غالب الشمايله بتاجيل عملية تفويض الارض غير كافية , وما نريده قال الذيابات قرارا جريئا لا لبس فيه يلغي عملية تفويض الارض من اساسها لاطفاء ما وصفه بالنار المشتعلة تحت الرماد، خاصة وان التفويض المشار اليه يعد بحسب الذيابات اعتداء صارخا على واجهات عشائرية تعني كافة عشائر المنطقة التي لن تستكين كما قال لهذا الاعتداء.