حكومة نتنياهو تقرر بناء 4آلاف وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية.. وذلك ضمن برنامج ابتلاع الاراضي الفلسطينية تدريجيا وزرع المستوطنات عليها بالسرعة الممكنة..وتقول الصحافة الغربية أن نتنياهو يجهد لشراء الوقت..وذلك بمشاغلة الرأي العام الدولي بعامة والأميركي والاوروبي بخاصة بمزاعم كاذبة ومراوغات مكشوفة حول رغبته في السلام..وحول استعداد حكومته لاستئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني بدون شروط مسبقة..لا سيما وقد نجحت التجربة الاسرائيلية لمدة أكثر من عشرين عاما في إلهاء الرأي العام الدولي وإيهامه بأن اسرائيل راغبة في تحقيق السلام في المنطقة..وتقول صحف أميركية أن نتنياهو يراقب باهتمام شديد تداعيات الربيع العربي وبخاصة في الأردن لعل المعارضة وفي غالبيتها من الفلسطينيين تستطيع فرض حضورها الأقوى في السلطات الأردنية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية بموجب قانون انتخابات بلدية ونيابية عصري ملائم..وعندئذ تتشكل الأرضية المناسبة والمناخ السياسي المناسب لحراك أميركي اوروبي إسرائيلي نشيط يروج لفكرة وطن بديل للفلسطينيين في الأردن ؛؛..لذلك تعمل صحف اسرائيل مثل «معاريف « بين الحين والآخر على الترويج للوطن البديل في الأردن.. وذلك تمهيدا لنشر الفكرة وجعلها مألوفة وغير مفاجئة..

فأي عقل خرب هذا الذي يفكر بأن الربيع العربي سيكون في صالح اسرائيل ؟.. ومن هنا نستطيع فهم أسباب تكالب واشنطن والعواصم الاوروبية لمنع القيادة الفلسطينية ومعها الدول العربية من انتزاع عضوية كاملة لدولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة في الامم المتحدة على حدود ال»67»..لكن نتنياهو لم يفكر ولو قليلا بالامن الاسرائيلي إلا من خلال الجدار العنصري العازل.. ومن خلال سياسة عدوانية إرهابية قمعية ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة..ولم يفكر بتداعيات الربيع العربي وانعكاساته الخطيرة جدا على اسرائيل..ولم يفكر بمدى استعداد القيادة الأردنية والشعب الاردني الملتف حولها للتصدي لهكذا تفكير خرف

فاذا كان نتنياهو وامثاله يراهنون على تحقيق خطته حول وطن بديل في الاردن، فهو واهم جدا.. ونستطيع القول انه عقله مأفون وخرب..

ألم يقتنع بعد كل تجاربه مع الشعب الفلسطيني ومع طلائعه الثورية ان هذا الشعب المناضل لن يقبل بديلا لفلسطين ومقدساتها الاسلامية والمسيحية في اي مكان في الدنيا... وانه متمسك بقضيته العادلة وبحقوقه الوطنية الثابتة كاملة غير منقوصة ومن بينها اقامة دولته المستقلة على ارض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.. هذا مطلبه اليوم.. اما بعد تداعيات الربيع العربي ومعطياته الناجزة فسيكون له وللامة مطالب اكبر..

(الرأي)