facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




«ولائم الطارات» .. تعيد ألق الماضي


13-02-2016 04:37 AM

عمون - حيدر المجالي - ولائم «الطّارات» التي تعتمد على الاكل من المنسف الواحد، مجموعة تلو الآخرى، كانت ذات حين من الطقوس الأردنية التي تنُمّ عن الكرم العربي الأصيل، المؤطر بالبساطة، وعدم التبذير.
لكن هذه العادات الطيبة، اختفت منذ ثلاثة عقود، مما دفع البعض لإحياء ذاك الزمن الجميل، فتم إطلاق مبادرات وطنية، لجمع طعام الأفراح والاتراح، وتوزيعه على الأسر المحتاجة، قبل إلقائه في القمامة.
هؤلاء يرون بأن إطعام الجائع أولى من الضيف، فهو مُقدمٌ على الجميع، فحين تُقدم (المناسف) في دعوة فرح أو ترح، فإن المبالغة في تكثير عدد (السدور) مبعث على التبذير، والإسراف، وهو مانهى الله ورسوله عن فعله.
ما كان يحرص عليه الأوائل من أفعال مُحببة، بات يُنعش ذاكرة من عاشوا في ذاك الزمن الجميل، حيث تنعدم الأنانية، وحب الظهور، والكبرياء، والبطر في إعداد الطعام وتقديمه.
يقول الشيخ محمد الشرعة: تلك أيام فيها بهجة، وفرح، وتعاون، ومحبة، بين الجميع، فتذوب الفوارق الطبقية بين أفراد مجتمع الحيّ أو القرية، فحين يتم الإعلان عن وليمة زفاف، ترى الفرحة في عيون الناس، فيهبون للمشاركة.
لا يتأخر شخص عن الحضور سواء دُعي أم لم يُدع، حسب الشرعة؛ فمن هنا جاءت فكرة (الطارات) التي تعتمد على التحلّق حول المنسف الواحد، فوج تلو الآخر، لكن أخلاق الناس تبدو جليّة، فيكون تناول الطعام بأدب، مما يسمح لكل(طارة) أن تشّبع من ذات المناسف.
« ولائم الطارات « تفسح المجال أمام الجميع لمشاركة صاحب الوليمة، في تناول الطعام، وإنْ اختلفت المناسبة، فيسعى الجميع للمواساة، والمساعدة، فهي السمّةُ البارزة في التكافل الإجتماعي بين سكان الحيّ أو القرية.
ويشير الشّرعة إلى أن همُّ الداعي أن يأكل الجميع ويفرح الجميع؛ لكن هذه العادات الطيبة اختفت عن مجتمعنا، فأصبح الجائع لا يُدعى، والأطفال ليس لهم نصيب، وقد يقف شخص أو إثنان على منسف واحد يكفي لسبعة أشخاص، وإن إنضم ثالث، تجد التجهم والامتعاض من المدعوين.
المبادرة في جمع فضلات طعام الولائم، إنطلقت في الجنوب، فنفذها أشخاص من خلال جمع تلك(المناسف) بعد تزيينها وتأهيلها، ثم الإنطلاق بها نحو العائلات المستورة؛ كل ذلك يتم بالاتفاق مع صاحب(العزيمة).
أحد الناشطين في العمل الخيري، فضل عدم ذكر اسمه، يرى بأن الفكرة ناجحة، وأن تقبُّل الفقراء لها، يشي بأن الحاجة لمثل هذا النوع من الطعام، يُرضى أرباب الأسر كما يُشبع أطفالهم.
جمعية زمردة الخيرية، شرعت في تنفيذ المبادرة، فجمعت الطعام من بعض الولائم، سواء التي تُقيمها الجمعيات أو الأفراد، وقامت بتوزيعه على العائلات المستورة، في منطقة أبو علندا، حسب عضو الجمعية أحمد عبيدات.
ويعتبر المواطن عبدالله الدبايبة، أن معظم الكميات التي يتم تقديمها بالأفراح والاتراح بعد تناولها، تُلقي في القمامة، في ظل عدم وجود متطوعين لجمع هذا الطعام ، رغم صلاحيته للاستهلاك.
ويدعو الدبايبة الجمعيات وبنوك الطعام، جمع مخلفات الولائم السليمة، وتهيئتها مرة أخرى، لتُقدم للفقراء والمساكين، بدل أن تُرمى في صفائح القُمامة.
في بلدة راكين/الكرك، أعلن 900 شاب، اختصار الولائم، لتوفير المبالغ المالية المهدورة في هذه المناسبات وتوجيهها لنفع الميت من صدقة لطلبة العلم او توزيعها على الفقراء والمحتاجين وبناء المساجد.
ربما تكون هذه المبادرات مؤشرا للوعي المجتمعي، لكنها قد تُخترق، بسبب العادات وكلام الناس؛ لكنّ إعادة العمل بنظام(الطارات) مطلب، يُعيد الألق للماضي الجميل، ويرسم الفرح على وجوه الجياع.. فهل تتحقق الرؤى؟!.

الرأي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :