facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سلمى أبو سليم


عبد الهادي راجي المجالي
30-05-2016 03:09 AM

مشهد يبعث على الألم ,طفلة في العام الثالث من عمرها تصاب بطلقة طائشة في الرأس وتستقر في رقبتها , ثم تنقل من مستشفى السلط إلى البشير لإجراء عملية جراحية عاجلة , يتم من خلالها إخراج الطلقة ..وترقد في المستشفى الان وكما يقول الأطباء :- وضعها حرج .
سلمى أبو سليم من السلط ...كان بإمكانها أن تكبر سريعا في لمحة عين ..كان بإمكانها أن تصحو في الصباح مثلنا , وتلعب وتحظى بقبلات الوالد وربما تغفو على صدره ..كان بإمكانها ,أن (تخربش) بقلم قديم على حيطان الدار وتحاول أن ترسم شيئا , وكان بإمكانها أيضا ...أن تلعب وحدها بالمخدات وربما , في لحظة طفولة بريئة , تقذف ببعضها ..أو تنبش صوف بعضها ...
ولكنها بدلا من كل ذلك , ولحظة جلوسها مع أهلها ..تداهمها طلقة وتخترق رأسها ثم تستقر في رقبتها ...أنا لا أعرف هل يدرك مطلق الرصاص الذي إغتال الطفولة , حجم لوعة الأم ...هل يدرك حجم وجع الأب وهو يحملها إلى المشفى , والدماء على قميصه .. هل يدرك حجم ما أصابنا من وجع ونحن نرى صورة تلك الطفلة على سرير المشفى في البشير , وهي معلقة بين يدي ربها ..ترجو رحمته .
ما حدث جريمة , بكل المقاييس ...هو أعمق من جريمة لأن الضحية طفلة تعلمت المشي للتو , وما حدث ..لا يحتاج لعقاب رادع , بل يحتاج لما هو أقسى من ذلك ... إلى نشر صور الجاني والسلاح المستخدم ,كي يدرك الناس في بلادنا أن من يغتال الطفولة , قادر على إغتيال وطن وإغتيال الحياة ..
منذ عشرين عاما , والصحافة تصرخ ..والأمن العام لم يترك ورشة أو ندوة إلا وتحدث فيها عن ظاهرة إطلاق النار , حتى رأس الدولة جلالة الملك ضج بالأمر وتحدث عنه ...وفي النهاية وبكل برودة أعصاب ..يخرج أحدهم سلاحه ويطلق النار ويغتال سلمى ...
أوجعتني صورة الطفلة , وهي ممدة على السرير ..تصارع من أجل الحياة ..أوجعتني حد البكاء ...كيف يجرؤ أحدهم على إغتيال الورد والضفيرة والقصائد ..والحب , إن قبلة على خد سلمى من أبيها كافية ..كي تختصر كل الشوق وكل قصص الغرام في هذا العالم ...وإن مسك أمها المشط , وترتيب شعرها هي لحظة صباح سلطي دافىء أغلى عند الأم من كل ..مغريات الدنيا ومن كل تفاصيل الكون
أطالب ..ليس ثأرا لسلمى , ولكن ثأرا للوجع الذي يسكن صدورنا ..بنشر صورة الجاني ..حتى نعرف تلك الوجوه التي تحترف قتل الورد في بلادنا .

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :