facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من قزم رمضان فينا؟!


رمزي الغزوي
12-09-2007 03:00 AM

كحال كل الأشياء الجميلة الباقية في هذا العالم، يتآمر عليها المتآمرون؛ لتقبيحها بسخام التسخيف والتهميش، فيصعقنا شعار الفضائيات العتيد في رمضان ويتوعدنا بأن لا ندخل أنفسنا ولو برجفة حلم صغير:(مش حتئدر تغمض عنيك!)، فجل المسلسلات والأفلام لا تنبجس ولا تتناسل إلا على عتبات هذا الشهر، حتى صرنا لا نملك وقتاً نعود فيه إلى أنفسنا الجوانية، ونخلو بها ونتصومع معها، علنا نتطهر من أدران زمن أوغل في التردي إلى أقصاه!!. لكني سأغمض عيني رغما عنهم، فجميل هذا الرمضان الذي جاءنا مباغتاً هذا العام كطيف الخاطر، فيردنا إلى طفولتنا الطازجة بالطرائف، فأرانا نهب إلى المسجد كالحمائم، مع أول خشخشة سماعة المئذنة المتحفزة للتكبير، فنصلي جانب الكبار مفتعلين الوقار، بعد أن يفسحون لنا ويمسدون على رؤوسنا، وهم الذين كانوا يطردوننا شر طرد في الأيام الخوالي، وها نحن بعد الصلاة نتحلق شيخاً يزبد بالكلام ويطيل؛ فيأخذنا التناعس والتناوم ولي الرقاب، لتبدأ موجة الإنسحابات حتى تفرغ الحلقة من حوله!.
أو أرانا نتوسل أمهاتنا بالدموع أن يوقظننا للسحور، ونقسم أيماناً غليظة، أننا سنصوم ولو لحد الظهر!!، ثم لنقف قرب الشبابيك نكبر مع صوت المسحراتي العجوز، إذ يجوب الحارات ضارباً طبله مترنماً بالتهاليل، ويطرق الأبواب ينادي على كل بيت باسم صاحبه: يا نايم وحد ربك!!.
سنغمض عيوننا المغناطيسية، لنستعيد رائحة الغروب، والشمس الزاحفة كسلحفاة، وكيف كنا نصعد أسطح البيوت، نحثها على المسير الأخير، وننطر بفارغ الجوع صوت المؤذن طويل الروح، وكيف أن شقيقنا النزق الصائم للمرة الأولى!، كان يهمهم بشتائم لا تليق بالصائمين الصغار!!.
وأراني طفلاً يصوم بطريقة درجات الجامع، حيث جدي يعلمني الصيام بالتدريج، فاليوم الصوم للعاشرة صباحاً، وغداً للظهر، وبعدها لبعد الظهر، ثم للعصر، حتى أكبر، وأكمل يومي لصوت المؤذن، وأذكر أفكاراً مجنونة كانت تراودني، في أن أبقي على درجات الجامع، ولا أكسرها، فربما تجمع مراحل الصوم في نهاية الشهر!!.
للأسف دائما ما أحاول أن أعود لأحلامي الصغيرة في رمضان هرباً من سعار الأسعار والاستهلاك الغبي في هذه الأيام، ولأننا أفرغناه من معانيه، وحولناه إلى مطبخ متخم، وتهافتا إلى القشور وصغائر الأمور، ولم ندرك ما رمضان الحقيقي وما فحواه، وأبسط صورة أن الصحون اللاقطة على ظهور بيوتنا، حلت مكان الصحون التي كان يتبادلها الجيران والأهل، فيما بينهم تعاطفاً ومحبة، وليس هذا فحسب بل حولتنا هذه الصحون اللاقطة إلى جزر معزولة لا نعرف بعضنا أو نتزاور أو نتراحم، فمن قزم رمضان فينا إلى هذا الصغر؟!!.
فأهلاً برمضان الذي ما زال في داخلنا كبيراً!!.
ramzi972@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :