انثر ورودك يا وطني في وجوه الغادرين، واحثو التراب عليهم ، وامتشق من روح هزاع ووصفي سيف المهابة والجلالة، وادعهم على شرف الاردن، ونبئهم عن قصة الوطن الذي اشتق من عيون الحالمين، واليوم الذي ارتقى فيه الخالدون لاجل عزة الاردن، وطهر فلسطين.

واستدعي حاضرة الشهادة والتاريخ، وابعث في الاجيال عاصفة لا تلين.

وجددي عهد الاوطان يا روح التاريخ ، ولا تغيبي من مشهد يوم عز فيه الصادقون.

انثر عبيرك يا وصفي فالاردن يشكو الحنين، وتقدم يا حابس في ساحات الوغى، وعطر باب الواد واللطرون.

واخرجوا يا بيارق المجد سراعاً، واحتضنوا الحلم الوطني الكبير قبل ان يزوروا وطن الطيبين.

وداوي جرحك يا عالي الجبين، ولا تبتس عليهم فما هي الا حكاية الاردنيين.

فعلى حد الشرف دانت نفوسهم، وكانت لا تلين، وخلِ عنك عهد حكومات الخنا والتفريط والذل المبين.

ولتثر يا بركان الغضب الشعبي، وعلى هدي الله اندفع لتحفظ طهر الثرى، ولا تغب عن مأزق الكرام، ومن انارت قلوبهم ساحات العز، وتواصوا بالخير في وطن مكين.

وانهض يا عهد الرجالات فقد ادلهم الخطب، وتساقط الركب، وعم الكرب والجدب، وتبدلت الوجوه، وضاعت ملامحنا الوطنية، فتقدم بلا ريب، ولا تتأخر عن موعد التاريخ والهوية.... ويمم صوب القلب.

ولترتفع القامات، والرايات، ولتنسج مجددا قصة الوطن الذي لا يغيب، ذاك الذي تسامى في ارواح الطيبين...
يا ايها الاردني الذي عصفت به السنون، وتكالب عليه الفاسدون، والناهبون ، والمتآمرون، والساسة البائسون، ومن جاءت بهم الصدف في عمر الزمان.

انهض يا هذا الذي ما وهن يوماً في وجه الردى، واستعلى بطيب التراب، وتدثر بالثرى العذب، واطلق في الكبرياء عمان.

انبعث يا ايها التاريخ فاليوم على شرف الوطن يتنادى الاوفياء، وقد شرعوا في ازدواجية الوطن والتلاعب بالولاء، واوفي بعهد الرؤساء الذين نحسبهم عند الله شهداء، واحمي الحمى الطيب، واحمي الثرى الطيب من الارزاء، وقبل وجنة الوطن بتأن، وخشوع، ونقاء.

اخرج عليهم فهم في التيه يضربون، واتلوا عليهم نبأ الوطن الكامن في حدقات العيون، واقسم القسم العظيم... "أنا منذورون لله ثم لاجل الاردن لا نهون، وأنا الباقون، وان موعدنا وطناً اما ان يكون او يكون".