إعلان المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربيّة والعلوم والثقافة (اليونيسكو) ايرينا بوكوفا، يوم الخميس الماضي، تعليق تنفيذ برامج الوكالة التابعة للأمم المتحدة حتى نهاية العام؛ جرّاء وقف الولايات المتحدة مساهماتها في المنظمة الدولية كإجراء عقابي نتيجة قبولها عضوية فلسطين، كشف الوجه القبيح لإدارة الرئيس باراك أوباما والتي يبدو أنها لم تختلف عن إدارة المحافظين الجدد في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش..

وهنا لا بد ان نسأل ؛ كيف ستفسر الإدارة الأمريكية قرارها هذا خارج سياق القناعة الراسخة لدينا جميعاً بأنها مستعدة للمغامرة بكل شيء؛ صورتها في العالم، موقف الأمتين العربية والإسلامية، القانون الدولي، المواثيق والعهود والقرارات الدولية.. كل ذلك وغيره في سبيل المحافظة على المصالح الإسرائيلية فقط ؟!..

هل قبول عضوية فلسطين في اليونيسكو مخالف لميثاقها حتى تقرر وقف مساهماتها في منظمة تابعة للأمم المتحدة تُعنى بالثقافة والتربية والعلوم؟!.. كيف ستتأثر المصالح الأمريكية إذا ما تم قبول عضوية فلسطين في اليونيسكو وبخاصة أن موقفها المعلن (..) من قيام الدولة الفلسطينية واضح تماماً؛ فهي مع حل الدولتين وطالما نادت بهذا السيناريو طوال السنوات الماضية، فما الذي تغير اليوم، وبأي سياق يمكن أن نفهم موقفها هذا؟!

أين هي تلك القيم الإنسانية السامية التي تتغنى بها الولايات المتحدة في كل مناسبة إذا كانت مساهماتها في هذه المنظمة أو غيرها مشروطة، وتستخدم كأداة ضغط للتأثير في قراراتها ومواقفها؟! هل تغيرت قناعاتها المتعلقة بضرورة "إقامة مجتمعات أكثر عدلاً وانصافاً؛ يكون النمو فيها مستداماً ويوفر الفرص لجميع الشعوب في حياة كريمة تحفظ حقوق الانسان؟!".. وهي بالمناسبة الأهداف ذاتها التي تسعى اليونيسكو لتحقيقها.. أي مفارقة هذه وكيف يمكن تفسيرها؟!

المساهمات المالية للولايات المتحدة في المنظمات الدولية مشروطة، وكذلك هو حال دعمها للدول أيضاً؛ فكل دولار يصلنا أو يصل غيرنا من الحليفة الاستراتيجية أمريكا - وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط - مرهون باشتراطات وحسابات سياسيّة مرتبطة بالمصلحة الإسرائيلية أيضاً.. نعم الأمر بهذا السوء..

الولايات المتحدة ستستخدم - بلا شك - حق النقض (الفيتو) عند تصويت مجلس الأمن على عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة.. فإلى متى سيستمر تعاملنا معها كحليف وشريك وهي ليست كذلك ولن تكون؟!