facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في ذكـرى استشهاد وصفي التل .. اعادة تقويم


فارس الحباشنة
29-11-2015 04:51 PM

كلما حلت ذكرى استشهاد وصفي التل، تعود الذكرى بما هي محملة من شجون بامال والام وطنية لتخيم على وجدان الاردنيين، كل عام يحفر الاردنيون حفلا وطنيا مختلفا باستذكار الشهيد التل في ذكرى أستشهاده. ولعل الخوف على الاردن، هو واحد من الدوافع المتعاظمة على تنامي ذكرى استشهاد وصفي التل «المشروع « في وجدان الاردنيين، ولعل قسوة العيش وضنكه وما يعانيه أبناء «الاردنيين الحراثين» من تهميش وأقصاء سياسي واجتماعي، ولعله حنين جمعوي الى لحظة عزة وطنية وبناء عظيم في جسد الدولة الاردنية التي تنهشها اليوم طبقة « البزنس « بتحالفها مع السلطة. أكثر من عامل موضوعي ينتج أسترداد الشهيد وصفي التل « المشروع « من الذاكرة الى التاريخ، وهي تحولات كبرى وصغرى تنتج حنينا الى زمن وصفي التل، لربما أنه الشعور الجمعوي الاردني بالانسحاق والهزيمة والخوف من مجاهيل المستقبل. ولعله تعبير عن يأس الاردنيين عندما تحولت الجامعة الاردنية التي وضع الشهيد وصفي التل «لبنة» تأسيسها حاضنة لتعليم من يملك «النفوذ والمال « حيث تم خصخصة برامجها ومساقاتها التعليمية ومرافقها العامة وفضاء الجامعة تغزوه علامات ماركات المطاعم الامريكية. هو لجوء لتلك السلطة والقوة الوطنية التاريخية الحنونة، لاكتشاف ما تعانيه الذات الوطنية من تهشيم وتجريح وتصفير لقيمها، أنها عودة الى الاب الاكبر الحاني بافكار وقيم مشروعة للنهوض بالمشروع الوطني الاردني. بين عام واخر، يفقد الاردنيون كثيرا من مكتسبات « وطنية رمزية»، اكثر من 40 عاما من بعد استشهاد وصفي التل وما زالت التنمية عنوانا عريضا معلقا بادارة الدولة، وما زالت مفردات العدالة والحكم الرشيد ملتبسة بحكم تجذيرها في الحالة الاردنية سياسيا واقتصاديا. اليوم، هناك فئة تستعين باستحضار الشهيد وصفي التل بـ»الصورة «، وثمة ما هو اخطر باجادتها الالتفاف على مشروعه وطحن أفكاره وقيمه الوطنية بطريقة لا تمت بأي صلة مرجعية للاصول الوطنية لمشروع الشهيد التل التنويري والتحرري الوطني. وليس من المصادفة أن يرفع شباب في الجامعات وطلاب مدارس « الوصفيون الجدد « صور وصفي وأقواله الجارحة بحق المتخاذلين والمتأمرين على الاردن كاعلام ويافطات تستلهم مشروعا وطنيا مقاوما لاي تبعية واذلال للاردني، مشروع ما زالت قوى حية داكنة بالسواد تقاومه وتحاربه وتريد أن تنزعه من وجدان الاردنيين. هو الشهيد وصفي التل الذي أجزم أنه دخل كل بيوت الاردنيين من أقصى الشمال الى الجنوب، أنه رمز الوطنية الاردنية باجماع شعبي جماهيري عفوي، ليس ثمة سلطة ما تقف وراء ولادات الشهيد التل في وجدان الاردنيين الحي، بل أن ثمة قوى تمانع وأن كانت تلك الممانعة لا تظهر وتمارس بالعلن، الا أن مجرد ذكر أسم وصفي التل يرفرف بالخوف والرعب فوقها. الشهيد وصفي التل في وجدان الاردنيين رمز حي لعداء أسرائيل ورمز حي للدولة الوطنية ورمز للقطاع العام ورمز للتعليم والخدمات الصحية المجانية، رمز حي للريف والاقتصاد الزراعي ورمز لخدمات الدولة العادلة للفقراء والمهمشين في الاطراف، ورمز حي لنموذج تلاحم الدولة مع الشعب. ذكريات الاردنيين مع الشهيد وصفي التل تفتح الافق لأطلاق توثيقي مشروع لتدوينها من الميدان، وكثيرة بالطبع هي الحكايات التي يتواترها الاردنيون، هذه المدرسة شيدت في زمن وصفي التل، وهنا كان يجلس وصفي التل، وهنا كان يشرب الشاي مع صاحب دكان او حارس أمن لمؤسسة حكومية، وهكذا كان وصفي يلتقي مراجعي الدوائر الحكومية ويستمع الى مظالمهم ومطالبهم.. حكايا لا متناهية. صورة مشهد الاردنيين الذين أموا أمس ضريح الشهيد وصفي التل تلخص بالاهات والالام والاوجاع والحسرة وبما هو موجز.. «كم أننا نحبك يا وصفي وكم أننا بحاجة اليك «. -

"الدستور"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :