facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




حبيبي!


حلمي الأسمر
09-10-2015 04:26 AM

ذات يوم كتب الصديق موسى برهومة في صفحته على فيسبوك: «صديقي» و»حبيبي» أكثر كلمتين تعرضتا للإساءة والامتهان والاحتيال وسوء الاستعمال في اللغة العربية!

منذ ذلك اليوم، وكلماته ترن في أذنيّ وكلما سمعت هاتين الكلمتين أو قرأتهما، استدعيت تلك الرؤية الذكية، وانداحت في ذهني جملة من المصطلحات والألفاظ المشابهة، التي تجري على ألسنتنا جميعا، دون أن ننتبه إلى تفريغها المهين من معانيها الجميلة، علما بأن أدبيات ثقافتنا الدينية ومعتقداتنا كلها ترتكز على الكلمة، فنحن ندخل الإسلام بكلمة، ونخرج منه بكلمة، نتزوج بكلمة ونطلق بكلمة، ونقيم بيوتا بكلمة ونهدمها بكلمة، بل إن دلالة الكلمة ولو كانت من حرف أو حرفين، يبنى عليها مؤسسات ودول، وتتحدد مصائر!

وفي الأثر النبوي الشريف، والقرآن الكريم، ثمة نصوص كثيرة، تتحدث عن قدسية الكلمة، وضرورة وضعها في سياج حصين، تبدها عن الامتهان، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ما النجاة؟، قال صلى الله عليه وسلم: (أمسك عليك لسانك و ليسعك بيتك و ابك على خطيئتك). (رواه الترمذي في سننه وقال هذا حديث حسن) وهي نصيحة منه صلى الله عليه وسلم بتقليل الكلام إلا في خير، قال الله تعالى: «ما يَـلفظ من قول إلا لدَيه رقيب عتيد» (ق 18) وذلك لما للسان من خطورة وفي البخاري: «إن العبدَ ليتكلم بالكلمة من سَـخط الله لا يُـلقي لها بالاً يَـهوي بِها في جهنم». وقد يخرج العبد من الإسلام بكلمة يقولها بلسانه كما فى الحديث وكما هو نص كتاب الله تعالى: «ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وءآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم» (التوبة 65) وفي الحديث الحسن الصحيح، عن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِى بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِى الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِى مِنَ النَّارِ. قَالَ لَقَدْ سَأَلْتَنِى عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ . ثُمَّ قَالَ أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ. قَالَ ثُمَّ تَلاَ (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) حَتَّى بَلَغَ (يَعْمَلُونَ) ثُمَّ قَالَ أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ . قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ . ثُمَّ قَالَ أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ. قُلْتُ بَلَى يَا نَبِىَّ اللَّهِ قَالَ فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا . فَقُلْتُ يَا نَبِىَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ !

قال أحد الصالحين: القلوب كالقدور تغلي بما فيها، وألسنتها مغارفها، فانظر إلى الرجل حين يتكلم فإن لسانه يغترف لك مما في قلبه، حلو وحامض، وعذب وأجاج، وغير ذلك، ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه.

ونقل عن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قوله: تحدّثوا تُعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه فإذا تحدث عُرف!

لو قيض لأحدنا أن يسجل كل كلام قذفه في وجوه الخلق طيلة النهار، ثم أعاد الاستماع إليه في خلوته، لهاله حجم اللغو والعبث وفضول الكلام وزوائده، الذي ينطلق من ألسنتنا، دون أن نلقي بالا إلى وبال هذا كله، علينا وعلى الآخرين، بل إن أحدنا سيتمنى لو كان بلا لسان، على أن يكون تحدث بكل ذلك «الهراء» مجاملة أو خوفا أو طمعا!

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :