facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رمضان والفجل والبصل وإسرائيل


حلمي الأسمر
14-09-2007 03:00 AM

جاء رمضان ، مرحبا به ، هناك سلع معينة سينتعش سوقها: المخللات ، قمر الدين ، التمر ، وكثير من اللحم بأنواعه الحمراء والبيضاء (لمن لديه الملاءة المالية طبعا ، فشراء كيلو لحم بلدي يحتاج لملاءة مالية.. عجبي،) وإضافة لتلك السلع سيكون البصل والفجل حاضرا على موائدنا ، كون هاتين السلعتين أستراتيجيتين لتحريش المعدة وتحرضها على مزيد من الأكل، الفجل والبصل بالنسبة لنا ، هما مجرد مادتين للقضم والابتلاع ، بالنسبة لإسرائيل لهما معنى آخر ، كتب أحدهم منذ أيام في صحيفة عبرية يقول: في ذروة الانتفاضة الاولى في أواخر الثمانينيات حاولوا في جهاز الدفاع ايجاد دواء ناجع ملائم: وضع العراقيل أمام الامدادات الغذائية للمناطق (المحتلة طبعا) خصوصا لمنطقتي الخليل وبيت لحم. الافتراض والأمل كانا أن يضغط المواطنون الجائعون على التنظيمات "الارهابية" للتوقف عن عملياتها. الحوانيت فرغت من البضائع والمنتوجات ، رويدا رويدا. وكانوا في "طاقم المناطق" في وزارة الدفاع (الإسرائيلية) ، كان ذلك الطاقم الذي كان يجتمع اسبوعيا من القادة الأمنيين الساعين الى انهاء الانتفاضة ، يشعر بالرضى .وعندئذ أصدرت قيادة الانتفاضة تعليماتها للمواطنين: "فلتبدأوا في زراعة البصل والثوم في باحات المنازل والاراضي الفارغة". اذا لم تخن الذاكرة فقد استقبل "طاقم المناطق" في وزارة الدفاع هذا الخبر- فلنقل ذلك بحذر - بالسخرية والاستهزاء. الفًجل ليس سلاحا متعارف عليه في الحروب بين الشعوب. اسحق رابين وحده الذي كان وزيرا للدفاع في تلك الايام ، بدا أكثر قلقا وأنب الضاحكين والساخرين: "البيان الداعي الى زراعة البصل في الباحات يشير الى الاصرار والعناد في مواصلة الكفاح ، والاستعداد لتقديم الضحايا ، والى أن المعركة ستكون طويلة".

ثم يختم بقوله:. .. وهكذا ، كما أسلفنا ، سنقتحم غزة قريبا. كل (صاروخ) قسام وكل يوم يمر يُقربنا من تلك اللحظة. كل شيء أصبح واضحا ومعروفا وجاهزا. إلا سؤال واحد ليس لأحد رد عليه: كيف سنخرج من هناك بعد ثلاث أو خمس سنوات؟. ذلك لانهم سيقومون في غزة ايضا بزراعة البصل والفًجل في الحواكير والباحات، في غمرة ألمنا مما يجري الآن في غزة والضفة الغربية نقسو على نضالات أهلنا ، ونتكلم أحيانا بما يشبه الهذيان ، بعضنا يكفن أيام النضال والمقاومة ، وآخرون باتوا يسخرون من الجهاد والكفاح والممانعة ، لكن "العدو" له شأن آخر ، فهو يعرف أن المقاومة هي خميرة في نخاع أبناء الوطن المحتل ، جمر متقد تحت الرماد وفوقه ، يأتي الزعماء ويذهبون ، تتغول الفصائل وتخبو ، لكن يبقى الشعب ، المولع بزراعة البصل والثوم والفجل في الحواكير ، ولعه بالحياة وضرب الصواريخ "الخردة" كما يسميها البعض، غيمة صيف ، بالتأكيد ستكون الأحداث الحالية في غزة والضفة الغربية ، وستنجلي ، بعد أن يعود الأخوة إلى رشدهم ويدركون أنهم لم يزالوا يرعبون عدوهم حتى وهم يبدون في "أضعف" حالاتهم ، شكرا للكاتب العبري الذي أعاد لنا شيئا من الثقة بأنفسنا وبشعبنا ، شكرا لأنه أنزلنا منزلة نستحقها ، فيما نضع أنفسنا دائما في مساحة الجلد الذاتي والولولة المذعورة ، وشكرا لثقافة الحواكير ورائحة البصل والثوم والفجل العطرة، عن الدستور
al-asmar@maktoob.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :