facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




النصف الاخر .. سعادة أم تعاسة؟؟ الدكتور فايز أبو حميدان


01-12-2015 01:49 PM

ليس من السهل إيجاد شريك حياة يشعرك بالسعادة والغبطة دوماً ، وليس من السهل أن تكون متأكداً بأنك ستنهي مشوار الحياة سعيدا الى جانبه، فبعد الزواج يبدأ كل منا في البحث عن نقاط الضعف والسلبيات لدى الآخر. ففي مجتمعنا العربي وتماشياً مع العادات والتقاليد لا يوجد فترات كافية للتعارف، كما هو الحال في المجتمعات الأخرى، لذا فمن الطبيعي ان يكون الصدام بعد الزواج وارد، فبعد فترة (الخطوبة) والتي نتظاهر فيها بأننا ملائكة ، يذوب الثلج وتظهر الأمور على حقيقتها، ناهيك عن حياتنا المجتمعية المليئة بالتدخلات الخارجية التي تعقد الأمور اكثر فأكثر، فالجميع يتظاهر بحبه لمصلحة الزوجين ويسمح لنفسه بالتدخل سواء كان أحد الأقارب، الجيران او المعارف ، وبالتالي تصبح الحياة الزوجية لهذين الشابين مثل المسرحية يشارك الكثيرون في اخراجها .
ومن جانب آخر فإن شبابنا لم يصل حتى الآن إلى مرحلة الإستقلالية ، وعدم السماح للآخرين بالتدخل في شؤونه الخاصة ، بل انهم وخاصة الفتيات يقحمن الأهل في حل أكثر المشاكل خصوصية حتى لو وصلت الأمور الى الحياة الجنسية من حياتهن ، وذلك من منطلق أن الأهل هم الكافلين للحياة ، وكأن الفتاة قطعة أثاث يمتلكها الأب او الأخ او الأم أو حتى الزوج ، والشاب ليس بأفضل حال، فهو إلى جانب إقحام عائلته وأقاربه يشرك أصدقائه في حل مشاكله مع زوجته واتخاذ قرارات بحقها ، وإذا وصلت الأمور الى حد الإنفصال تصبح الأمور مشكلة عامة، و تحتاج الى قرار من هيئة الأمم المتحدة .
نحن لا ننكر بأن التطورات المجتمعية والإقتصادية في السنوات الاخيرة، قد غيرت شيئاً بسيطاً من هذه الأمور، ولكن هناك تطورات سلبية أدت الى عزوف الشباب عن الزواج ، وهذا يجعل الأمور أكثر تعقيداً في إيجاد الشريك المناسب والفرصة الصحيحة ، كما أن التقدم في السن جعل إمكانية الإنجاب صعبة من الناحية الطبية خاصة للفتيات.
لقد صدرت عدة مقالات تتحدث عن العلاقات الزوجية، مفادها بأن الحياة الزوجية هي حل وسط بين شخصين يربطهما الحب والإحترام ، والخلاصة أنه ليس هناك شريك مثالي ، ولكل شريك حسناته وسيئاته ، وقد ظهر مصطلح علمي حول ذلك، سمي (Semi-Happiness ) وهذا يعني أن الإنسان راضي بشريك حياته و لا يعيش في تعاسة ولا في سعادة مطلقة معه.
إن العلوم النفسية في الحياة الزوجية قد وصلت الى استنتاج هام يفيد بأنه لا يوجد علاقة مثالية كما نتخيل، فالحياة الزوجية تشبه ورشة بناء تبدأ بالحفر والبناء يوماً بعد يوم ، وفي كل يوم نجد بها تحديات وانتكاسات ومن يريد شريك لحياة مثالية لا يوجد فيها أي خطأ فهو شخص مثالي ويضع الحياة الزوجية في وضع حرج مليء بالمشاحنات والغضب والضغط مما يؤدي الى التصادم وخيبة الأمل.
ولنتطرق لمسألة الروتين في الحياة الزوجية، فليس سيئاً أن يكون هناك روتين حياتي معين ، وخاصة في الزواج طويل الأمد ، ولكن علينا دائماً محاولة كسر الحياة الروتينية، والتي قد تؤدي أحياناً الى الشعور بالضجر وربما الابتعاد عن الشريك.
اما الحياة الجنسية في مجتمعنا ، وخاصة بعد سنوات طويلة من العمر ، فقد تتأثر بعوامل عدة أهمها: عزوف الزوجات ، والشعور بالخجل من هذه الأمور كون الأولاد قد اصبحوا كبار ، وهذا خطأ جسيم لأن الحياة الجنسية هي مسألة هامة ، والعزوف عنها عند كبر السن يؤدي بالرجال للزواج من جديد، واكثر الأحيان من فتيات اصغر سناً منهم بكثير ،ما يعقد الحياة أكثر وأكثر.
إذن فالحياة الزوجية هي مشروع بين شخصين يجب أن يعملا على إنجاحه ، وهذا يتم عبر الإنفتاح والصراحة في طرح الأمور، ويجب ان يمنح كل منهما الآخر حرية مدروسة، وربما نشاطات منفصلة عن الآخر، و عليهما أن يتشاركا في إيجاد حلول للمشاكل وعدم إقحام الآخرين في الحلول.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :