عمون - عقد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور خلال زيارته الحالية الى السويد عددا من اللقاءات مع كبار المسؤولين السويديين تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في المجالات كافة وتطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط. فقد التقى رئيس الوزراء مساء الثلاثاء رئيس مجلس النواب السويدي اربان اهلين وبحث معه العلاقات الثنائية وتطورات الاوضاع في المنطقة.

واستعرض النسور مسيرة الاصلاح الشامل التي ينفذها الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

واكد الاصلاحات السياسية التي ينفذها الاردن ستسهم بشكل كبير في تعزيز الديمقراطية والحريات. وعرض رئيس الوزراء موقف الاردن من التطورات الجارية في منطقة الشرق الاوسط لا سيما ما يتعلق بالأزمة السورية وتداعياتها على الاردن، مؤكدا موقف الاردن الداعي الى ايجاد حل سلمي للازمة السورية يوقف نزيف الدم في هذا البلد الشقيق. وبشأن القضية الفلسطينية اكد النسور ان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية والاساس في الشرق الاوسط، لافتا الى ان المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار ما لم يتم ايجاد حل عادل ودائم لها.

واشار بهذا الصدد الى ان الخاسر الاكبر مما يجري في المنطقة هو الاسلام وصورته التي لحق بها اذى كبير لافتا الى الجهود التي يبذلها الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لإيضاح الصورة الحقيقية عن الاسلام باعتباره دين محبة وتسامح مؤكدا ان الاسلام بريء من الافعال الاجرامية التي ترتكب باسمه من قبل التنظيمات الارهابية. بدوره اكد رئيس مجلس النواب السويدي تقديره للدور الهام الذي يلعبه الاردن بفضل قيادته الحكيمة في إحلال السلام في منطقة الشرق الاوسط.

كما التقى رئيس الوزراء مع وزيرة الخارجية السويدية مارغوت ولستروم وبحث معها تطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط. وجدد النسور التأكيد على الموقف الداعي لايجاد حل سياسي للازمة السورية بما يكفل الامن والاستقرار لهذا البلد الجار والشقيق ويضمن عودة اللاجئين السوريين الى بلدهم.

واستعرض تداعيات الازمة السورية على الاردن والضغوطات الكبيرة التي تفرضها ازمة اللجوء السوري على الاردن وعلى جميع القطاعات والبنية التحتية والخدمات لاسيما في مجالات التعليم والصحة والمياه وسوق العمل.

وبشأن القضية الفلسطينية اكد رئيس الوزراء دعم الاردن لكافة الجهود الهادفة لإعادة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات وصولا الى تحقيق سلام عادل وشامل للقضية الفلسطينية لافتا الى اهمية الزام اسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

واعرب النسور عن تقدير الاردن لموقف السويد الداعم للقضية الفلسطينية وهي اول دولة عضو في الاتحاد الاوروبي قامت بالاعتراف بفلسطين كدولة.

من جهتها اعربت وزيرة خارجية السويد عن شكرها وتقديرها لموقف الاردن تجاه القضايا والتحديات التي تمر بها المنطقة مثمنة دور الاردن في تعزيز الامن والاستقرار في المنطقة واسهامه في محاربة الارهاب.

واكدت اهمية زيادة التعاون والتنسيق بين البلدين تجاه كافة القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما اكدت ضرورة ان تلعب الدول الكبرى دورا اكبر في اعادة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات للتوصل الى تسوية للقضية الفلسطينية.

واشارت الى اهمية دعم المجتمع الدولي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الاونروا " لمواصلة تقديمها للخدمات الاساسية التي تقدمها للاجئين في مناطق عملياتها. كما التقى رئيس الوزراء وزيرة التعاون الانمائي الدولي في السويد ايزابيلا لوفين وبحث معها آليات تعزيز التعاون المشترك في المجالات كافة. واكد النسور حرص الاردن على تعزيز علاقاته مع السويد وفتح مجالات اوسع للتعاون الثنائي والاستفادة من الخبرات التي تتمتع بها السويد. واستعرض الجهود التي تبذلها الحكومة بتوجيهات من جلالة الملك لتعزيز بيئة الاعمال في المملكة.

واكد تقدير الاردن للمساعدات التي تقدمها السويد للمشاريع التي تخدم الوضع الانساني والتي يستفيد منها اللاجئون السوريون في المملكة.

واشار رئيس الوزراء الى رغبة الاردن في الاستفادة من الخبرات الفنية والاستشارية السويدية لدعم تنفيذ مشروع ناقل البحرين الذي سيسهم في ايجاد حلول للتحديات المائية التي تواجه الاردن. ولفت الى امكانية دعم السويد للمشروعات الاستراتيجية التي يعتزم الاردن تنفيذها سواء في مجال المياه او في مجال الطاقة وان يكون هذا الدعم مباشرة من خلال العلاقات الثنائية بين البلدين.

واكد النسور ان المشروعات التي تحظى بالأولوية التي تعمل عليها الحكومة حاليا ذات صلة بأمن الطاقة وتنويع مصادرها مشيرا بهذا الصدد الى مشروع انبوب النفط بين العراق والاردن اضافة الى وجود عطاءات دولية لـــ 12 مشروعا في مجالات الطاقة المتجددة.

وأوضح ان الاردن ركز منذ بدايات تأسيسه على الاستثمار بالإنسان باعتبار ان الطاقة البشرية هي الاهم والاقدر على احداث التنمية الحقيقية لافتا الى الجهود التي تبذلها الحكومة في مجالات محاربة الارهاب والفكر المتطرف. واشار بهذا الصدد الى مشاريع وجهود الحكومة لدعم وتمكين المرأة والشباب وتعزيز دورهم في الحياة العامة لافتا بهذا الصدد الى الخطاب الذي القاه سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد خلال افتتاحه للمنتدى العالمي للشباب والسلام والامن والذي ركز سموه خلاله على الشباب باعتبارهم الرصيد الاستراتيجي والثروة الحقيقية لأي دولة.

من جهتها اعربت وزيرة التعاون الانمائي الدولي السويدية خلال اللقاء الذي تخلله غداء عمل عن تقديرها لحجم الضغوطات المفروضة على الاردن نتيجة الازمة السورية مشيدة بالطريقة المنظمة التي تحكم تعامل الاردن مع اللاجئين السوريين. واكدت الحرص على زيادة التعاون مع الاردن لخدمة قضايا التنمية فيه ودعم المشاريع التي تستهدف تحسين نوعية حياة السكان مشيدة بمشروع ناقل البحرين الذي يوفر مياه الشرب لثلاث دول.

وسيحضر رئيس الوزراء الى جانب رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر العالمي للمياه المنعقد حاليا في ستوكهولم مساء اليوم حفل جائزة ستوكهولم للمياه الذي سيقام تحت رعاية ملك وملكة السويد. --(بترا)