facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عمر .. الطفل الذي أبكى الأردنيين


خالد المواجدة
11-09-2007 03:00 AM

عشر سنوات فقط كانت كافية لكي ينضج عمر...أراه طفلاً رجلاً، أسمعه عبر الأثير وهو يخاطب محمد الوكيل ليتبرع بدنانير كان قد ادخرها لحقيبته المدرسية، ثم ليهب قرنيتي عينيه من أجل عيون الأردن، ثم يسأل: بتحب أتبرع بإشي ثاني عموه؟ لله درك أيهذا الطفل، أيهذا الكركي العملاق.
أسمع صوته الصغير فتتمثل الكرك أمامي بكل إبائها وهيبتها، من هو عمر؟ وكيف يحدث أن يكون هذا الطفل الكركي رجلاً منذ الولادة؟
لله درك أبا عمر، لله درك أم عمر، كيف ولدتم مثل عمر!! وكيف أهديتموه لهذا الوطن، فربحتم وطناً ومليون عمر، كيف لا نبكي عليه وهو الطفل الذي أرضعته أمه لبناً اسمه الأردن، وألبسه والده عباءة اسمها الأردن. كيف لا نبكي عليه ونحن نراه يسافر دون أن يودع أمه الكرك، كيف لا نبكي عليه ونحن نراه يتوارى بسبب كتلة حديدية لا تقدر طفلاً مثل عمر.

كان عمر، وصار عمر، وراح عمر، لكن عمر يأبى إلا أن يبقى، لكي يعلمنا دروساً منها أن سنوات عمره العشرة كانت كافية ليحفر اسمه عميقاً في دفتر الوطن، وأن الآباء والأمهات ليسوا ككل الآباء والأمهات، وأن عمر الكركي، ليس مثل ميمو من عبدون، وأنه حان الوقت لكي نضع حداً لهذه الكتل الحديدية العمياء التي لا ترى أطفالنا، وإذا رأتهم لا تفهم أن هؤلاء الملائكة الصغار هم الذخيرة الاستراتيجية لهذا الوطن، ولا تفهم أن عمر لو قدّر له أن يعيش، لرأيناه بعد حين، جندياً في جيش هذا الوطن، أو معلماً في مدرسة نائية من هذا الوطن، أو مهندساً يتفقد مصنعاً في هذا الوطن.

عزاؤنا جميعاً أن عمر الذي أبكانا، استطاع أن يربت على قلوبنا وعيوننا ليستخرج منها قطرات الدمع التي غسلت جسده الصغير، قبل أن تمتد اربعة ملايين يد لتضعه أمانة عند خالقه ليكافئه بجناحين يطير بهما في الجنة، ويحلق بهما عالياً في سماء هذا الوطن الذي أحب





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :