التشبيه «جاي طبع» ،مهما حاولت ان ابتكر او أغير او أقارن..فلن أجد تشبيهاً أقرب من تشبيه الحكومة بــ «الكنّة»..كما لا انكر اني استخدمته مرتين في السابق؛ مرة في مقال حمل عنوان «الكنة الجديدة» ومقارنة تصرفاتها مع تصرفات الحكومة الجديدة..ومرة أخرى بعنوان: « صراع السلفات» وكيف يتقاطع مع صراع الحكومات التي تخلف بعضها..وما يتضمن هذا الصراع من كشف للفضائح والتخريب على الآخر والتقرب للعم والعمة من خلال «اسفنة» السّلفة الأخرى..

هذا اليوم أجد نفسي مضطراً لتشبيه الحكومة بــ»الكنة» من جديد ، لكن هذه المرة بالكنة الــ»ضايع بختها» عند حماتها!!..إذا طلعت طبختها «ناقصة ملح»..ما بعجبها» ..مش حاطة ملح؟!!..وإذا كانت الطبخة «مالحة»..»شوهالأكلة.. حاطة.. صبّور ملح؟!!»..واذا كان ملحها معتدل..وساخنة : «ولّ من الفرن لجاي.. نار كيف بدي اوكلها»؟..واذا دافئة « من الثلاجة جاي .. محينة تسخنهن ع الغاز ملعونة الحرسي»!!..واذا جاءت بالغداء باكراً «حدا بيتغذى هسع»؟..واذا أجلته للعصر: « ول ..صارت المغرب وما جبتي هاللقمة « !! واذا كان ملح الوجبة معتدل وحرارتها معتدلة وتوقيتها معتدل ..رفضت الطبخة ككل بحجة: «مالهاش اسنان تقرقط»..طبعاً «الكنّة» تتظاهر بالصبر وطولة الروح ، لكن الود ودّها ان تختلي بالعجوز خمس دقائق فقط لتقرصها «في نيعها» غلاً وقهراً..

كما لاحظتم المزاج هو الذي يتحكّم بقرار العمة وليس المنطق او المصلحة..فهي على الاطلاق لا تكره «الفعل» لأجل الفعل، سواء أكان مالحاً، حلواً، ساخناً، باردا،ً باكراً، متأخراً ..وانما تكره الفاعل نفسه ..وهذا ما يحدث بالضبط مع حكومتنا..ان فصَلت يا ويلها..وان دمجت يا ويلها..ان قررت يا ويلها..وان لم تقرر يا ويلها..ان أبكرت بالقرار يا ويلها..وان تأخرت يا ويلها..والواضح تماما..ان الكره والتأفف ليس بسبب «الفعل» نفسه وإنما بسبب الفاعل «الحكومة»...لأ وفوق كل هذا ،أتت قصة التساهل بفصل البلديات الأخيرة لتطبق المثل القائل :» مبغوضة وجابت بنت»!!...



ahmedalzoubi@hotmail.com

(الرأي)