لانريد ان نبالغ في توقعاتنا تجاه حكومة الخصاونة الاولى فقد علمتنا تجارب تشكيلة الحكومات في الاردن ان لانراهن على اي من هذه الحكومات وهذا لايعني اننا نهاجم هذه الحكومة او نجاهرها العداء على العكس فالشارع الاردني كل مايتمناه ان تشكل حكومة تنسجم مع تطلعاته وقادرة على حل مشاكله.

الحكومة بتشكيلتها الحالية هي حكومة جغرافية اي راعت الجغرافية اكثر ماراعت وجود كفاءات وهي على هذا النحو هي حمومة ترضية حرصت على كسب ود العشائر ولعل من ابرز اسباب ذلك هي الواقع السياسي الاقليمي التي بات يفرض نفسه على المنطقة برمتها ولكن رغم هذا الواقع فليس من المنطق ان تطغى الجغرافيا على تشكيلة اي حكومة من الحكومات.

الجيل الجديد لم يأخذ حقه في تشكيل هذه الحكومة وقد عدنا الى المربع الاولى ونهج تدوير وتوريث المناصب لتبقى حكرا على عائلات معينة.

الحكومة واهمة اذا اعتقدت ان اتباع مثل هذا النهج امر كافي لتخفيف جزء من الاحتقان الذي يشهده الشارع ولو ارادت ان تعود الناس على مثل هذا النهج عليها ان ترضي كل مواطن وتعينه وزيرا.

الاهم من ذلك كله ان الحكومة لم تأتي ببرنامج من شأنه ان يعالج المشاكل التي يعاني منها المواطن ان كانت هذه المشاكل اقتصادية ام اجتماعية ام سياسية.

جميع الحكومات كانت تعتمد كتاب التكليف السامي كبرنامج لها وتنال على اساسه الثقة من مجلس النواب وهذا يعود لعدم كفاءة تلك الحكومة بوضع برنامج تتقدم به لمجلس النواب وتحصل على ثقته.

مجلس النواب سيمنح ثقته لحكومة الخصاونة لان هذا المجلس لايستند الى اي معايير يمنح بموجبها الثقة بل فالمعيار الوحيد هو المجاملات والضغوط والنتائج هي دائما مخيبة للامال.

نريد حكومة مقتعة لديها برنامج مقنع والعبرة ايضا في تنفيذ هذا البرنامج والمواطن لايطالب هذه الحكومة بالمستحيل لاننا ندرك ان الوضع الاقتصادي صعب وندرك الظروف المحيطة بنا,

الحكومة مطالبة بمعالجة مشكلة الفقر وخلق برامج حقيقية وليس الاعتماد على نهج تقديم المساعدات.

هناك بطالة في الشارع هناك الاف الخريجيين الذين لايجدون فرصة عمل نتمنى حلها ولو بجزء بسيط حتى نتأكد بأن هناك تغيرات حقيقية قادمة.