عمون - محمد الخوالدة - يبدو ان كل ما كتب وما تم تنفيذه من مبادرات وما تم التوصل اليه من توافقات بخصوص وقف الهدر في نفقات ولائم الاعراس في محافظة الكرك لم يؤتِ أُكله بعد رغم مرور سنوات على اطلاق تلك المبادرات والتوافقات لتكون كل الجهود المبذولة كما وصفها منفذون لاحدى المبادرات ذات الصلة صرخة بواد غير ذي زرع..

وقالوا إن الهدر ظل قائما بكل سلبياته لدى الكثيرين يتساوى في ذلك بحسبهم المقتدر والمعسر منهم.

وأضافوا ان كل ما يتم في هذا المجال لا يخرج عن كونه احتكام لاعراف اتى عليها الزمن وباب من ابواب التفاخر والتباهي ليس الا.

اخر ما تم بهذا الخصوص في احدى مناطق محافظة الكرك ومن باب المثال لا الحصر ان احدهم اشترى لحما بلديا بقيمة (15) الف دينار لاقامة وليمة زفافه، واذا ما اضفنا لذلك ما تحتاجه الوليمة من لبن جميد وسمن بلدي ومن بناء صيوانات ومستلزمات اخرى فان هذا يعني ان الوليمة العتيدة ستكلفه مايزيد على (20) الف دينار ، المفارقة ليست هنا بل لسبب آخر مفادة بحسب مقربين من العريس ان كل اثمان اللحم واللبن الجميد كانت بالدفع الاجل ما يعني وفق اولئك المقربين ترتبت ديون على العريس تقارب الـ(8) الاف دينار فكل ما حصل عليه العريس من "نقوط" كما قالوا لم يزد عن عشرة آلاف دينار .

واذا كان صاحب العرس الذي نتحدث عنه اكتفى باقامة وليمة واحدة فان الخطأ والخسارة يتعاظمان ان تحدثنا عن عرسان اخرين يحتفلون بمناسبة عرسهم لاكثر من يوم فيقيمون في كل ليلة وجبة عشاء فاخرة، وهذا يعني وبدون وجه حق انفاق عشرين الى ثلاثين الف دينار يسجلها اكثر العرسان في قوائم الديون التي ستترتب عليهم والتي ستخضعهم لمعاناة سيعيشون تداعياتها لاحقا.

احد منفذي مبادرة جرى التوافق عليها في المحافظة مؤخرا لوقف الهدر في اقامة ولائم الاعراس كشف المستور وقال " لاكثر من عام ونحن مجموعة متطوعين نجوب انحاء المحافظة، نقيم لقاءات التوعية بمخاطر الحالة او نلتقي عقلاء الناس فنتعاهد معهم بل ونوثق كل ما يتم التوافق عليه لكن الناتج لا شيء في ظل عدم التزام الاكثرية بما يقرونه ان لم يكن بعض هؤلاء بحسب المتحدث اول من يتحلل من التزامه الادبي بما وافق عليه ليكونوا حجة علينا لا لنا، لذلك فقد تخلينا عن الفكرة طالما ان جهودنا وعناءنا سيظل في واد غير ذي زرع".