facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حمد الحجايا يكتب : ملك انسان


04-10-2015 11:59 PM

عندما ينثال الخطاب السياسي, برؤياه الفكرية, التي تتلمس اوجاع وآلام كل مدركات الحواس البشرية, في معانٍ صادقة, ونابعة من قلب ملك انسان’, يحب الحياة ويحترمها , عندها يلج ذاك الخطاب الى العقل وتباركه الحواس جميعها, فتستقر تلك الافكار بالضمير الانساني عند كل متلقي لتلك الرؤى .

فعندما يستهل الملك عبدالله خطابه , بمعان رائعة , تلمس الروح , ويدركها العقل الانساني فيبدأ خطابه الفكري بتواضع انساني , تكلل تاج ملكه الحكمة التي تقتات من رحيق المعرفة, التي تزود بمائها من نبع الحياة كانسان , فعرف كيف يدير حكمه برشاد , فابتعد عن ممارسة السلطة كحاكم , فمثله لا تحتمل الروح الانسانية فيه اثم الوقوع في خطيئة الاشتهاء للتسلط , عندما يتمادى الملوك في استخدامها كقوة ممكنه للحكم للسادي , لكن خياره كان للانسان فيه , فكانت الحكمة منارة ترشد طريقه , الى فضيلة الايمان بالفكر كمنهج حكم راشد , ومستنيرا بالحكمة , متسلحا بثمية الايمان , متحليا بمحاسن الاخلاق , وقيم الاحسان , التي يشعل بزيتها فتائل اسرجة المعرفة , لتنير تلك الطريق .

وتستمع للملك عبدالله في هذا المحفل الدولي الاكبر لدول العالم وزعمائها , تجد انك امام ملك متحضر وصاحب فكر, مرتقٍ بخطابه , ليسمو به الى ما فوق الخطابات السياسية , التي يقتلها الاسفاف الرسمي المألوف في خطابات القادة العرب.

وعندما يضع الملك زعماء العالم امام اسئلة حائرة, وفي علمه ان شعوبهم ما زالت تنتظر من حكوماتهم اجراءات وخطط وبرامج زمنية للقضاء على الارهاب الذي اصبح مصدر ترهيب وترويع لهم , فمن المؤكد سيستمعون لخطاب العقل من ملك عربي ومسلم يحترم , واضعا المشكلة وحلها امامهم بصدق , فيبدأ بتعظيم الفكر والمباديء الانسانية , لمواجهة الارهاب بشكل افضل , وبمنهجية فكرية , لتغير البنية الفكرية الثقافية التي شابها الكثير من التشويهات , وتنقيتها مما علق بها من اخطاء فكرية وعقائدية, تراكمت عبر ازمنة وحضارات مختلفة , فتركت اثرا كبيرا منها , وما زال يشوه العديد منها ثقافات شعوب عديدة, في كل المجتمعات في العالم .

فيضع الملك تصورة للحل الامثل في هذا الوقت بالذات , لحركة تصحيحية جديدة فيدول العالم اجمع وشعوبها باحداث ثورة فكرية جديدة, تستمد ثقافتها واخلاقياتها من قواعد سلوك جديدة تشترك فيها الشعوب على ثوابت يحترمها الجميع مثل السلام والرحمة والتسامح ومكارم الاخلاق واحترام الحياة وتعظيم الخير والقيم الاخلاقية المثلى التي تستمد فضائلها من الحرية كمعنى ومبدأ يحفز الايمان لدى الناس ما يمنكنهم من حرية الاختيار في كل شيء في الحياة وما تحظى به من احترام وقدسية .

ويتبع الملك في خطابه اسلوب المباشرة في القضايا التي تحتاج الى الصدق والصراحة خاصة عندما يوجه الخطاب الى زعماء العالم ولشعوبهم , وكانه يرسل رسائل سياسية لشعوب الدول الديمقراطية , التي تستمع شعوبها وتعيش مجتمعاعتها بحالة مكاشفة ومصارحه بصدق مع حكوماتها , فالملك يخاطبهم بصدق وهو يعرف مدى تأثير الخطاب السياسي المبني على تلك الصفات , خاصة في مجتمعات تقدر الحياة وتحترم المعاني الصادقة , فتلك الشعوب هي من تتشكل منها الحكومات في دولهم .

ويطرح بعدها الملك باسلوبه السلس البسيط , كيفية تحقيق هذه الاهداف , مستشرفا افاق المستقبل الرحبة , وضيق الرحاب بما وسعت جراء حالة الضياع التي ستعيشها شعوب جميع الامم في هذا العالم , فحقيقة تجدها توقظ المدارك العقلية من خمولها وسباتها , على ان تستفيق من حالة العجز الذي يعيشها العالم .

ولكن الرائع بخطابه انه بين ان الميدان الحقيقي للمعركة العالمية هو ميدان الفكر , والذي تفضي مشاعل الفضيلة طريق النور والحياة فيه , وعلى العالم اجمع ان يتبعها ليخرج من هذا المأزق .

فيتناول قيمة الفكر كقوة وسلاح في تلك المعركة, فبهذا الطرح ينحاز كليا الى, االمنهج السياسي المتحضر للملك والحكم الراقي في ادارة مثل تلك المعركة التي يدور رحاها مع الارهاب , فيحدد اوليات النصر بهذه المعركة , لن تكون بغير ذلك من وسائل القوة والتسلح التي لن تنتصر في مثل تلك الحرب .

ولم يترك الملك عبدالله الامر معلقا كبيان انشائي مفتوح النص , لا بل يقترح الحلول ويضعها على طاولة الحوار بين يدي زعماء العالم وشعوبهم جميعا فيقترح الحلول المتمثلة في القيم المشتركة، التي يؤمن بها الجميع ، من محبة وسلام وعدل وتراحم، و تغير لهجة الخطاب عند الجميع و نترجم معتقداتنا إلى أفعال , لنرتقي بذلك إلى تجسيد القيم والمبادئ لديننا الاسلامي الحنيف , بما يعكس قوة المبادئ التي يستمد منها المسلم إيمانه بخالقه عز وجل .

عندها تتوقف كثيرا , مع نفسك , وتفتح ابواب المقاربات والمفارقات ليمحصها العقل بنقاء صادق ومخلص تطلق فيه العنان , للمنطق ليجري لك هذه المفاضلة في خطاب الملك , فتقف احتراما لتلك الرؤى والافكار بقالبها الانساني البحت التي استساغها العقل والقلب معا , فتشعر حينها بالاعتزاز والفخر , بأ ن هذا هو الملك ابو الحسين رمزا عربيا هاشميا لوطنك الاردن الذي تحب وتنتمي .., فتتسائل بضمير صادق , الا يسحق هذا الملك ان نبادله الحب بالحب , لا خوفا من سلطة , ولا طمعا فيها , لا بل حبا باخلاص , لكونه ملكا انسان , واب له ابناء واسرة يحب لها الخير والعيش بسعادة , ويحب لشعبه ما يحب لابناءه , ويحترم الحياة , ويحب ان يعيشها وشعبه بسلام ومحبة ورحمة , نحبه كملك يقدم نفسه للعالم اجمع بهذه الصفات , كـ" إنسان يحب الله ويخشاه، ويحب البشرية جمعاء .

ويعرف بنفسه اكثر وبعمق " وأنا هنا أيضا، كأب يسعى لأن يعيش أبناؤه وبناته، وأبناؤكم وبناتكم، والبشر جميعا، في عالم يسوده السلام والرحمة والمحبة"، الا تكفي هذه الصفات لملك ان يحظى بشيء من الحب , لا مستجديا له من اجل نفع , بل راضيا بأي قدر منه , تمليه عليكم مشاعركم الخالصة, التي تزودت بالفكر, واقرت بها مدارك العقل , التي حصنت المعاني السامية للايمان في نفوسكم برضى خالص عن معنى الحب في الحياة , فهو اكسيرها التي به تستمر الحياة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :