facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مأساة البخيت ..


ناهض حتر
20-10-2011 03:40 AM

يمكننا أن نقول اليوم أن "صلة وصل" ما ربطت بين أوساط أساسيّة في الحراك الشعبي وبين الدكتور معروف البخيت.كان ترئيسه, في البداية, مطلبا, ولو ضمنيا, وكانت الهتافات بسقوطه تعبّر عن خيبة أمل بأكثر مما تعبّر عن موقف. بالمقابل, كانت بعض تصريحاته الحادة العلنية ضد الحراك الشعبي لا تعبّر عن موقفه الفعلي. فالبخيت يظل في النهاية, كما يقول السلطية, من "العلبة" نفسها , أي من الإطار الاجتماعي الثقافي الوجداني نفسه الذي خرجت منه قيادات المعارضة الوطنية الجديدة.

رؤية البخيت الوطنية الاجتماعية تتطابق مع منظومة الأفكار والمشاعر المنتشرة في صفوف الطبقة الوسطى من أبناء المحافظات. وهي مزيج من الوطنية الأردنية وهواجس العدالة الاجتماعية والعلمانية الثقافية والإيمان بمكانة الدولة ودورها. ومن الإنصاف القول إن تلك الرؤية انعكست في قرارات حكومية شجاعة مثل تشريع نقابة المعلمين وبرنامج إعادة هيكلة القطاع العام والتمسك بعدم رفع أسعار المشتقات النفطية والسعي إلى تفهم احتياجات المحافظات وإلغاء امتيازات النهب من شركات الديسي, وآخر تلك القرارات, إخضاع سحب ومنح الجنسيات لمجلس الوزراء...

لكن مأساة البخيت - وهي نفسها مأساة الوطنيين الأردنيين التقليديين - تكمن في الإعتقاد بأنه يمكن تمرير البرنامج الوطني الاجتماعي من خلال الآليات البيروقراطية. وهو ما يستلزم, بالتالي, المنافسة على إظهار الامتثالية السياسية,وتقديم التنازلات, وليس تظهير ذلك البرنامج سياسيا من موقع التميّز والاختلاف?

قد يكون البخيت ضعيفا ومترددا وبطيئا. لكن تلك ليست فقط صفات شخصية بقدر ما هي تعبير عن تراجع الدور السياسي للبيروقراطية الأردنية المهشّمة المحاصرة والعاجزة في الوقت نفسه عن التحالف العلني والثابت مع الحركة الشعبية. ولذلك, فإن القيادات البيروقراطية التي تغتبط, ضمنا, لبروز قوى الحراك الشعبي, وترى فيها منقذا, تظل بعيدة عنها وتظل مستعدة للتبروء منها ومهاجمتها للتأكيد على التزامها بالامتثالية السياسية.

جاء البخيت إلى الدوار الرابع على صهوة الحراك الشعبي, ولقي من الدعم من قبل معظم قيادات المعارضة الجديدة, ما لم يلقه رئيس وزراء منذ وقت طويل. لكنه خيّب الظن بتخليه الطوعي عن حقه الدستوري في الولاية العامة وتردده في خوض المعارك السياسية, مما فتح الطريق أمام الموجة المعادية التي حاصرت حكومته, منذ يومها الأول, في جبهة ضمت الرأسماليين والإخوان المسلمين والليبراليين ودعاة المحاصصة, ممن رأوا في توجهات البخيت خطرا, سرعان ما تبين أنه مجرد خطر نظري. ومع ذلك لم يتم التسامح معه. وتواصل الهجوم عليه حتى آخر لحظة.

ارتكب البخيت عدة أخطاء يمكن تلخيصها كلها بعدم تمسكه بحقه في الولاية العامة, وبامتثاليته. لكن ربما كان خطأه الجوهري يكمن في اختياره لـ أو قبوله بـ فريقه الوزاري.

كان الدعم الذي تلقاه البخيت من أوساط شعبية فاعلة, قويا بأكثر مما هو منظور, لكنه استنزفه كله من دون أن يبرّ بوعوده في ضرب العناصر النيوليبرالية وتعديل قانون الضريبة واستحداث قانون " من أين لك هذا" و مراجعة حزمة القوانين الاقتصادية للوصول إلى اقتصاد السوق الاجتماعي وقوننة فك الارتباط ..الخ ثم أنه, بدلا من الهجوم على رموز الفساد الكبرى,كما كان مأمولا منه, امتثل لإقرار المادة 23 المشؤومة المخصصة لحمايتهم! .

لو خاض البخيت معركة البرنامج الوطني الاجتماعي, بروح السياسي وإقدام المقاتل, ومن دون حسابات الامتثالية البيروقراطية, هل كان سينتصر ? كلا . فالبرنامج ذاك لا يمكن تحقيقه من دون جبهة وطنية عريضة مسنودة بحراك شعبي واسع النطاق قادر على تحقيق تحولات اجتماعية سياسية جذرية. لكنه, لو فعل ذلك, لغادر الدوار الرابع وقد أطلق السياق اللازم لولادة تلك الجبهة.

أضاع البخيت على البلد فرصة ثمينة لإطلاق شرارة إعادة البناء, وأضاع على نفسه فرصة الزعامة, وخرج من الدوار الرابع مهزوما, تاركا موقعه لـ"منقذ" من صفوف التكنوقراط! أهي مأساته الشخصية أم هي مأساة البيروقراطية الوطنية التي استنفدت ممكناتها, ولم تعد قادرة على قيادة العملية السياسية التصحيحية كما فعلت مرات عديدة في تاريخ المملكة? أهو عجزه الشخصي أم أن وصفي التل لم يعد ممكنا?.

ynoon1@yahoo.com

(الدستور)





  • 1 20-10-2011 | 02:04 PM

    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • 2 ماهر النمرى 20-10-2011 | 02:06 PM

    إنها مأساتنا كشعب التى تجاوزت الأشخاص ..فالسنوات تمر والزمن يمضى ونحن نجتر إسطوانه محاولات التغيير والتطوير ممن لا يرغبون ولا يستطيعون تقديم الحلول الناجعه لمشاكلنا ..كلهم يدورون فى نفس الحلقه من الوهم والعجز....والقادرون على جسر هذه الهوه ممنوعين من التقدم للحل والإنقاذ...لم يعد فى الملفات القديمه ما يسعف ....مع الإحترام

  • 3 .... 20-10-2011 | 02:10 PM

    زغرد ،بعض ، كتاب التدخل السريع ،جدآ،جدآ،لأبو علي ـعون الخصاونة . وهو ، لم يعلن برنامجآ،ولم يشكل ، بعد، فريقه الوزاري ..؟؟؟؟
    مناورات من تعتقد نفسها نخبة لم يعد ينطلي على أحد.
    تشكيل وزارة ـ أبو علي ـ هي المحك...ال محك...
    وبناءآ على تشكيلهاستتسارع ألأمور أو تستقيم ...لم يعد لدينا وقت كاف.
    تمرير الوقت ـ ....

  • 4 هشام ابراهيم الهباشين (السلط الشامخه) 20-10-2011 | 02:17 PM

    علينا جميعآان نذكر ان دولة معروف البخيت جاء في وقت كانت الدوله بحاجه لرجال قادرين على ادارة المشاكل والمصاعب التي واجهة الدوله في تلك الفتره وكان خير رجل لاصعب مرحله مرت به الدوله واسجل لهذا الرجل انه كان صاحب حكمه وسعة صدرسمع الكثير من الكلام والانتقاد الجارح احيانآوصمت ولم يردلان في صمته ثقة وحكمةالرجال الرجال كما عرفناه نعم يا رجل المرحله صدقت العهد والقسم الذي قطعته على نفسك امام الله وجلالة الملك والشعب الاردني وهذه رسالة شكر مني لك يادولة معروف البخيت ابن الاردن الصادق الوفي فشكرآلك يامثال الرجوله كل الرجوله.عاش اردن العروبه الهاشمي.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :